التوجيهُ المِهنيُّ هو أداةٌ قويةٌ للنموِّ الشخصيِّ والمِهنيِّ، خاصةً للشبابِ الذين بدأوا للتوِّ في استكشافِ اهتماماتِهم ومساراتِهم المِهنيةِ، والموَجِّهُ هو الشخصُ الذي يقدّمُ التوجيهَ والدَّعمَ والتغذيةَ الراجعةَ لمساعدةِ الشابِّ (طالبِ التوجيهِ) على تحقيقِ أهدافِه، والوصولِ إلى إمكاناتِه الكاملةِ.
ورغمَ وجودِ بعضِ الجهودِ في بلادِنا، لتقديمِ التوجيهِ المِهنيّ للشبابِ الطموحِ؛ إلّا أنّ تلكَ الجهودَ ينقُصُها جانبانِ؛ الأولُ هو أنّ التوجيهَ ليس شرطًا أنْ يمُرَّ عبرَ مؤسساتٍ، بلْ يمكنُ أنْ يكونَ بِشكلٍ فرديٍّ بَحتٍ؛ بمَعنَى أنْ يُقدِّمُ ذَوو الخبرةِ أنفسَهم، لتقديمِ التوجيهِ المِهني لعدّةِ أشخاصٍ؛ يعرضونَ فيه النُّصحَ والمَشورةَ في مجالِ العملِ، الذي يبحثُ عنه الشابُّ، ويعرفُ الموَجِّهُ بِخبرتِه فيه، فمثلاً قد يكونُ الموَجِّهُ خبيرًا تكنولوجيًّا، فيُمكِنُه تقديمُ المشورةِ لشابٍّ راغبٍ في فتحِ شركةٍ تكنولوجيةٍ، أو الالتحاقِ بوظيفةٍ تكنولوجيةٍ.
الجانبُ الآخَرُ الذي سيَدعمُ تلكَ الجهودَ هو وجودُ ما يُشبِهُ الجمعيةَ التي تنظِّمُ عملَ التوجيهِ، وتُيَسِّرُ للباحثينَ عن التوجيهِ وصولَهم إلى الموَجِّهينَ المُناسبينَ، كما يُمكِنُ للجمعيةِ أنْ توَفّرَ أيضًا فُرصًا للموَجِّهينَ من أجلِ تحسينِ قُدراتِهم التوجيهيةِ، فليس كلُّ خبيرٍ مُوَجِّهًا.
الخلاصةُ، أنّ التوجيهَ المِهني_ وخاصةً لِرياديِّي الأعمالِ_ مُهِمٌّ جدًّا؛ لأنه إلى جانبِ كونِه حافزًا على الإلهامِ؛ فإنه يوفّرُ مساحةً آمِنةً للرياديِّينَ لطرحِ الأسئلةِ، ومشاركةِ مخاوِفِهم وتطَلُّعاتِهم، وتلَقِّي تعليقاتٍ صادقةً بعيدًا عن النصائحِ غيرِ الواقعيةِ التي تَصدُرُ من محيطِهم.
وحتى نلتقي،،،
