ما تأثيرُ الهديةِ على تربيةِ الطفلِ؟

المستشارة الأسرية/ سماح أبو زينة
تُعدُّ الهدايا من أكثرِ الأمورِ المرغوبةِ التي يحبُّها الأطفالُ، ومن خلالِها يعبِّرُ الأفرادُ عن حبِّهم للأطفالِ، وتَعلُّقِهم بهم، فهي تُشعِرُ الطفلَ بسعادةٍ كبيرةٍ، وتقوِّي الرابطَ العاطفيَّ بينَه وبينَ ذَويهِ؛ لذلكَ لا بدَّ من اختيارِ الهديةِ المناسبةِ له بناءً على عدّةِ معاييرَ لتحقيقِ الفائدةِ والمتعةِ والهدفِ منها.
يساهمُ الأهلُ في إفسادِ الأطفالِ من خلالِ الدَّلالِ الزائدِ؛ بشراءِ الكثيرِ من الهدايا، وهو ما قد ينعكسُ سَلبًا على بناءِ شخصياتِهم، وإكسابِهم بعضَ الصفاتِ غيرِ المرغوبةِ؛ لذلكَ هنالكَ أوقاتٌ مثاليةٌ لتقديمِ الهدايا؛ حتى تبقَى الهديةُ مصدرَ سعادةٍ بالنسبةِ للطفلِ.
الأثرُ النفسي والعاطفي للهديةِ
وأوضحتْ الأخصائيةُ النفسيةُ والأسريةُ “سماح أبو زينة”؛ أنّ للهديةِ أثرَها كوسيلةٍ عاطفيةٍ ونفسيةٍ وتربويةٍ في النقاطِ التاليةِ:
تَغرِسُ صفةَ الكرَمِ لدَى الطفلِ: وهي من الصفاتِ المُهمّةِ التي من واجبِ الأهلِ تربيةُ الطفلِ عليها، لأنها تتمثلُ في محبةِ الناسِ، والنجاحِ في تكوينِ العلاقاتِ الاجتماعيةِ.
تُعلِّمُ الُّلطفَ في التعاملِ مع الناسِ: فمن خلالِ الهدايا يكونُ الطفلُ أكثرَ لُطفًا مع أصدقائهِ بشكلٍ خاصٍّ، ومع الناسِ بشكلٍ عام.
تُشعِرُه بالسعادةِ: الأطفالُ كائناتٌ لطيفةٌ وبعيدةٌ عن عُقدِ الحياةِ، ومن أقلِّ حقوقِهم الإحساسُ بالبهجةِ والسعادةِ، والهدايا تُشعِرُهم بالفرحِ والسرورِ، فالهديةُ التي تُقدَّمُ للطفلِ تُشعِرُه بأنَّ له قيمةً ومكانةً عندَ عائلتِه .
الهديةُ تُشعِرُه بأهميةِ المناسبةِ التي قُدِّمتْ له فيها هذه الهدايا، فتُعزِّزُ ارتباطَه بالمناسبةِ التي تلَقَّى فيها الهديةَ.
نصائحُ وقواعدُ تقديمِ الهديةِ لطفلِك ؟
تنصحُ المستشارةُ الأسريةُ “أبو زينة” بوَضعِ قواعدَ معيَّنةٍ يلتزمُ بها الطفلُ؛ لِيَشعُرَ بمزيدٍ من المسؤوليةِ، ويقدِّرَ الجهودَ التي يبذلُها أهلُه لإسعادِه
• يجبُ أنْ يَعيَ الطفلُ قيمةَ الأموالِ التي يتِمُّ إنفاقُها لتقديمِ الهدايا له، ليُدركَ أنَّ كسْبَ المالِ يتطلّبُ الجهدَ والتعبَ من أهلِه، وأنّ الأمورَ ليستْ سهلةً؛ كما يتصوَّرُ عندَ طلبِ المزيدِ من الهدايا.
• يمكِنُ أنْ يشعرَ الطفلُ بالخيبةِ، وليس ضرورةً أنْ يحصلَ على كلِّ الهدايا التي يطلبُها.
• يجبُ أنْ يدركَ أنّ قضاءَ الأوقاتِ مع أهلِه، ومع من يحبُّ؛ هي أهمُّ وأكثرٌ متعةً من فكرةِ تلَقِّي الهدايا بكمياتٍ زائدةٍ، ومن هنا تأتي أهميةُ قضاءِ أوقاتٍ مُمتعةٍ معَ الطفلِ ليكتشفَ ذلكَ.
• يجبُ مساعدةُ الطفلِ على إدراكِ أنّ ثَمّةَ هدايا يختارُها، وأخرى يرغبُ في الحصولِ عليها، فيُحسِنُ التمييزَ بينَ المفهومَينِ.