Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

تنفَّسَ الشهيدُ البطلُ “خضر عدنان” حريَّتَه

حينما تكونُ عنيدًا، يعيشُ فيكَ الوطنُ في مساراتِ سَعيِّكَ، وفي مكوِّناتِ تفكيرِكَ، لا أنتَ الذي تعيشُ فيه،

وهكذا كان بطلُ مقالِنا هذا “الشيخُ خضر عدنان” الذي تلَمَّسَ همَّ الوطنِ، وهمومَ شعبِه المتراكمةَ،وحاوَلَ مكافحةَ غطرسةِ السلطةِ وتَخلُّفِها عن جَنيِ الحقوقِ الفلسطينيةِ، والدفاعِ عنها أمامَ المحتلِّ،  ومن جانبٍ آخَرَ مُقارعةَ المحتلِّ ومُعاندتَهُ حتى داخلَ سجونِه، وكان أبرزَها الإضرابُ عن الطعامِ،حيثُ زادَ مجموعُ فتراتِ اعتقالِه  عن ستِّ سنواتٍ ، كان بينَها الاعتقالُ ما بين (03/05/2004) و(11/04/2005)، حيثُ خاضَ إضرابًا مفتوحًا عن الطعامِ لمدّةِ (28) يومًا؛ احتجاجًا على وضعِه في عزلٍ انفراديٍّ، ولم يوقِفْ إضرابَه إلّا بعدَ الاستجابةِ لمطلبِ نقلِه إلى أقسامِ السجونِ العاديةِ مع باقي الأسرَى.

 وبعدَ ذلك اعتُقلَ ثانيةً لدَى السلطةِ الفلسطينيةِ في تشرين الأول (2010)، وأمضَى (12) يومًا في السجنِ؛ أضربَ خلالَها عن الطعام.

كان الاعتقالُ الأشهرُ بالنسبةِ لشهيدِنا  في( 17 ديسمبر/كانون الأول 2011)، وهو الذي خاضَ فيه أشهرَ وأطوَلَ إضرابٍ فرديٍّ عن الطعامِ في السجونِ الإسرائيليةِ؛ احتجاجًا على اعتقالِه الإداري دونَ تُهمةٍ، واستمرَّ الإضرابُ (65) يومًا؛ ثُم انتهَى بتحقيقِ مطلبِ الإفراجِ عنه بتاريخ (17 أبريل/نيسان 2012.(

فتحَ الشهيدُ البابَ أمامَ الإضراباتِ الفرديةِ؛ فتَبِعَه الكثيرُ من الأسرى الإداريينَ؛ بينَهم الأسيرةُ “هناء الشلبي” التي أضربتْ لمدّةِ (44) يومًا، و”بلال ذياب”، و”ثائر حلاحلة” لمدّةِ (78) يومًا، و”حسن الصفدي” وغيرُهم.

كان هذا الاعتقالُ،  وهذا التحدّي وَقودًا للبطلِ، فنشطَ بعد الإفراجِ عنه في فعالياتِ التضامنِ مع الأسرى، والأسرى المضربينَ، والفعالياتِ السلميةِ، حتى اعتقلتهُ قوةٌ من جيشِ الاحتلالِ الإسرائيلي مطلعَ (يوليو/تموز 2014،  حتى  يوليو/ تموز 2015)  في  كمينٍ نصبتهُ عندَ حاجزٍ جنوبَ مدينةِ جنين، على خلفيةِ إشادتِه في تصريحاتٍ مختلفةٍ لوسائلِ الإعلامِ بالمقاومةِ الفلسطينيةِ التي تتصدَّى للعدوانِ في قطاعِ غزةَ، وبعدَ إطلاقَ سراحِه أصبحَ البطلُ الشهيدُ أيقونةً للأحرارِ في الضفةِ  ، وبقيَتْ مساعيهِ جُلُّها لمقاومةِ الظلمِ والظالمينِ، حتى حاولتْ السلطةُ الفلسطينيةُ اغتيالَه معنويًّا في عقولِ وأفئدةِ مُحبِّيهِ؛ ولكنْ هيهاتَ هيهاتَ؛ فقد نقشَ قدْرُه ومقامُه في حياةِ غيرِه بتضحياتِه وسنينَ عمرِه، وعطشِه وجوعِه التي تحدَّى بها سجَّانَه .

حتى الخامس من شباط/فبراير (2023)، حيثُ تمَّ اعتقالُه بعدَ أنْ اقتُحِمَتْ منزلُه في عرّابة، وعاثتْ فيه خرابًا، ليُعلنَ في لحظتِها دخولَه في الإضرابِ عن الطعامِ؛ حتى بعدَ الرمقِ الأخيرِ؛ ليلقَى اللهَ متحدِّيًا عنيدًا بعدَ (86) يومًا من الإضرابِ، والذي لم يكسِرْهُ رغمَ كلِّ المناشَداتِ على تنوُّعِ مستوياتِها.

وترَجَّلَ البطلُ، ورحلَ عنّا شهيدًا،بعدَ أنْ عاشَ عزيزًا وفارَقَنا عزيزًا .

ووسطَ البدايةِ والنهايةِ، كانت هناك خليلةُ وحبيبةُ البطلِ؛ زوجةُ البطلِ، السيدةُ القديرةُ “رندة موسى”، التي كانت إحدَى نِعَمِ اللهِ على البطلِ الشهيدِ في حياتِه وسنواتِ عمرِه الحُبلَى بالعقباتِ والشدائدِ، ولكنه شدَّ ظهرَه بها، فكانت الزوجةَ الودودَ الولودَ، التي دعا المصطفَى _صلّى الله عليه وسلّم_ للاقترانِ بها،

فكانت أمَّا لتسعةِ أبناءٍ، و رفيقةَ جهادٍ ومقاومةٍ، تخفّفُ أذَى القريبِ والبعيدِ عن خليلِ قلبِها.

أحسنَ الشيخُ الشهيدُ البطلُ الاختيارَ؛ فأحسنتْ له في رخائهِ وشِدّتِه، وفي حياتِه وبعدَ رحيلِه

في حياةِ أبنائهِ ،أدركتْ أنّ حربَ زوجِها لم تنتهِ بصعودِ روحِه للهِ، بأمعائهِ الخاويةِ، وأنّ هناكَ حربًا إعلاميةً ستخوضُها بعد ترَجُّلِه ، فصعدتْ منبرَ الواجبِ، فكانت خيرَ مَن اعتلاهُ  ، فلقَّنتْ الجميعَ درسًا، أنَّ حياةَ الكبارِ تحتاجُ لمثيلاتِها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى