Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

تربيةُ الأبناءِ في هذا الزمنِ مهارةٌ تحتاجُ إلى تَعلُّم.

في هذا الوقتِ الصعبِ الذي نعيشُه، يتَساءَلُ الكثيرُ من الآباءِ والأمهاتِ عن أفضلِ وسيلةٍ للتعاملِ مع أبنائهم، خصوصًا وأنَّ هذا الجيلَ ترَبَّى وترَعرَعَ في ظلِّ الانتشارِ الكبيرِ لمواقعِ التواصلِ الاجتماعي بسلبيَّاتِها وإيجابيّاتِها.

بالتأكيدِ، لا توجدُ إجابةٌ واضحةٌ يُمكِنُ اتّباعُها للحصولِ على تربيةٍ أفضلَ للأولادِ، تحديدًا في ظِلِّ اختلافاتِهم السيكولوجيةِ والنفسيةِ، فلِكُلِّ طفلٍ خصائصُه وصفاتُه، التي كثيرًا ما نلاحظُ اختلافَها حتى بينَ أبناءِ الأسرةِ الواحدةِ ، لذلكَ فإنني _من وِجهةِ نظري_ أرَى ضرورةَ أنْ يتِمَّ التخطيطُ لاتّباعِ الوسائلِ التربويةِ مع الأطفالِ منذُ وولادتِهم، ووَضْعِ استراتيجياتٍ مختلفةٍ، فكلَّما كان هناكَ تخطيطٌ تربويٌّ جيّدٌ؛  كانت التربيةُ سليمةً، وكُلما ازدادتْ عِنايتُنا بأولادِنا وعلاقتِنا معهم؛ حصلْنا على أفضلِ النتائجِ التربويةِ.

لذلكَ، فإنني أنصحُ باتّباعِ أسلوبِ “سفيان الثوري” في هذا المقامِ، والذي يقولُ فيه (لاعِبْ وَلدَكَ سَبعًا، وأدِّبْهُ سبعًا، وراقِبْهُ سبْعًا، ثُم اتركْ حَبلَه على غاربِه).

-المرحلةُ الأولى: (لاعِبْ ولدَكَ سبعًا) ؛ يَعني أوَّلَ سبعِ سنواتٍ هي سنواتُ الحبِّ واللعبِ والقربِ من الطفلِ؛ لِفَهمِ طباعِه وأسلوبِه، فلا يصِحُّ في هذه المرحلةِ أنْ تؤدِّبَه إطلاقًا، لكنْ للأسفِ هناكَ آباءُ يضربونَ أبناءَهم في هذه المرحلةِ؛ حتى لو صدرَ عنهم البكاءُ، والمعروفُ أنه لا يَصدُرُ إلّا بسببِ وجودِ حاجةٍ فسيولوجيةٍ للطفلِ؛ تتعلّقُ بالأكلِ والشربِ، والشعورِ بالأمنِ والحنانِ، فأوّلُ مرحلةٍ لا يُجدي فيها إلّا الإكرامُ والملاطفةُ فقط.

– المرحلةُ الثانيةُ: (أدِّبْهُ سبعًا) ، وهي المرحلةُ التي تمتدُّ من سِنِّ سبعةٍ إلى أربعةَ عشرَ؛ وهذه المرحلةُ تحتاجُ إلى عنايةٍ فائقةٍ في التعليمِ والتأديبِ والإرشادِ والتوجيهِ والتوعيةِ في كافةِ المجالاتِ المختلفةِ “التربويةِ، والاجتماعيةِ، والثقافيةِ، والعلميةِ، والنفسيةِ، والروحانيةِ. ”

فبَعدَ الوَعيِ وترسيخِ القِيَمِ يُجدي التأديبُ _إذا لَزِمَ الأمرُ_ ولكنه بأساليبَ مختلفةٍ دونَ المبالغةِ في التأديبِ، خصوصًا التأديبَ الجسدي.

في هذهِ المرحلةِ يكونُ جزءٌ كبيرٌ من التربيةِ من خلالِ استغلالِ المواقفِ التي تَحدثُ للطفلِ أو المراهقِ، وتوجيهِه من خلالِها.

كُلّما ازدادتْ عنايتُنا بأولادِنا وعلاقتُنا معهم؛ حصلْنا على نتائجَ أفضلَ.

-المرحلةُ الثالثةُ : ( راقِبْهُ سبعًا )، يَعني من سنِّ أربعةَ عشرَ، إلى واحدٍ وعشرينَ ( سِنِّ المراهقةِ ) مرحلةٌ حساسةٌ جدًّا، ينبغي أنْ ندركَ فيها أنّنا كُلّما ركّزْنا على النتائجِ التي نريدُها من أبنائنا، وأهمَلْنا العلاقةَ معهم، وحاولْنا فَهمَهم والتقرُّبَ منهم ؛ قلَّتْ النتائجُ المَرجوَّةُ ، ويجبُ العِلمُ أنّه كُلّما تعامَلْنا مع المراحلِ السابقةِ بوَعي ؛ كانت هذه المرحلةُ سهلةً، وهنا بعدَ أنْ بلغَ الأولادُ سنَّ الرابعةَ عشرَ، فإنّ كلَّ واحدٍ منهم يشعرُ بكيانِه، فلا هو راشدٌ فيُرضيكَ، ولا هو صغيرٌ تُعلِّمُه، وهناكَ حساسيةٌ كبيرةٌ جدًّا في هذا السِنِّ ، لذلكَ دَرجَ في الحياةِ مَثلٌ يقولُ: “إنْ كِبر ابنك خاويه “فهذا السِنُّ يُحيّرُ الآباءَ والأمهاتِ، إنْ عاملتَه كراشدٍ يُخيّبْ ظنَّك، وإنْ عاملتَه كطفلٍ لا يحتملْ ويرفضْ ذلك !! لذلكَ هنا جاءَ التوجيهُ (وراقِبْهُ سبعًا).

– المرحلةُ الرابعةُ والأخيرةُ: (اترُكْ حبلَه على غاربِه) ، يَعني بعدَ سِنِّ الحادي والعشرينَ؛ كُنْ صديقًا له ، فإنْ نجحتَ في المراحلِ الثلاثةِ الأُولى، يغلبْ على الظنِّ أنكَ تنجحُ في المرحلةِ الأخيرةِ، ويكُنْ ولدًا صالحاً إنْ شاءَ الله.

من هنا نرَى أنَّ التربيةَ متَّصِلةٌ بالحياةِ، وليستْ منفصِلةً عنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى