Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

نتعافَى باليقينِ باللهِ

وتَضعُكَ الحياةُ في منعطفاتٍ تجعلُكَ في لحظاتٍ تفقدُ معنَى الحياةِ، ولم تَعُدْ ترَى بصيصَ نورٍ، وينتابُكَ شعورٌ باليأسِ والخذلانِ، فتَفقدُ الثقةَ بمَن حولَكَ، ولكنْ لم تستسلمْ، وتُواجِهْ.. وفي كلِّ مرّةٍ تحاولُ وتجاهدُ؛ كي تبقَى مُتماسكًا مستمرًّا على قاعدةِ “حياة وبِتعدِّي”، برغمِ قسوتِها أحيانًا.

المُعظمُ عاشَ ظروفًا مختلفةً، وحاوَلَ أنْ يواجِهَ بطريقتِه ،  والفيصلُ بكُلِّ الصدماتِ والخيباتِ كان طريقةَ التعاملِ معها ومواجهتِها، وهنا تتجلَّى فينا علاقتُنا باللهِ، فكُلُّ المرّاتِ التي خرجنا منها أقوَى،كان أساسُها وجودَ اليقينِ باللهِ، في كلِّ مرّةٍ نلجأُ إليه وبداخلِنا إحساسٌ؛ أنه ربُّنا وهو معَنا، ولا يُمكِنُ أنْ يخذلَنا، ولن يضيِّعَنا، ومن هنا كُنا نستمِدُّ قوَّتَنا وصبرَنا .

بالفعلِ، هنا يَكمُنُ سرُّ قوَّتِنا، وتسهيلُ أمورِنا، وقبولُ الناسِ لنا؛ إنه اليقينُ باللهِ، يقوِّينا في أحرَجِ لحظاتِ ضعفِنا، ويخفِّفُ عنا، ويواسينا، ويُطبطِبُ على قلوبِنا، وبِداخلِنا صوتٌ يهمِسُ: “مرحلة وحَتعدِّي.. مشكلة وحَتنتهي.. أيام وحَتمر.. بِلُطفِ ربِّنا وكَرمِه ..”

بالفعلِ، كُنّا نتعافَى في كلِّ مرّةٍ، فنَخرجُ أقوَى من قبلُ، ونرجعُ نبتسمُ للحياةِ، ونَنظُرُ بعَينِ الرِّضا، وتمشي الحياةُ بينَ “هون وعون”، وحبّة رضا هنا، ونتجاوزُ هناكَ، ونتجاهلُ في اتِّجاهٍ آخَرَ ..

فكانت هدايا اللهِ لنا مُبهِرةً مليئةً بالعوضِ والكَرمِ، وتَجدُ الأمورَ تسيرُ.. والأشياءَ تجري إليكَ دونَ أنْ تلهثَ وراءَها، والخيرَ يَنصَبُّ عليكَ؛ لأنك تمنَّيتَه لغيرِكَ ..

دائمًا كنتُ على يقينٍ أنّ حساباتِ اللهِ مذهِلةٌ مختلفةٌ مفرِحةٌ، حساباتُ اللهِ لا تعوَّضُ ولا تُقارَنُ بحساباتِ البشرِ، فهي على درجةٍ عاليةٍ من الترتيبِ والتنظيمِ والتفكيرِ العميقِ العقلاني، وفجأةً تختلفُ الموازينُ والحساباتُ في لحظةٍ، ويكافِئُكَ اللهُ على صبرِكَ ورضاكَ، فتَتعافَى وتنسَى كلَّ مُرٍّ عِشتَه،  أمامَ عوضَ اللهِ ..

بالفعلِ، نحن نتعافَى بأشخاصٍ يرزقُنا اللهُ بهم، ليكونوا عوضًا وسندًا، لِنُكمِلَ مشوارَ الحياةِ بهم .. نتعافَى حين نرَى بِرَّ أولادِنا لنا، وحُبَّهم واعتزازَهم بِنا.. نَقوَى بأصدقاءِ العُمرِ الحقيقيِّينَ، أصحابِ المواقفِ، الذينَ تَشُدُّ بهِم ظهرَكَ، وتستَنِدُ عليهم ..نحن نتعافَى ونقوَى ونواجِهُ طالَما وثَقنا بأنفُسِنا، وقدِرْنا أنْ نواجِهَ.. ونتَجاوزَ.. ونتجاهلَ..، والأهمُّ أنْ يكونَ داخلَنا إيمانٌ أنَّ ربَّنا مَعَنا، ولن يتخلَّى عنا، ونُقَدِّرَ نِعَمَ ربِّنا علينا .. ونَثِقَ أننا واقفون على أرجُلِنا  ما دام ربُّنا أنعمَ علينا بالصحةِ، والعافيةِ، والسترِ، والرزقِ، وطهارةِ القلبِ والروحِ ..

في اليقينِ باللهِ حياةٌ لا يَعرِفُها إلّا مَن آمَنَ بها إيمانًا مُطلَقًا بِقلبِه، ورَضيَ بِقَدَرِ اللهِ  في الأوقاتِ الصعبةِ، وتمنَّى الخيرَ لغيرِه، وهو محرومٌ منه،  فعيشوا باليقينِ ليُكافِئَكم اللهُ بعطاياهُ المُذهِلةِ ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى