لَطالَما بدَتْ فكرةُ العملِ عن بُعدٍ فكرةً مثيرةً للشبابِ الباحثِ؛ لأنها توَفّرُ البيئةَ الملائمةَ لعملٍ طبيعتُه متغيّرةٌ ومَرِنةٌ، واليومَ يصعدُ نجمُ نموذجٍ جديدٍ للعملِ عن بعدٍ، يغدو فيه العملُ أكثرَ مرونةً من الحلولِ الحاليةِ للعملِ عن البعدِ، النموذجُ الجديدُ يطلَقُ عليه ما يُمكِنُ ترجمتُه حرفيًّا “البداوةُ الرقميةُ، أو الترحالُ الرقميّ” ويسمَّى العاملونَ فيه بالبدوِ الرقميينَ، أو الرحّالةِ الرقميينَ Digital Nomad)). سرعةُ إنترنت الجوالاتِ الفائقةِ، ومحادثاتُ الفيديو شديدِ الوضوحِ، والحوسبةُ السحابيةُ لتخزينِ البياناتِ، وتطبيقاتُ هواتفَ ذكيةٍ للتحكّمِ في ذلكَ، ساهمتْ في بروزِ هذا النموذجِ.
يسافرُ الرحّالةُ الرقميونَ إلى أماكنَ مختلفةٍ هادئةٍ ومنخفضةِ الثمنِ للعملِ فيها ، وأحيانًا يبحثونَ عن أماكنَ فارهةٍ ؛ومن الأماكنِ المفضلةِ لدَى الرحّالةِ الرقميينَ الأماكنُ الاستوائيةُ؛ مِثلَ بالي الإندونيسيةِ، أو الهادئةِ مِثل فتحية، وبودروم في تركيا، أو يذهبونَ إلى المراكزِ الحضريةِ النشطةِ، مَثل “برلين، أو إسطنبول، ومكسيكو سيتي”، إضافةً إلى المراكزِ منخفضةِ التكلفةِ في جنوبِ شرقِ آسيا، وأينما ذهبَ هؤلاءِ الرحالةُ الرقميونَ؛ فإنهم يمزجونَ العملَ بالترفيهِ بحثًا عن حياةٍ متوازنةٍ، والرحالةُ الرقميونَ منهم المُبرمِجُ، والمترجمُ، وصاحبُ المتجرِ الإلكتروني، وغيرُها من الوظائفِ العابرةِ للحدودِ.
هذا الصعودُ شجّعَ بعضَ الدولِ على التسويقِ لمُدُنِهم لِمِثلِ هذا النوعِ من العملِ الجديدِ؛ على تقديمِ تسهيلاتٍ لوجستيةٍ وقانونيةٍ، طمعًا في جذْبِ هؤلاءِ العاملينَ الجُدُدِ لِرَفدِ مُدنِهم بمواردَ ماليةٍ، وأفكارٍ إبداعيةٍ جديدةٍ.
وحتى نلتقي،،،
