
السعادة
لم يعُدْ 15 مايو عند الفلسطينيينَ يوماً يبكونَ فيه على الأطلالِ، وتذَكُّرِ أيامِ زمانٍ، وأشجارِ الزيتونِ والليمونِ والرمَّان، فمع مرورِ الذكرى 75 للنكبة أصبح وعيُ الفلسطينيينَ بقضيَّتِهم أكثرَ إلماماً وشمولاً؛ فاليوم أصبح الحِراكُ الشعبيُّ والجماهيريُّ يشكِّلُ بؤرةً كبيرةً لتحقيقِ حقِّ العودةِ، والمقاومة الفلسطينية أصبحت أكثر قوة أرعبت المحتل “الإسرائيلي” وتمسكت بحق الشعب الفلسطيني ولم تفرط في شبراً من الأرض.
حتمية العودة
بصوتٍ مِلؤهُ الحماسُ والإصرارُ على العودةِ يقول مدير مؤسسة العودة الفلسطينية في لبنانَ “ياسر علي”: “النصرُ آتٍ لا محالةَ، ولو بعدَ حين، هذا هو قدَرُ الشعوبِ المتجذِّرةِ في الأرضِ، ولا مصيرَ لأيِّ احتلالٍ إلا الزوالُ بإذنِ الله، وإننا لعائدونَ بالنصرِ والتحريرِ وقوة مقاومتنا إنْ شاءَ الله”.
يقول:” المقاومة الفلسطينية أحيت فينا التحقيق الحلم الذي طالما حلمنا به جعلتنا نعيش الأمل القريب للعودة لديارنا وتجميعنا في مسقط رأسنا، حق العودة هو حقٌّ دينيٌّ وتاريخيٌّ وسياسيٌّ وحَتميٌّ، وأنّ تطوُّرَ التمسُّكِ بحقِّ العودةِ عبْرَ الأجيالِ؛ يثبِتُ أنه يسيرُ إلى الهدفِ الصحيحِ، وهو حتميةُ العودةِ.
يضيف: “النكبةُ ليست نكبةً فلسطينيةً فحسْب؛ بل هي تشكِّلُ الآنَ نموذجاً للظُلم، وبات هذا الشعبُ ينتِجُ يومياً نماذجَ مُلهِمةً للبشرية” ويضيف: “انتفاضةُ الشعبِ الفلسطيني على الظُلم، إنما هي نموذجاً من نماذجِ النضالِ الشعبيِّ في هذا العصرِ، وبذلك أصبح الشعبُ الفلسطينيُّ هو النموذجُ والقدوةُ على أرضٍ خصَّها اللهُ وما حولَها بمِيزتَينِ لم يخُصْ بهِما أيَّ أرضٍ أُخرى، هما: القُدسيةُ، والبركةُ، وقد بات النصرُ والعودةُ حتميةً تاريخيةً نسيرُ إليها بخُطىً ثابتة”.
يتابع: “هذا اليومُ ليس يوماً للتذكُّرِ، ففلسطينُ لا تغيبُ عن أذهانِنا لحظةً، بل هو يومٌ يشكِّلُ ذِروةَ العملِ على مدى عامٍ كاملٍ، وبالتالي فإنَّ أهميةَ هذا اليومِ تتجسَّدُ في تفعيلِ الحراكِ الشعبيِّ لرفعِ منسوبِ هذه الذِّكرى في الوِجدانِ الجَمْعي، وتسخينِ التحرُّكاتِ العمليةِ للمطالَبةِ بحقِّ العودة”.
مسيرةُ حقِّ العودة، مسيرةُ القدس، مؤتمرُ فلسطينيِّي أوروبا، أصبحتْ هذه الفعالياتُ نقطةَ تحوُّلٍ في تاريخِ الشعبِ الفلسطيني، وفي هذا يحدِّثُنا “د.علي” عن الثمارِ التي أنتجتْها المسيراتُ: “فهي حقّقتْ قفزةً وتحوُّلاً نوعياً في وسائلِ الصراعِ مع العدوِ وأدواتِه، وغيَّرتْ أسلوبَ عملِ اللاجئين، وفضلاً عن تغييرِها الكبيرِ في بيئتِهم في التفاعلِ مع قضيتِهم، فهي أظهرتْ قدرةَ الجيلِ الجديدِ من اللاجئينَ على التفاعلِ مع قضيتِه، وأنهم لم ينسَوا رغمَ موتِ الكبارِ من جيلِ النكبةِ، كما أنّ المشاركينَ في المسيرةِ كانوا من مختلفِ المخيّماتِ الفلسطينية، وكانوا ينتمونَ إلى اللاجئينَ الفلسطينيينَ من مناطقِ 1948، وطرقوا حدودَها ،وكذلك شاركتْ كلُّ الشرائحِ الفلسطينيةِ “العُمرية، والعلميةِ، والاقتصاديةِ، والاجتماعيةِ، والسياسية”.
التمسك بحق العودة
يوضح أنّ اللاجئينَ الفلسطينيينَ إذا ما أتيحتْ لهم الظروفُ المشابهةُ لظروفِ الضفةِ الغربيةِ وقطاعِ غزةَ، فسيكونونَ على قدْرِ المسؤولية، وأنّ روحَ المقاومةِ كامنةٌ في نفوسِ الأجيالِ الجديدة، بالإضافةِ إلى إدراكِهم أنّ دَورَهم أصبح فاعلاً، ولم يعُدْ يقتصرُ على المراقبةِ واحترافِ «الحزن والانتظار»، وأنّ لهم حُصةً لا يُستهانُ فيها من القرارِ والدَّورِ والنتائجِ، كما أعادتْ أجواءَ انطلاقةِ الثورةِ الأولى في الستينياتِ من القرنِ الماضي، وبالتالي أصبحتْ بيئةُ الشبابِ الفلسطينيّ في لبنانَ متقبِّلةً لهذا النوعِ من التضحيةِ.
وانتقلَ للحديثِ عن ما حقَّقه مؤتمرُ فلسطينيي أوروبا: “فمُهِمتُه الصعبةُ تكمنُ في أمرين: الحفاظُ على منسوبِ التمسكِ بحقِّ العودةِ لدى الشتاتِ البعيدِ والأجيالِ الجديدةِ، وهذا تحقَّقَ إلى حدٍّ بعيدٍ، كما حقَّقَ كلَّ هذا تحتَ سقفٍ أوروبيٍّ ومِجهرٍ غربيٍّ يحُدُّ من مساحةِ الحريةِ المتاحةِ، وآلياتِ النضالِ المعتمَدةِ في دولِ الطَّوق”.
ويبيِّنُ أنّ هذه الجهودَ لا يمكنُ أنْ تكونَ عشوائيةً، بل بدأتْ بالتراكميةِ، فلا يستصغِرَنَّ أحدٌ قيمةَ الفعلِ والكلمةِ والبيانِ والجهدِ الإعلاميِّ؛ الذي يصلُ إلى الشرقِ والغرب، فربما تفاعلِ اليومِ بالكلمةِ أو التظاهرةِ أو الاحتجاجِ السلمي، ينمِّي التضامنَ النفسي، فيتحوَّلُ إلى كلماتٍ فتحرُّكاتٍ فتصرُّفاتٍ، فقادةٍ بعدَ التراكميةِ يأتي التواصلُ معهم لتنظيمِ حدَثٍ ما، ويلي التواصلَ التفاعلُ فالمشاركةُ فقيادةُ الأنشطةِ الداعمة.
جيل شبابي مقاوم
ويقولُ الباحث عُمر عاصي من أراضي 48: “المقاومة وضعت مؤشرات العودة القريبة قربتنا من بلادنا وديارنا ،علينا نركِّزُ على تكثيفِ الجهودِ من جميعِ أطيافِ المجتمعِ في محاولةٍ لكيفيةِ تطويرِ النضالِ المشترَك”، وعلى مستواهُ الخاصِّ يقومُ بدراسةِ تاريخِ المنطقةِ التي يعيشُ فيها، ويجمعُ كلَّ ما يتعلّقُ فيها من معلوماتٍ، وجاءَ ذلك كخطوةٍ للمحافظةِ على الهُويةِ الفلسطينيةِ وبقاءِ جذورِها ،وإثباتِها أنها أرضٌ فلسطينيةٌ أباً عن جَد، فاكتشفَ أنه في المسافةِ القصيرةِ التي تفصِلُ قريتَه عن يافا ؛كان هناك 10 قرى تقريباً، حاوَلَ التعريفَ بها بشكلٍ دائمٍ ، بطرْحٍ عصريٍّ وجديدٍ ، من خلالِ مبادئَ بسيطةٍ ، كاستخدامِ الصورةِ المعبِّرةِ وعدمِ الإطالةِ في الطرحِ، وتناوَلَ الجانبَ السياحيَّ إلى جانبِ التاريخيّ والسياسيّ .
كما يحاولُ عاصي وفريقٌ من طلابِ الجامعاتِ القيامَ برسمِ خارطةٍ للمنطقةِ، تحوي كلَّ القُرى المهجَّرةِ بصورةٍ جذابةٍ، تربطُ الحاضرَ بالماضي، حيثُ يمكنُ أنْ تكونَ الخارطةُ كدليلِ عودةٍ متى شاءَ المرءُ من خلالِ استغلالِ المساراتِ السياحيةِ التي قامت بها “إسرائيل”، بالإضافةِ إلى تنظيمِ مسيراتِ عودةٍ إلى القرى المهجَّرة، وهذه خُطوةٌ لا يقومُ بها إلا أهلُ الداخلِ، ويقولُ: “نقومُ بذلك منذ أعوامٍ؛ لكنْ ما يدعو إلى التفاؤلِ والتمسُّكِ بحقِّ العودةِ؛ هو زيادةُ عددِ المتضامنينَ في المسيرةِ عن كلِّ عامٍ؛ التي عرَّفتْنا ما معنى شوقِ المُهجِّرِ الفلسطينيِّ إلى بلاده”.
مسيراتٌ مليونيةٌ
“جهاد الشامي” (40 عاما)، مقيمٌ في الأردنِ، ومن المهتمّينَ بقضايا اللاجئينَ الفلسطينيينَ يقولُ: “نشعرُ بغُربةٍ لا يوقِفُها حدٌّ، فأنْ تعيشَ في وطنٍ غيرَ وطنِك قِمّةُ المأساةِ والحِرمان”.
ويشدِّدُ “الشامي” على ضرورةِ توحيدِ الكلمةِ في الصفوفِ؛ كي نستطيعَ أنْ نحقِّقَ حقَّ العودةِ، الذي هو حقٌّ طبيعيٌّ لكلِّ إنسان، من حقِّه أنْ يمارِسَه، نريدُ مسيراتٍ مليونيةً تهتفُ بحقِّ العودةِ؛ تجوبُ شوارعَ الوطنِ في الداخلِ والخارجِ لأيامٍ متواصلةٍ، لا نربِطُه بيومِ النكبةِ فقط.. نريدُ حِراكاً جماعياً لا فرديّاً”.
ويتطرّقُ “الشامي” إلى دورِ الشبابِ وأهميتِه في المجتمعِ، ويقول: “عليهم تقعُ المَهامُ الأساسيةُ لاستردادِ الحقوقِ الوطنيةِ؛ وذلك يتطلبُ توعيتَهم بقضيتِهم ووطنِهم، فيجبُ تعبئتُهم بكلِّ الوسائلِ والاتجاهاتِ، فقد تخطَّينا الآنَ حدودَ الزمانِ والمكانِ بفضلِ التطورِ التكنولوجيّ والإلكترونيّ، فباستطاعتِهم التعرُّفَ على كلِّ الزوايا عن وطنِهم المسلوبِ؛ عن طريقِ مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ؛ كي تبقى هذه الأماكنُ محفورةً في الذاكرةِ، ومن ثَمَّ تُجيَّشُ الجيوشُ لنصرةِ الأرضِ، وتحقيقِ الحُلمِ الفلسطينيّ الذي بدأ يحلِّقُ في الأفق”.
يضيف: “نحنُ كشعبٍ فلسطيني نمتلكُ أسلحةً لا يمتلِكُها غيرُنا، نمتلكُ شعباً صامداً قويَّاً مُصمِّماً على العودةِ، شعبٌ علَّمََ العالمَ معنى التمسُّكِ بحقوقهِ وأرضِه، شعبٌ وقفَ في وجهِ المحتّلِ وقالَ له “لا”، وهذا يُعطينا أملاً كبيراً لنحوِّلَ مصطلحَ اللاجئينَ إلى مواطنين”.
أما “خالد رمضان” (44 عاما)، دكتور تاريخ وآثار مقيم في بلجيكا، فيقول: “علينا كفلسطينيينَ أنْ نتذكَّرَ هذا اليومَ، ونخطِّطَ لإحيائهِ بطرُقٍ إبداعيةٍ تحفرُه في ذاكرةِ الأجيالِ؛ كي لا ينسَوا أرضَهم وديارَهم التي شُرِدوا منها، وحُرموا من التمتُعِ والعيشِ فيها”.
يضيف :”ضرورةَ إقامةِ معارِض دائمة للنكبةِ؛ يكونُ قاعةً تمثِّلُ تاريخَ النكبةِ بطريقةٍ جذّابةٍ؛ تجذبُ العربَ والعجمَ إليها، بالإضافةِ إلى مراكزِ أبحاثٍ خاصةٍ تتحدّثُ عن النكبةِ، ويكون كذلكَ مرجِعاً يشملُ كلَّ ما يتعلقُ بالنكبةِ من مناطقَ جغرافيةٍ وذكرياتٍ وتراثٍ كي يبقى محفوراً في ذاكرةِ الصغيرِ قبلَ الكبيرِ، كذلكَ يجبُ تكريسُ الجهودِ لحفْرِ ذاكرةِ النكبةِ في عقولِ أطفالِنا بطريقةٍ سَلِسةٍ سهلةٍ، ونستخدمُ أفلاماً كرتونيةً عن النكبةِ للأطفالِ، كذلك تركيزُ المنهاجِ الفلسطينيِّ على النكبةِ خاصةً في مادةِ التاريخِ.
بينما يقول مجد البدري يعمل معداً في قناة الجزيرة :”أنه يجبُ على الفلسطينيينَ أنْ يأخذوا منحنىً آخَرَ في الخارطةِ الوطنيةِ؛ يكونُ أكثرَ تفعيلاً من مُجردِ الشكلياتِ الاحتفاليةِ والمؤتمراتِ الصحفية؛ فهذه المناسبةُ تفرضُ أنْ نكونَ أكثرَ وعيًا، وهذا يتحقَّقُ بالتخطيطِ الناجحِ للعودةِ.
بينما يقولُ أننا بحاجةٍ إلى تغييرِ آليةِ التفكيرِ لدَى الفصائلِ الفلسطينيةِ المقاوِمةِ؛ التي ساهمت مساهَمةً أصيلةً في ترسيخِ تاريخِ هذا الوطنِ النضاليِّ المُشرِّف، وهذا التاريخُ الذي تعاوَنوا جماعاتٍ وفُرادَى على إنجازِه وتوثيقهِ؛ يفرضُ عليهم واجبَ التكاتفِ حتى نترفّعَ عن كلِّ مسألةٍ صغيرةٍ تَطَلُّعًا للهدفِ الأكبرِ الذي يجمعُهم على اختلافِ توجُّهاتِهم وألوانِهم وأطيافِهم”.
ويقول: “نحتاجُ من أجلِ تطويرِ النضالِ المشترَكِ؛ أنْ نعترِفَ بضعفِنا ونحن متفرِّقون، وبقوَّتِنا ونحن متَّحِدون، هذه القوةُ لن تتأتَّى بالوعودِ والخطاباتِ، وإنما بالأفعالِ والواجباتِ التي علينا أنْ نطبِّقَها، ونتعاوَنَ من أجلِ تثبيتِها في الواقعِ وفي نفوسِنا، وبهذا يتِمُّ توجيهُ النضالِ المشترَكِ توجيهًا وطنيًا؛ يحترِمُ المصالحَ الوطنيةَ الواحِدة”.
يضيف: “إنّ هذه الفعالياتِ تعكسُ حقيقةً واقعيةً؛ وهي أنّ “إسرائيلَ” باتت اليومَ شبهَ عاريةٍ، فالعالَمُ وفي ظِل تطوِّرِ منظومةِ الاتصالِ والتواصلِ؛ بات يدركُ أنّ هناك ظُلمًا إسرائيليًا يقعُ على الشعبِ الفلسطينيِّ المُضطَّهدِ، وهذا سبَبُه أنّ الإنسانَ المتعاطفَ من أيِّ بلدٍ كان، بات عارفًا بطبيعةِ الصراعِ السياسيِّ القائمِ في الأرضِ المحتلةِ، لأنه رأى طفلاُ يُقتَلُ، وبيتًا يُهدَمُ، هذا كلُّه كان سببًا في تغييرِ الفِكرِ السائدِ عالميًا ،كما وأحدَثَ حالةً من التغييرِ في العقليةِ الإنسانيةِ، ودليلُ هذا ما يجِدُه الشعبُ الفلسطينيُّ من تأييدٍ وتعاطفٍ بشكلٍ رسميٍّ من دولٍ شتّى، وشكلٍ شعبيٍّ من مختلفِ شعوبِ العالَمِ”.
لم ولن ننسى
أمّا المصور “حسام سالم” رغمَ مرورِ أكثرَ من 75 عاماً، فإننا كشبابٍ استطعنا أنْ نُفشِلَ كلَّ ما ادَّعاهُ القادةُ الصهاينةُ؛ بأنّ الكبارَ يموتونَ، والصغارَ ينسونَ، فنحن ها هنا، لم ولن ننسى؛ أنّ لنا وطناً مسلوباً، أُخِذَ مِنا بغيرِ وجهِ حقٍّ”.
يضيفُ: “الحمدُ للهِ أصبح الوعيُّ والإلمامُ بقضيتِنا أكثرَ انتشاراً، فالمتعاطفينَ معنا من جميعِ دولِ العالمِ؛ ازدادوا بشكلٍ كبيرٍ، لهذا علينا أنْ نتضامنَ معهم لتفعيلِ النضالِ المشترَكِ على أوْجِهِ”.
ويبيِّنُ: “كشبابٍ فلسطينيينَ علينا أنْ نزيدَ الأنشطةَ والفعالياتِ؛ لنجمعَ أكبرَ عددٍ من المؤيِّدينَ للقضيةِ الفلسطينيةِ، فالصدى التي تركتْهُ (أهلاً بكم في فلسطينَ)؛ أحدَثَ دوِيَّاً هائلاً في كلِّ مطاراتِ أوروبا، وكيف أنها كشفتْ كيف أنَّ الدولَ الأوروبيةَ، تخضعُ جميعاً لسبَّابةِ اللوبي الصهيونيّ، وبالتالي، كسِبنا مزيداً من التعاطفِ”.