Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

أدرسُ ليش ؟

في كلِّ عامٍ من هذا الوقتِ، حينَ تُعلَنُ نتائجُ الثانويةِ العامةِ ، يُتداوَلُ ماذا ندرسُ؟ وما هو التخصُّصُ الأنسبُ للدراسةِ؟  لِيتبَعَها مجموعةٌ من التساؤلاتِ عن جدوَى الدراسةِ أصلاً ، وأنّ الجامعاتِ رِبحيّةٌ بامتيازٍ، وتمارسُ التجارةَ مع أبنائنا ، كما أنّ الخرِّيجينَ في حالةِ تَكدُّسٍ مخيفةٍ وكبيرةٍ ، أضِفْ أنه لا فرصةَ للحصولِ على وظيفةٍ أو عملٍ، وتحديدًا الوظيفةَ الحكوميةَ ، وبعيدًا عن المِثاليةِ المرفوضةِ من واقعٍ صعبٍ وأكثرَ تعقيدًا، بأنَّ الدراسةَ والتعليمَ في الجامعاتِ، والحصولَ على المؤَهلِ العلميّ ؛ هي قيمةٌ معرفيةٌ، وومضةٌ إدراكيةٌ في ذهنِ وعقولِ الدارسينَ ، وأنّ العِلمَ والمعرفةَ لا يُقدَّروا بثمنٍ أو وظيفةٍ ، وضرورةَ التعلّمِ من أجلِ المعرفةِ وتوسيعِ الآفاقِ ، وأنّ الدراسةَ للحياةِ، وليستْ للوظيفةِ أوِ الامتحاناتِ ، فهي طموحٌ وارتقاءٌ وتطويرٌ في التفكيرِ ، بالإضافةِ إلى أنَّ المُؤَهِلَ يُكسِبُكَ مكانةً اجتماعيةً مرموقةً .

ورغمَ أنّ هذه القِيَمَ قُتلتْ في ظِلِّ الظروفِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ الراهنةِ، والمُعطياتِ المحيطةِ ، وتبقَى الدراسةُ واختيارُ تخصُّصٍ ملائمٍ ومتوافِقٍ مع قدراتِنا ورغباتِنا قيمةً يسعَى لها المواطنُ الغزاوي ، فمازالَ الآباءُ يفخرونَ بنجاحاتِنا، ويَسعدونَ بتَخرُّجِنا، مؤكِّدينَ سعادتَهم وفخرَهم رغمَ غيابِ فرصةِ العملِ أو صعوبتِها ، فالبيوتُ الفلسطينيةُ مازالَ العلمُ رأسَ مالِها ، ومن الفقرِ مُخلِّصَها ، وعليه فمن المُهمِّ أنْ أدرُسَ، والأكثرَ أهميةً لماذا أدرسُ؟ وهذا خيارُكَ أنتَ.

لماذا أدرسُ ! لنفسِكَ أولاً، ولتوسيعِ مَدارِكِكَ وآفاقِكَ، ثانيًا ولأجلِ تعزيزِ المنافسةِ لديكَ، ولأنكَ بحاجةٍ إلى أنْ تشُقَّ طريقًا جديدًا ، فمعَ دراستِكَ الجامعيةِ؛ بالكادِ تجدُ فرصةً ومساحةً للمنافسةِ، فكيف حالُكَ في حالِ عدمِ حصولِكَ على مُؤَهلٍ علميٍّ مؤكَّدٍ! أنتَ في مأزقٍ أكبرَ.

عزيزي : الوظيفةُ الحكوميةُ ليستْ نهايةَ الطموحِ، وسقفَ المُنَى، وهي ليستْ كلَّ الفُرصِ ، هي واحدةٌ بل أهزلُهم وأضعفُهم ، وهنا نقطةٌ مهمّةٌ، ولَفتةٌ يجبُ أنْ نقفَ عندَها معًا، فأسلوبُ حياتِكَ، وفلسفةُ إعدادِكَ لذاتِكَ، يجبُ أنْ تتغيّرَ، ويتغيّرَ مفهومُكَ وقناعاتُكَ في ضرورةِ الدراسةِ .

العالمُ يتغيّرُ من حولِنا، ونحن مازِلنا متقَوقِعينَ ومُنتظِرينَ كشوفاتِ العملِ الرسميّ، وهنا يَكمنُ الخطرُ؛ لذا يجبُ أنْ نتحرّك ونغيَّرَ من أدواتِنا ومن قناعاتِنا ، من أجلِ فتحِ فُرصٍ ومجالاتٍ جديدةٍ، وآفاقٍ مختلفةٍ ومتعدّدةٍ للحصولِ على فُرصِ عملٍ .

ابحَثْ عن مشروعِكَ الخاصِّ، أو العملِ في مجالاتِ العملِ الخاصِّ ، وفي مجالاتِ العملِ الإلكتروني والافتراضي، واحرِصْ على اكتسابِ مهاراتٍ حياتيةٍ وفقَ تخصُّصِك واحتياجاتِ سوقِ العملِ  .

يجبُ أنْ تَدرُسَ، وإنْ كان لكَ حِرفةٌ، أو لدَيك المالُ لِبدءِ مشروعِكَ ، فتُعزّزُ مكانتَكَ في السوقِ وبينَ أقرانِك ، وتجعلُكَ دومًا متقدّمًا عليهم بدرجةٍ ، ورحِمَ اللهُ آباءَنا حينَ قالوا : نحنُ رجالٌ لا مالَ لنا، ولكنَّ العلمَ هو رأسُ مالِنا …وعليهِ أُدرُسْ ما تشاءُ، ولكنَّ الأهمَّ أنْ تدرُسَ .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى