الابتزازُ الإلكتروني خطرٌ يَحيقُ بالفتياتِ
يُعدُّ الابتزازُ الإلكتروني أحدَ المصطلحاتِ الشائعةِ الحديثةِ المُتداوَلةَ هذه الفترةَ، والذي بذاتِه يُعبِّرُ عن إشكالٍ ظهرَ للسطحِ، وتُعاني منه الفتياتُ بكثرةٍ؛ خاصةً في ظِلِّ التطورِ التكنولوجي، وانتشارِ التطبيقاتِ الإلكترونيةِ، ومواقعِ التواصلِ الاجتماعي، وتعاني منه الفتياتُ ذَواتُ الإعاقةِ بدرجةٍ أعلَى؛ نتيجةَ حساسيةِ الإعاقةِ لدَيهِنَّ وحاجتِهِنَّ للاهتمامِ العاطفي، وتدَنِّي معرفتِهنَّ بالأمانِ الرقمي، ويعبِّرُ مصطلحُ الابتزازِ عن وجودِ عمليةِ تهديدٍ وترهيبٍ للضحيّةِ؛ بِنَشرِ صوَرٍ، أو موادٍ فيلميةٍ، أو تسريبِ معلوماتٍ سرِّيةٍ، تَخُصُّ الضحيةَ، مقابلَ دفعِ مبالغَ ماليةٍ، أو استغلالِ الضحيةِ للقيامِ بأعمالٍ غيرِ مشروعةٍ لصالحِ المُبتزِّينَ؛ كالإفصاحِ بمعلوماتٍ سريَّةٍ خاصةٍ بجهةِ العملِ، أو غيرِها من الأعمالِ غيرِ القانونيةِ؛ إذْ تُعَدُّ شكلاً من أشكالِ جرائمِ “الإنترنت”، والهدفُ منه الابتزازُ، وقد يقعُ الابتزازُ لعِدةِ دوافعَ يسعَى بها المُبتزُّ لتحقيقِ مكاسبَ؛ إمَّا ماليةٍ أو جنسيةٍ أو انتقاميةٍ، بالإضافةِ للعديدِ من الدوافعِ الأخرى، ومنها الابتزازُ بدافعِ طلبِ المالِ؛ وهو من الأهدافِ الأساسيةِ والأوَّليةِ التي يسعَى إليها مجرمو الجرائمِ الإلكترونيةِ، حيثُ يعملونَ على ابتزازِ الضحايا وتهديدِهم بنَشرِ صوَرِهم، أو خصوصيتِهم إذا لم يدفعوا مبالغَ ماليةً، وهذا النوعُ في غالبِ الأحيانِ لن يقومَ بفضحِ الضحيةِ؛ لأنه يَعلمُ أنه إذا ما قامَ بذلكَ قد يخسرُ ورقةَ الضغطِ التي يتملَّكُها للحصولِ على الأموالِ.
وقد يكونُ الابتزازُ بدوافعَ جنسيةٍ عن بُعدٍ؛ وهو الذي يكونُ من خلالِ التواصلِ الاجتماعيّ، دونَما يُظهِرُ المُبتَزُّ هُويَّتَه الحقيقةَ، وقد يطلبُ المجرمُ بعضَ الصورِ الخاصةِ بالضحيةِ على أنْ تكونَ مُخِلَّةً بالآدابِ، أو قد يطلبُ تسجيلاتٍ صوتيةً، وفيديوهاتٍ، وإيحاءاتٍ جنسيةً للضحيةِ، وفي حالِ تنفيذِ هذه الطلباتِ؛ تزيدُ إدانةُ الضحيةِ، ما يؤدِّي بها إلى هاويةِ القضيةِ، وتأزُّمِ وضعِها أكثرَ في القضيةِ بينَها وبينَ المجرمِ.
وقد يكونُ الابتزازُ الجنسيُّ واقعًا فعليًّا، وهو أنْ يقومَ المُبتزُّ بابتزازِ الضحيةِ بعدَ حدوثِ إقامةِ علاقةٍ مشبوهةٍ معها، والحصولِ على معلوماتِها وصوَرِها، وتسجيلاتٍ صوتيةٍ لها، وبعدَ ذلكَ يقومُ بابتزازِها بإقامةِ علاقةٍ جنسيةٍ حقيقةٍ معها، وفي حالِ استسلمتْ الضحيةُ فقدْ تتعرّضُ للاغتصابِ والاعتداءِ الجنسي والجسدي، وقد يسبِّبُ لها هذا الأمرُ مُعاناةً مستقبليةً دائمةً، أو نفسيةً، وقد يدفعُها للانتحارِ، وقد يأتي الابتزازُ بدوافعَ انتقاميةٍ في سياقِ العلاقاتِ الاجتماعيةِ السابقةِ، أو المنافسةِ في العملِ، أو في نجاحاتٍ ما، ويكونُ هذا من خلالِ أساليبَ يتَّبِعُها المُبتزُّ بهدفِ الانتقامِ من الضحيةِ؛ بسببِ الغيرةِ، أو رُبما الحقدِ، أو الانتقامِ، ويريدُ تشويهَ سُمعةِ الضحيةِ، أو رُبما التأثيرِ عليها بطريقةٍ سلبيةٍ في بيئةِ العملِ، أو البيئةِ الاجتماعيةِ؛ مِثلَ ابتزازِ شابٍّ لفتاةٍ كانت على علاقةٍ سابقةٍ معه؛ لأنْ تعودَ مُجددًّا.
ويتمُّ إسقاطُ الضحايا بِعدّةِ صوَرٍ ومنها، وجودُ نفسيةٍ لضحيةٍ قابلةٍ للسقوطِ في وحلِ الابتزازِ، وذلكَ نتيجةَ تصرُّفاتٍ غيرِ أخلاقيةٍ، أو وجودُ العلاقاتِ العاطفيةِ المحرَّمةِ عبرَ “الإنترنت”، أو الدخولُ للمواقعِ الإباحيةِ، أو مناقشةُ الأمورِ الخاصةِ والأُسريةِ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، أو تسليمُ الأسرارِ الشخصيةِ لأشخاصٍ غيرِ أهلٍ للثقةِ، أو الدخولُ للروابطِ المشبوهةِ، والرسائلِ غيرِ معروفةِ المَصدرِ، أو إرسالُ الصوَرِ الخاصةِ للفتياتِ في المناسباتِ والأعيادِ، أو عدمُ وجودُ وَعيٍّ حولَ الاستعمالِ السليمِ للإنترنت.
وتستطيعُ الفتاةُ أو الضحيةُ التخلّصَ من الابتزازِ الإلكتروني، من خلالِ التوَقفِ عن مراسلةِ الشخصِ المُبتزِّ نهائيًّا، وتعطيلِ جميعِ قنواتِ التواصلِ التي يُمكِنُ أنْ يصلَ إليها من خلالِها، وعدمُ إظهارِ ضعفِك أو خوفِك أمامَ المُبتزِّ، والتعاملُ مع المشكلةِ بحِكمةٍ ورَويّةٍ وهدوءٍ تامٍّ، لمعرفةِ الوصولِ لحلٍّ مناسبٍ، وإبلاغُ مَن تثِقُ بهم وبقدرتِهم على مساعدتِك في حلِّ المشكلةِ التي وقعتْ فيها، وعدمُ الانجرارِ إلى ما يطلبه منك المبتزّ،ُ لأنّ طلباتِه لا تنتهي بأيِّ شكلٍ من الأشكالِ، والتوجُّهُ إلى الجهاتِ الحكوميةِ المختصّةِ بالجرائمِ الإلكترونيةِ المتواجدةِ في جميعِ مراكزِ الشرطةِ بغزة.
ويجبُ على كلِّ فتاةٍ أنْ تتَّبِعَ طرُقَ الوقايةِ من الابتزازِ الإلكتروني؛ عن طريقِ تعزيزِ وَعيِها وحذَرِها الأمنيِّ في استخدامِ شبكاتِ الإنترنت، وتفادي الاتصالِ في شبكاتِ الإنترنت العامةِ، وعدمِ منحِ الثقةِ لأشخاصٍ غيرِ معروفينَ، وعدمِ مشاركةِ الصوَرِ والفيديوهاتِ الخاصةِ على شبكاتِ الإنترنت، وعدمِ فتحِ الروابطِ المشبوهةِ ومجهولةِ المصدرِ، وعدمِ قبولِ طلباتِ الصداقةِ المشبوهةِ، وعدمِ فتحِ مكالماتٍ صوتيةٍ، أو مَرئيّةٍ مع أرقامٍ مجهولةٍ.