Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير

هجوم إسرائيلي يعيد المخيم إلى عشرين عامًا

أهالي جنين "لا شيء سيخرجنا من هنا حتى لو أبادونا كلنا".

كثيرا ما نقول ماذا لو عادت الحياة عشرين عاما الى الوراء، ونبدأ بتخيل هذ العودة رغم اننا ندرك انها عودتها ضرب من ضروب الخيال، لكن الخيال يحدث في فلسطين في جنين تحديدا استيقظ أهالي المخيم ليجدوا أنفسهم في لحظة حدثت قبل عشرين عاما وتحديدا نيسان /2002.

يقول سكان المخيم الذين تطل بيوتهم المتضررة على ساحة مخيم جنين، بعد ساعات من بدء إسرائيل هجوما عسكريا عنيفا عليه- “نحن الآن في الأول من أبريل/نيسان 2002 تماما، كأنه لم تمض علينا كل هذه السنين”. ثم خرجوا لتفقد الشارع والدمار الواسع الذي أحدثه الاحتلال.

ويعيد الهجوم الإسرائيلي العنيف الذي بدأ الليلة الماضية على مخيم جنين ذاكرة الاجتياح الذي نفذته إسرائيل على مناطق الضفة الغربية، ومنها مدينة جنين، إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2002، والمعروف أيضا بـ”معركة نيسان”.

نفس المشهد

نفس المشهد، نفس الدمار، وبنفس الأسلوب الإجرامي، تُعاد مشاهد عام 2002 في ساحات جنين، تماما كأن التاريخ يعيد نفسه، لكن الحقيقة ان الاحتلال يعيد جنين في كل مرة سنوات الى الوراء في حجم الدمار والتجريف وتدمير البنى التحتية والبيوت.

في الشارع الذي تحول إلى حُفر وأكوام من التراب بعد تجريفه، حُطم أيضا عدد كبير من السيارات بشكل كامل، بعد أن سحقتها آليات الاحتلال، في حين تصاعدت أعمدة الدخان من مدخل المخيم القريب، وبدت ساحته المعروفة للناس هنا كساحة حرب حقيقية.

وبشكل كامل مسحت جرافات الاحتلال الإسرائيلي معالم ساحة مخيم جنين، وهي الفضاء المكاني الأوسع في المخيم، وتجري فيها كافة فعالياته كبيوت العزاء والأفراح وتجمعات الناس، ودمّرت المدرعات والجرافات الإسرائيلية البنية التحتية فيها، واقتلعت أعمدة الكهرباء، كما فاضت كميات كبيرة من المياه بالشارع بعد تجريف الشبكات الأرضية الواصلة إلى بيوت المخيم.

ومنذ الساعة الثالثة قصفت طائرة استطلاع إسرائيلية موقعا قال الاحتلال إن مقاومين فلسطينيين من “كتيبة جنين” تواجدوا فيه بالقرب من نادي مخيم جنين.

بحسب شهود العيان بدأ القصف فجرا على موقع لرباط المقاومين، أطلقوا صاروخا أول وتبعه مباشرة صاروخ ثان، وأدى القصف إلى اشتعال النيران في المنازل القريبة، ثم بدأت تجتاح عشرات الآليات العسكرية الثقيلة أطراف المخيم، تحت غطاء من الطائرات المسيّرة وطائرات الاستطلاع.

واستهدف القصف مدخل المخيم المعروف بـ “منطقة الأقواس” التي تحمل رموزا عدة، منها “حق العودة”، وهو واحد من أهم معالم مخيم جنين، وكتب عليه “محطة انتظار لاجئي المخيم لحين عودتهم”

وفي الطريق المفضي منه إلى الساحة والحارات، يقول ابن المخيم فريد بواقنة “هذا الشارع الوحيد الواسع في المخيم، جرّفوه بالكامل وقطعوا عنا الكهرباء والماء”، “لا نزال في طور ترميم دمار عام 2002، رجعونا 20 سنة للوراء”. ويضيف كل أهل المخيم يعيشون في رعب، الإصابات في كل المنازل، الآن أصيب شاب أمام أعيننا برصاص قناص هنا في هذا الشارع المدمر”.

نفس الوجع

وبعد دقائق قليلة من انسحاب الجرافات الثقيلة من ساحة المخيم المدمرة، عادت المدرعات العسكرية للساحة وبدأت قوات الاحتلال إطلاق النار على كل من يتحرك في الشارع على الفور هرب فريد بواقنة ليحتمي من الرصاص الكثيف، وبدأ يصرخ “رجعوا، رجعوا، اهربوا، جيش”.

وكانت عائلة بواقنة هدفا لقوات الاحتلال التي اغتالت الأب والمعلم جواد بواقنة، أثناء محاولته إسعاف أحد الجرحى أمام منزله في مخيم جنين في يناير/كانون الثاني الماضي. وقال ابنه قبل هروبه “عدنا اليوم لتلك اللحظة وذلك الوجع، كنا ووالدتي نبحث عنه وعن الأمان الذي كان يشعرنا به وجوده”.

ورغم قطع الكهرباء عن كافة أحياء المخيم، وتجريف أعمدة الإنارة والأسلاك الكهربائية، وتحطيم أبواب المنازل على نطاق واسع، وتدمير السيارات؛ يقول سكان المخيم في الحارة القريبة من الساحة الرئيسية إنهم اعتادوا على مشاهد الدمار وهدم البيوت، وإن صمودهم عام 2002 لمدة 20 يوما سيتكرر هذه المرة أيضا “حتى لو استمر العدوان أياما وأسابيع طويلة”. وقال بعضهم وهم يتفقدون الدمار “لا شيء سيخرجنا من هنا حتى لو أبادونا كلنا”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى