Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحة الأسرة

مشروباتُ “الكيتونات” لإنقاصِ الوزنِ.. مُكَمِّلٌ غذائيٌّ أَم خُدعةٌ تسويقيةٌ؟

 

السعادة

 

تُعدُّ “مشروباتُ الكيتونات” من أحدثِ المُكمّلاتِ الغذائيةِ التي تحظَى باهتمامٍ كبيرٍ الآنَ، وتأتي في زجاجاتٍ صغيرةٍ ذاتِ مذاقٍ قوي، وأسعارٍ مرتفعةٍ؛ وفوائدَ صحيةٍ مزعومةٍ من قُبَيلِ إنقاصِ الوزنِ، وزيادةِ القوةِ واللياقةِ البدَنيةِ.

شكّلتْ مُكمّلاتُ “الكيتونات” ملاذًا للراغبينَ في الاستفادةِ من ميزةِ إنقاصِ الوزنِ في حِميةِ “الكيتو”، دونَ أنْ يضطَّروا للتقيُّدِ بنظامٍ غذائي صارمٍ، وكذلكَ للرياضيينَ الذين يتناولونَها لتقليلِ وجَعِ العضلاتِ بعدَ التدريباتِ المُكثّفةِ.
ما الكيتونات؟

سواءٌ كُنّا في حالةِ نشاطٍ بدَني، أو تمرينٍ، أو راحةٍ؛ فإنَّ أجسامَنا تحصلُ على الطاقةِ المطلوبةِ من تكسيرِ الكربوهيدراتِ والدهون.

ورغمَ أنَّ معظمَ أنسِجَتِنا تعتمدُ على الدهونِ كوَقودٍ، فلا بدَّ لأيِّ نظامٍ غذائي صحي أنْ يوفِّرَ ما بينَ (45 و60%) من إجمالي الطاقةِ من الكربوهيدرات؛ لأنَّ أدمغتَنا لا يُمكِنُها استخدامُ الدهونِ مباشرةً كوَقودٍ، فهي تعتمدُ على الإمدادِ المستمرِّ للغلوكوز (نوع من الكربوهيدرات) من مَجرَى الدم.

ويحتاجُ الشخصُ البالغُ ذو الوزنِ الطبيعي إلى (200) غرامٍ من “الغلوكوز” يوميًّا، يستحوذُ الدماغُ على ثلُثَيها (نحو 130 غرامًا) لتغطيةِ احتياجاتِه من الطاقةِ.

يتنافسُ الدماغُ مع بقيةِ الجسمِ على “الغلوكوز” عندَما تنخفضُ مستوياتُه بشكلٍ ملحوظٍ، ويبدأُ التحكُّمَ في حصَّتِه بصرامةٍ، خاصةً أثناءَ الشعورِ بالجوع.

يلجأُ الجسمُ لاستهلاكِ البروتينِ الموجودِ في العضلاتِ؛ لاستغلالِه في إنتاجِ “الغلوكوز” من أجلِ الحفاظِ على مستوىً آمِنٍ من النشاطِ؛ إلاَّ أنه لا يكفي لتوفيرِ ما يحتاجُه الدماغُ من وَقودٍ يومي، فيبدأُ الكبدُ “تحويلَ الدهونِ إلى أجسامٍ تُسمَّى (كيتونات) التي توَفِّرُ مصدرًا بديلاً للوَقودِ المطلوبِ للدماغِ”.

ومن هنا جاءتْ حِميةُ “الكيتو” الشائعةُ، التي تهدفُ إلى خفضِ تناولِ الكربوهيدراتِ إلى أقلَّ من (50%) في اليومِ؛ لإجبارِ الجسمِ على إنتاجِ مزيدٍ من الكيتوناتِ اللازمةِ لوَقودِ الدماغِ من خلالِ حرْقِ الدهونِ، وهو ما قد يساعدُ على إنقاصِ الوزنِ، لكنه يُضعِفُ الأداءَ الرياضي في الوقتِ نفسِه، حيثُ أظهرتْ العديدُ من الدراساتِ أنَّ “الكربوهيدرات” ضرورةٌ للحفاظِ على مستوى التمارينِ عاليةِ الكثافةِ.

بعدَ أنْ اتّضحَ أنَّ “الكيتونات” يُمكِنُ أنْ تكونَ مصدرًا للطاقةِ، تمامًا مِثلَ الكربوهيدراتِ والدهونِ، أصبحَ اهتمامُ العلماءِ مُنصَبًّا على إنتاجِ مُكمِّلاتٍ من شأنِها زيادةُ تركيزِ “الكيتونات” في الدمِ، دونَ الحاجةِ إلى تقليلِ تناولِ الكربوهيدراتِ، وهي الطريقةُ التي راهَنوا على أنْ تُتيحَ للرياضيينَ الاستفادةَ؛ ليس فقطْ من الكربوهيدراتِ والدهونِ؛ بل من “الكيتونات” التي يُمكِنُ أنْ توَفِّرَ استهلاكَ “الكربوهيدراتِ” الثمينةِ المُخزَّنةِ بكمياتٍ محدودةٍ للغايةِ، حيثُ تمَّ إجراءُ العديدِ من المحاولاتِ لتطويرِ مكمّلاتِ “الكيتونات”، لكنَّ مُعظمَها تسبِّبُ في حدوثِ مشاكلَ في الجهازِ الهضمي، كما لم يَزِدْ تَوافرُ “الكيتونات” في الجسمِ بشكلٍ كافٍ .

كما أظهرتْ دراسةٌ جديدةٌ، أجراها باحثونَ في جامعةِ “ماكماستر” في كندا، ونُشرتْ قبلَ نحوِ (3) أشهُر؛ “أنَّ مُكمِّلَ “الكيتون” أضعفَ الأداءَ لمدّةِ (20) دقيقةً بنسبةِ (2.4%) مقارَنةً مع دواءٍ وَهميٍّ.

 

مكمّلاتُ “الكيتونات” تُضعفُ الأداءَ :

وأشارَ “بودلوغار” إلى أنّ استهلاكَ مشروباتِ “الكيتونات” قبلَ أو أثناءَ التمرينِ؛ لا يقدِّمُ أيَّ فوائدَ لكفاءةِ الأداءِ، بل إنه يمكنُ أنْ يُضعِفَها، وأكَّدَ عدمَ وجودِ فائدةٍ لمشروباتِ “الكيتونات.”

لكنه أوضحَ أنَّ جامعةً بحثيةً في “بلجيكا” قدّمتْ بعضَ الأدِلَّةِ على أنَّ تَناولَ مكمّلاتِ “الكيتون” عندَ التعافي من التمارينِ؛ يُمكِنُ أنْ يساعدَ في تقليلِ أعراضِ الإفراطِ في التدريبِ، وعادَ ليؤكِّدَ أنه “لا يوجدُ دليلٌ يشيرُ إلى أنَّ مكمّلاتِ “الكيتونات” سَتوَفّرُ فوائدَ للرياضيينَ أثناءَ التدريبِ العادي”.
الآثارُ الجانبيةُ المُحتمَلةُ:

وبحَسبِ إدارةِ الغذاءِ والدواءِ الأميركيةِ؛ فإنّ مُكمِّلاتِ الكيتوناتِ المُنتشِرةَ يُمكِنُ أنْ تُسبِّبَ ردودَ فعلٍ شديدة، وطالَبَ الخبراءَ بمزيدٍ من الرقابةِ الفدراليةِ على صناعةِ المُكمّلاتِ، في ظِلِّ وجودِ الآثارِ الجانبيةِ المُحتمَلةِ التالية:
اضطرابُ المَعدةِ: قد تُسبِّبُ مكمِّلاتُ الكيتوناتِ ارتفاعًا في مستوياتِ الكيتوناتِ في الدمِ؛ ما يؤدِّي إلى اضطرابِ المَعدةِ، وزيادةِ حركاتِ الأمعاءِ، ثُم فقدانِ الشهيةِ، أوِ الغثيانِ، أوِ القيء.
نقصُ سُكرِ الدمِ: حيثُ يُمكِنُ أنْ تساهمَ الكيتوناتُ في انخفاضِ مستوياتِ السُّكرِ في الدمِ بشكلٍ كبيرٍ؛ ما قد يسبِّبُ الشعورَ بالإرهاقِ والخمولِ؛ وقد يشكِّلُ ذلك خطورةً على مرضَى السُّكري.
ارتفاعُ ضغطِ الدمِ: فعادةً ما تحتوي أملاحُ الكيتوناتِ على “الصوديوم”، وهو ما قد يكونُ خطيرًا على من يعانونَ من ارتفاعِ ضغطِ الدمِ.
الجفافُ: يمكنُ أنْ تؤدي المستوياتُ العاليةُ من الكيتوناتِ في الجسمِ إلى شعورِ بعضِ الأشخاصِ بالعطشِ أكثرَ من المعتادِ، وزيادةِ احتمالِ الإصابةِ بالجفاف.
إنَّ الخطرَ يبدأُ عندَ محاولةِ استخدامِ مكمّلاتِ “الكيتون” كَحَلٍّ سريعٍ وسهلٍ، والاعتمادِ عليها بالكاملِ لتحقيقِ النتائجِ والحفاظِ عليها، فرغمَ أنّ مكمِّلاتِ الكيتوناتِ يُمكِنُ أنْ تساعدَ في إنقاصِ الوزنِ، فإنها تَظلُّ بحاجةٍ إلى إجراءِ تغييراتٍ في نمطِ الحياةِ، بما في ذلكَ اتِّباعِ نظامٍ غذائيٍّ صحي، وممارسةِ التمارينِ الرياضيةِ بانتظامٍ”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى