Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
عيشها صح

 

المُربَّعُ المفقودُ.. وتأثيرُه على حياتِنا؟

الحياةُ ببساطةٍ ليستْ مِثاليةً، ولا يمكِنُ أنْ تكونَ خاليةَ من المشكلاتِ أوِ النقصِ، والتركيزُ على مربّعاتِ حياتِكَ المفقودةِ؛ هو أمرٌ خطيرٌ للغايةِ، فقد يَسلبُ منكَ مشاعرَ الرِّضا والامتنانِ والسعادةِ، ليَستبدلَ بها مشاعرَ سلبيةً؛ كالندمِ والنقمةِ والغيرةِ والحسدِ وغيرِها، وهذا ما يسمَّى بمتلازمةِ “المربعِ المفقودِ”. فما المقصودُ بهذا المُصطلَحِ؟ وكيف يمكِنُكَ التغلّبُ عليه وحمايةُ نفسِك منه؟

الناسُ عادةً يركّزونَ أنظارَهم على مكانِ “المربّعِ المفقودِ” في السقفِ، أي أنه لو كان هناكَ سقفٌ مستعارٌ في غرفةٍ ما؛ يتألّفُ من (100) مربّعِ، وكان هناك مربّعُ ناقصٌ من بينِ هذه المربعاتِ؛ فإنه سيلفتُ انتباهَ الناسِ، ويشغلُ أنظارَهم عن المربعاتِ الـ(99) الموجودةِ .

الأمرُ يعني ببساطةٍ التركيزَ على كلِّ النواقصِ في حياتِنا، ما يُفقِدُنا السعادةَ ومتعةَ اللحظةِ، فالناسُ يميلونَ بطبعِهم إلى التركيزِ على ما هو مفقودٌ؛ بدَلاً من التركيزِ على ما هو موجودٌ..

هذا جيّدٌ بالنسبةِ للأسقفِ، لأنه يمكنُ جعلُها مثاليةً، لكنَّ الخطرَ هو عندما يطبَّقُ نفسُ التركيزِ على الحياةِ الواقعيةِ”.

لِتَجاوُزِ هذه الأزمةِ هناكَ مجموعةٌ من الاقتراحاتِ؛ يقَدِّمُها لنا دكتورُ التنميةِ البشريةِ:

  • استبدالُ “المربعِ المفقودِ”: لا يمكِنُ أنْ يحصُلَ الشخصُ على كلِّ ما يتمناهُ، لكنْ يُمكِنُه إيجادُ البدائلِ، عوضًا عن الاستسلامِ والحزنِ والحسرة.
  • حمايةُ النفسِ: من الضروري جدًّا حمايةُ النفسِ من الشعورِ الفتّاكِ بما يَنقُصُكَ، كُن راضيًا بما لدَيكَ، فالطمعُ سيؤدي بكَ إلى الشعورِ بالحرمانِ بدَلاً من الرِّضا.

 

  • لا أحدَ يعيشُ حياةً مثاليةً تمامًا: الفرقُ بينَ الشخصِ السعيدِ والحزينِ، هو أنَّ السعيدَ حقًّا مَن يشكرُ اللهَ على النعمِ؛ بدَلاً من التفكيرِ بالنواقصِ.
  • يمكِنُكَ دائمًا تغييرُ حياتِكَ للأفضلِ، إذْ تستطيعُ في أيِّ لحظةٍ اتّخاذَ القرارِ؛ بأنْ تُرَكّزَ على المربعاتِ الأخرى الموجودةِ حولَك؛ بدَلاً من الاستمرارِ في التحديقِ في المربّعِ المفقود.
  • الفرقُ بينَ الشخصِ السعيدِ والحزينِ؛ هو أنَّ السعيدَ حقًّا مَن يشكرُ اللهَ على النعمِ؛ بدَلاً من الحزنِ على النواقصِ .

كيف تتخلّصُ من متلازمةِ “المربعِ المفقودِ”؟

في الحياةِ الزوجيةِ مثلاً، يبدأُ كلُّ طرَفٍ بالتركيزِ على السلبياتِ، أوِ الأمورِ المفقودةِ عندَ الطرَفِ الآخَرِ، ويتناسَى كلَّ الإيجابياتِ الأخرى، أو لا يتَنبَّهُ إليها أساسًا.

وكذلكَ الأمرُ بالنسبةِ إلى علاقةِ الإنسانِ مع نفسِه، سواءٌ ظروفُه الماديةُ أوِ المعيشيةُ، أو شَكلُه، إنْ كان نحيفًا أو سمينًا، طويلاً أو قصيرًا، فوجودُ عيبٍ من هذه العيوبِ؛ قد يجذبُ انتباهَ الشخصِ بالكاملِ، فلا يرى أيَّ مميزاتٍ أو أمورٍ إيجابيةٍ موجودةٍ لدَيهِ.

فإنّ معظمَ الناسِ لا يشعرونَ بالكمالِ، ويرغبونَ في التغلّبِ على هذه المتلازمةِ من خلالِ اتخاذِ خطواتٍ عدّةٍ، أهمّها:

الخطواتُ اللازمُ اتخاذُها :

  • التخلصُ من الشعورِ بالجَشع.
  • تحسينُ ظروفِ الحياة.
  • إبعادُ السلبيةِ بالفرحِ والإيجابيةِ.
  • التفكيرُ بما هو أفضلُ لكَ، من دونِ مقارنةِ نفسِكَ بالآخَرينَ.
  • الامتنانُ دائمًا للهِ والشكرُ له.
  • القناعةُ تَدفعُ إلى الشعورِ بالسعادةِ الذاتيةِ لكُلِّ إنجازٍ تقومُ به.

الأخصائيةُ في عِلمِ النفسِ التربوي “سهام علي”، تقولُ بأنه علينا التعامُلُ معَ المربعِ المفقودِ في حياتِنا وعلاقاتِنا بشكلٍ إيجابي، وأساسُ السعادةِ هو قبولُ الحياةِ بنَواقصِها

 

تضيفُ:”متلازمةُ المربّعِ المفقودِ تشكّلُ عائقًا أمامَ تحقيقِ السعادةِ، بل تجعلُ تحقيقَها أمرًا مستحيلاً؛ لأنه سيَظلُّ هناكَ شيءٌ ناقصٌ في حياةِ الإنسانِ، ولا يُمكِنُ للشخصِ غيرِ المُمْتَنِّ أنْ يكونَ سعيدًا”.

تُتابعُ :”يميلُ الناسُ إلى الاعتقادِ بأنّ عدمَ السعادةِ هو ما يدفعُهم إلى الشكوَى، لكنّ القولَ الأصحَّ هو أنّ الشكوَى هي التي تؤدّي إلى عدمِ السعادةِ، وكي يسعدَ الإنسانُ بحياتِه ويرتقي بها، يحتاجُ إلى السعي والرّضا، بدَلاً من أنْ يبقَى حبيسَ فراغِ المربّعِ المفقودِ”.

وتوضّحُ في حديثِها بأنه علينا التعامُلُ مع المربعِ المفقودِ في حياتِنا وعلاقاتِنا بشكلٍ إيجابيّ، آخِذينَ بالاعتبارِ بقيةَ المربعاتِ الموجودةِ، ثُم نُقرِّرُ إذا كان بعضُ ما يَنقصُ من حياتِنا يلزمُه السعيُّ كي يكتملَ، أو علينا نسيانَه تمامًا.

من الطبيعي أنْ يعيشَ ضحيةَ تلكَ المتلازمةِ في تشاؤمٍ دائمٍ، وقد يطبعُ اليأس خَتمًا على كينونةِ حياتِه، ولن يكونَ الضحيةُ راضيًا عن نفسِه أو عمَّن حولَه”.

القبول والرضى

وتُكمِلُ : “ليس من الصعبِ تجنّبُ الإصابةِ بمتلازمةِ المربّعِ الناقصِ، والتي تُعدُّ إحدى المشكلاتِ النفسيةِ التي تصيبُ المرءَ، إذْ يرَكّزُ على الجانبِ المُظلمِ في حياتِه، وينسَى الجوانبَ المضيئةَ، فيبدأُ بمقارنةِ حالِه معَ أحوالِ الآخَرينَ؛ لذلكَ يجبُ تجنّبُ الطمعِ، والتركيزُ على الأشياءِ التي وهبَها اللهُ لنا، ونكونُ شاكرينَ له، من دونِ نسيانِ الشعورِ بالقناعةِ والرِّضا”.

وترَى أنّ “أساسَ السعادةِ هو قبولُ الحياةِ بنَواقِصِها، فالشقاءُ هو البحثُ عن المثاليةِ، وضرورةُ الوصولِ إلى الشعورِ بالرِّضا، لذلكَ احْمَدِ اللهَ على المُربّعاتِ الكثيرةِ الموجودةِ في حياتِك، كمُربّعاتِ الصحةِ، والأصدقاءِ، والأهلِ، والأبناءِ؛ وبالتالي ستَعيشُ حياةً أفضلَ وأكثرَ سعادةً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى