المرأةُ في الإسلامِ
يحتفلُ العالَمُ في شهرِ “مارس” بالمرأةِ على مستوى العالمِ؛ وكأنَّ هذا رسالةٌ للاعترافِ بفَضلِ ودَورِ المرأةِ التي تسعَى باستمرارٍ لتحقيقِ طموحِها، والحصولِ على حقوقِها، والنضالِ من أجلها . لقد سطّرَ الدِّينُ الإسلاميّ أجملَ الآياتِ التي تُعطي المرأةَ حقوقَها وحِفظَ مكانتِها، سواءً داخلَ بيتِها، أو خارجَه في أماكنِ تواجُدِها المختلفةِ، ولأنَّ لنا في رسولِ اللهِ قدوةً حَسنةً؛ أَوَدُّ أنْ أُسلِّطَ الضَّوءَ _في زاويةِ بيوتٍ منوَّرةٍ_ على بعضِ المواقفِ من السُّنة النبويةِ التي تَتحدَّثُ عن سلوكِ الرسولِ _صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ_ في دَعْمِ وتقديرِ النساءِ، خلالَ الدعوةِ الإسلاميةِ؛ ليَقتدي بها الأزواجُ مع زوجاتِهم .
الرسولُ _عليه الصلاةُ والسلامُ_ هو أوَّلُ مَن كَرَّمَ المرأةَ ، وهو أوَّلُ مَن رفعَ من قَدْرِها، من خلالِ مواقفَ مُتَعدِّدةٍ؛ أكّدتْ بأنَّ المرأةَ مَلَكةٌ في بيتِها، سواءٌ كانت أُمًّا، أو ابنةً، أو زوجةً .
بعضُ المواقفِ التي تَعلَّمناها من خلالِ سيرةِ المُصطفَى، والتي تُجَسِّدُ الإخلاصَ_ هو ما حدَثَ يومَ فتحِ مكّةَ، في ذاكَ اليومِ كان الناسُ مُلتَفِّينَ حولَ الرسولِ؛ ينتظرِونَ عَفوَهُ عن المُشركينَ ؛ لكنه فُجأةً رأى امرأةً عجوزًا ؛ فتَركَ الكُلَّ، وذهبَ إليها مسرِعًا، وقامَ بخَلعِ العباءَةِ التي كان يَلبسُها؛ وفرَشَها على الأرضِ؛ وجلسَ يحكي مع المرأةِ، وعندَما سألتْ السيدةُ “عائشة” عنها؛ قالَ لها رسولُ اللهِ :” هذه صاحبةُ “خديجة” ، هذه صاحبةُ مَن رُزِقتُ حُبَّها “
ولِتجسيدِ النبيِّ لَمَعنَى الوفاءِ والحُبِّ؛ حدَثَ هذا الموقفُ أيضًا مع السيدةِ “عائشة”، التي كان يُعرَفُ عنها أنها تَغارُ.. ورغمَ ذلكَ كان الرسولُ يردِّدُ مقولةَ ” وهل مِثلُ “خديجة” من أحدٍ !!
فكانت تقولُ أخذتْني الغَيرةُ على النبيِّ، من كثرةِ حديثِه عن “خديجة”، فقلتُ: ” هل كانت إلا عجوزاً قد أبدَلَكَ اللهُ خيرًا منها”، فغضبَ ثُم قالَ:” لا واللهِ ما أبدَلَني اللهُ خيرًا منها؛ آمنَتْ بي إذْ كَفرَ الناسُ ؛ وصدَّقتْني إذْ كذَّبَني الناسُ؛ وَواسَتْني بمالِها إذْ حرَمَني الناسُ؛ ورزقَني منها اللهُ الولدَ دُونَ غيرِها من النساءِ”. قالتْ “عائشة”، فقلتُ في نفسي لا أذكُرُها بعدَها بِسُبَّةٍ أبدًا !!
كان _عليه الصلاةُ والسلامُ_ يراعي احتياجاتِ السيدةِ “عائشة”، فقد رُويَ أنه عليه أفضلُ الصلاةِ والسلامِ، ذهبَ معها في سباقٍ “يجري وهى تجري”، وقد فازتْ في أوَّلِ مرّةٍ ، وبعدَها بفترةٍ عملَ سباقًا ثانيَّا ؛ وفازَ هو وضحكَ معها، وقال لها “هذهِ بتلكَ” ، وكان يسمحُ لها أنْ تشاهدَ أهلَ الحبشةِ “وهم يلعبون بالحَربةِ”، ويقولُ لها ” ياعائشُ “
وفي هذا السلوكِ، الرسولُ _عليهِ الصلاةُ والسلامُ_ يُعلِّمُنا أنه ليس عيبًا المَرحُ والَّلعبُ مع الزوجةِ !!
النبيُّ _صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ_ وهو على فراشِ الموتِ، كان يُكَرِّرُ مع وصيَّةِ الصلاةِ؛ أنِ استَوصُوا بالنساءِ خيرًا .
من خلالِ ما سَبقَ ذِكرُه؛ نرَى أنّ الرسولَ _عليه الصلاةُ والسلامُ_ كان من خلالِ سُنَّتِه وسُلوكِه، يُعلِّمُ البشريةَ كيفيّةَ التعاملِ مع الأُنثَى ، التي عَدَّها “مَلَكَةً” تستحقُّ أنْ تَفتَخِرَ بكَونِها مُسلِمةً، وقد كَرَّمَها الإسلامُ، ورَفعَ من شأنِها، وحافَظَ على حقوقِها، وحَفِظَ مَكانَتَها.