مبارَكٌ للناجحينَ
أعوامٌ من الجدِّ والاجتهادِ ، وليالٍ من السهرِ والحرمانِ ، طَوينا بها الأيامَ واللياليَ؛ وصولاً لِلَحظاتِ النشوةِ والانتصارِ؛ وتحقيقًا للطموحِ والرغباتِ .
النجاحُ مشوارُ حياةٍ، وقرارٌ ترَبَّينا عليه منذُ نعومةِ أظفارِنا ، قرارٌ مُزجَ بالجهدِ والعملِ المستمرِّ؛ لِنصِلَ إلى محطةِ الحصادِ، وجَنيِ الثمارِ .. وها أنتم اليومَ فرِحتم وحصدتُم، بل وأفرَحتم قلوبَنا ، ونثرتُم بذورَها في بيوتِنا عبيرًا مَلأ الآفاقَ بهجةً وجمالاً ،
ففَرحةُ النجاحِ لا تُعادلها فرحةٌ، ولا توازيها سعادةٌ، فهي لحظاتُ اعتزازٍ وفخرٍ بالذاتِ، وارتقاءٍ بها، لحظاتُ شموخٍ وكبرياءٍ مشروعةٌ، فَحُقَّ للناجحينَ ما لا يَحِقُّ لِغيرِهم ، فهُم الفائزونَ في الدنيا، والناسجونَ لخيوطِ مستقبلٍ جميلٍ قادمٍ .
الناجحونَ أيقونةُ المستقبَلِ ، يملكونَ إكسيرًا لِغَدٍ أكثرَ إشراقًا، مَمزوجًا بِمَعيَّةِ اللهِ .
فرِسالتي لكم؛ أنْ عيشوا لحظاتِ السعادةِ ، وافتحوا الأبوابَ للبهجةِ والأفراحِ ، واجعلوها تمكُثُ في بيوتِكم، وحافظوا عليها، ولا تَسمحوا للمُنَغِّصينَ والمُنغِّصاتِ بالاقترابِ من سعادتِكم، أو قتلِ معالمِ الفرحِ في قلوبِكم ، السعادةُ قرارُكم زرعتُموهُ وسَقيتُموه بدمائكم، فَشُدُّوا عليه بالنواجِذِ ..
اللهَ اللهَ، ما أجملَ عيونَكم وهي تنتظرُ! وهي تفيضُ بالدموعِ ، دموعِ الانتظارِ والتشوقِ لِلحظةِ النجاحِ ، وما أجملَ العيونَ حينَ ملأتْها الفرحةُ في أحضانِ والدِيكم، لِتمتزِجَ الدموعُ، وتختلطَ الصرخاتُ والأهازيجُ بالأفراحِ، فاجعلوها لياليَ مِلاحًا .
لستُ مبالغاً بوصفِ حالِكم، فأنا جزءٌ من دموعِكم وفرحتِكم ، رأيتُ عيونَكم ودموعَكم وفرحتَكم، فحلمتُ وتمنَّيتُ أنْ تدومَ ، ووَدَدْتُ لو سُرجَ دمي دموعَ فرحةٍ تُبهجُ وتنيرُ في قلوبِكم ، ما أروعَ أنْ ترَى السعادةَ في قلوبِ مَن تحبُّ! كيف لا وهم فِلذاتُ أكبادِنا ، ونورُ عيونِنا، ونبضُ قلوبِنا، وأحلامُ مستقبلِنا .
الناجحونَ رجالُ الغدِ وبُناتُه ، وعنوانٌ لِتفاصيلَ كثيرةٍ وعديدةٍ، فَحُقَّ لهم أنْ ندعمَهم، ونعزِّزَ قدراتِهم، ونحافظَ على رغباتِهم؛ حفاظًا على تقدُّمِهم، عسَى أنْ نكونَ جندًا لهم يومًا ما .
اليومَ، افرَحوا، وابتَهِجوا، وعيشوا لحظاتِ السعادةِ كاملةً غيرَ منقوصةٍ ، ولا تفكِّروا إلَّا أنْ تُكرِموا جسدًا أُرهِقَ ؛ وعيونًا سهِرتْ ، وقلبًا دقَّ مسرعًا خوفًا وطمعًا ، أملاً ورجاءً .
أحِبَّتي .. مبارَكٌ نجاحُكم وتفوُّقُكم، وسامِحونا إنْ قصَّرنا بِكم يومًا ما ، واللهَ أسألَ أنْ يكونَ غَدُكم أجملَ من يومِكم، ومستقبلُكم أكثرَ إشراقًا وبهاءً، ودُمتم عناوينَ تَفوُّقٍ وعطاءٍ .