Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

أعطِ فرصةً للحياةِ

تَستوقِفُني جدًّا عبارةُ “لا شيءَ يبقَى على حالِه”، كلُّ شيءٍ قابلٌ للتغيّيرِ والتبديلِ، وهذا ما أثبتَتْهُ تَجارِبُ الحياةِ، فبعضُ العلاقاتِ تصيبُها الهشاشةُ، وبعضُ النفوسِ تُغادِرُنا، وبعضُ المسافاتِ تُفرِّقُنا، وبعضُ الألمِ لا يُمكِنُ تَحمُّلِه، فنُغادرُ كي نتجاوزَه ونتَعافَى.

لن نستيقظَ يومًا فنجدَ الألمَ قد زالَ، أو الذكرياتِ تبخّرتْ، وكلُّ ما نحتاجُه هو الوقتُ، فالأيامُ كفيلةٌ أنْ تُصَغِّرَ كلَّ حزنٍ، وعلينا أنْ نجرّبَ رحلةَ النسيانِ؛ كي نستطيعَ أنْ نعيشَ بدونِ رواسبَ نفسيةٍ، فالحياةُ تحتاجُ لنفسٍ طويلٍ حتى نَقدِرَ مواصلةِ الحياةِ.

 في النسيانِ والتجاوُزِ يُجبَرُ فيها كَسرُ النفوسِ بالصبرِ والتجاوزِ، ويشفَى فيها القلبُ بالتطبيبِ والرعايةِ، فاستَوعِبْ الذكرياتِ- بحُلوِها ومُرِّها- ورتبها في هدوءٍ، وافتحْ نوافذَ الحياةِ كي تَدخُلَ رياحُ التجديدِ، وتَحمِلَ لك معانيَ لم تلتفتْ إليها، ووجوهًا لم تصادِفْها من قبلُ .

الحياةُ ساحةٌ تضمُّ في جوانبِها وزواياها أمورًا مُهمَّةً، وفُرَصًا قد تأتي إلينا مرّةً، وقد تتكرّرُ، وقد لا تعودُ، والفرصةُ تحتاجُ منّا الانتباهَ إليها واستثمارَها، وقد تأتي لنا فُرصٌ كثيرةٌ ونَستثمِرُها، ونستفيدُ منها، إلّا أنّ هذه الحياةَ بحَجمِها وضخامتِها لا تخلو من المناكَفاتِ والخيباتِ التي تجعلُنا نُضيِّعُ من بينِ أيدينا فُرصًا. .

ويَحدثُ أنْ تَهبَنا الحياةُ فرصًا جديدةً، وعلاقاتٍ جميلةً تُرمِّمُ نفوسَنا، وتمسحُ حزنَنا، وتُنسينا مرارةَ ما عِشناهُ من قسوةِ الأيامِ، فلا تُضيِّعْ الفرصةَ، وعِشْ الحياةَ بقلبٍ من حديدٍ، ونفسيةٍ جديدةٍ، واعتبرْه عوضًا من اللهِ يكافِئكَ به عن تلكَ الأيامِ التي خُذِلتَ فيها، ولا تسمحْ لذكرياتِكَ أنْ تضيعَ منكَ، فاللحظاتُ الجميلةُ حافظْ عليها، وعِشْها بطريقةٍ مختلفةٍ بأدَقِّ تفاصيلِها واترُكْ خلفَكَ رواسبَ الحياةِ المميتةَ.

الفرصةُ في هذه الحياةِ قد تأتي، ويكونُ صاحبُها في غفلةٍ، أو يكونُ مشغولًا عنها، أو  يكونَ في طريقٍ  فيهِ من العقباتِ والعَثراتِ ما يَحولُ دونَ اقتناصِ الفرصةِ واستغلالِها، عندما تأتي أو تطلُّ برأسِها ومزاياها من بعيدٍ.

تذكّرْ دائمًا أنّ حياةَ الإنسانِ من صُنعِ إرادتِه وأفكارِه، فما تفكّرُ فيه ينعكسُ على حياتِكَ، وأسلوبِكَ  في جلبِ الأفكارِ الإيجابيةِ، والتوَقُّعاتِ المتفائلةِ بأنّ القادمَ أجملُ، فالتفكيرُ الصحيحُ يحدّدُ لكَ مُنحنياتِ حياتِك، ويرسمُها لكَ بشكلٍ هندسيٍّ .

لا تكنْ عاجزًا ومكتوفَ الأيدي، وتَتهِمْ نفسَك بأنكَ لا تستطيعُ.. فالعاجزُ يهربُ من مواجهةِ ظروفِه إلى الإحباطِ واليأسِ من أيِّ أملٍ في احتمالِ تغيُّرِ الأوضاعِ إلى الأفضلِ .

فُرصُ الحياةِ لا تتوقفُ، ولا تُعدَمُ مع الثقةِ والتوكّلِ على اللهِ، ثُم مع إرادةِ وإصرارِ الإنسانِ، ووجودِ أصحابِ الضميرِ والرؤيةِ والحِكمةِ، تَعودُ ويكونُ لك نصيبٌ منها، ومتى  اختارَ الإنسانُ التمسُّكَ والعملَ بثباتٍ واجتهادٍ فلن  تذهبَ من بينِ يديهِ الفُرَصُ، ولن يأتيَ يومٌ يحضِنُ فيه رأسَه بكَفِّه حزنًا ونَدَمًا على ما فاتِ!

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى