Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

ماذا لو كان هذا أخر رمضان في حياتك، كيف ستقضيه؟

سؤال يجب أن تتوقف أمامه طويلاً، سيجعلك تبحر في كل سطر من سطور حياتك وكل موقف وكل حادثة، وستنتقل من مرحلة لأخرى ومن زمن لآخر ومن مشهد لمشهد، ستتلعثم الكلمات في فمك، تتساءل بينك وبين نفسك، هل ستكون أيامي مثل ذلك اليوم المليء بالطاعة والعبادة يوم كنت ملتزما ومحافظا على حدود الله، ام سيفاجئني الموت في لحظات الغفلة والتقصير، أو في حضور نية سيئة شطحت في عقلي دون سابق انذار؟

أسئلة بقدر بساطتها، إلا أن الإجابة عنها لا تبدو بذات البساطة، بل هي متاهة.. ما إن تدخلها حتى تتوه في غياهب مكنونات حياتك وتزاحم عليك تساؤلاتها وكم الإجابات عنها.

أخي الحبيب نعم ماذا لو قال لك الأطباء -لا قدر الله ـ إن رمضان هذا هو آخر رمضان في حياتك ولن تعمر حتى تدرك رمضان القادم فكيف سيكون عملك في هذا الشهر العظيم؟

هل تجد وقتاً لمتابعة حياتك بالروتين المعتاد؟ تصلي في آخر وقت الصلاة ولا تقرأ من القرآن إلا القليل ولا تحفظ جوارحك أثناء الصيام وتهدر جل نهارك في النوم وليلك في السهر..! هل تجد وقتاً لمتابعة صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي ومسلسلات رمضان مثل السابق؟ تشاهد مسلسلات لا تسمن ولا تغني من جوع وتتابع قنوات وصفحات الفجور والفساد لا تكترث للحرام فيها..!

هل ستقضي ليلة القدر في بيتك مع هاتيك التصرفات المشينة أم ستكون في اعتكاف العشر الأواخر؟ أم ستكون في اعتكاف دائم طيلة الشهر بعد أن أخبرك الطبيب؟

أخبرني عن آخر يوم في حياتك، كيف سيكون، وما هي أحداثه، وكيف ستقضيه؟

ويكأني أسمعك تجيب بصوت وجل مرتجف، أن لا والله لا وقت لتلك الأمور التي تجول في خاطرك، إنما هو اغتنام لكل دقيقة من دقائق هذا الشهر العظيم، بل لكل ثانية، وكل  نفس، سأقضيه في بيت الله، أريد أن تفيض روحي وأنا على طاعة، وأنا مقبل غير مدبر، وأنا بين يدي ربي في بيتٍ من بيوته.

نعم أخي الكريم.. ما رأيك أن نعتبر رمضان هذا هو آخر رمضان في حياتنا، فوالله ما ندري أندركه العام القادم أم نكون تحت التراب أسرى لأعمالنا وتصرفاتنا.

فكم ممن نعرف وتعرفون من الرجال والنساء شيباً وشباناً كانوا يأملون أن يدركوا هذا الشهر العظيم بيد أنه انتهى بهم الأجل وغادروا إلى حياة البرزخ وهم الآن يتحسرون على رمضان الماضي ويقولون ليتنا كنا نعلم أنه آخر رمضان في حياتنا.

أخي الحبيب.. شهر رمضان هدية من الله فافرح به واقبل هدية ربك، فمن رحمته جل في علاه بنا أن جعل رمضان يتكرر كل عام ولم يجعله مرة في العمر حتى نتدارك نحن المفرطون في الأعوام الماضية ما فرطنا في هذا الشهر.

رمضان رحمة من ربنا بنا، جعله الله فرصة لنا لنغسل قلوبنا من ران ذنوب تراكمت عليه عام كامل فيغدو صافيا نقيا كأنه غسل بماء الثلج والبرد فتزداد تقوانا له فنفوز فوزاً عظيماً.

رمضان منجم وكنز كبير وفرصة لأن نغترف فيه من الحسنات الشيء الكثير، فقد أحب لنا ربنا أن نحافظ على هذا الصيام من كل ما يخدشه أو ينقص من أجره شيئا.

أخي المبارك.. الله اسال ان يحفظك من كل سوء ومكروه، فإني أرجوك ألا تتبع هذه العبادة العظيمة في هذا الشهر الفضيل بحديث حرام، أو نظر حرام أو سمع حرام، أو فعل حرام، أو غفلة تبعدك عن الله، كيف تطيع ربك الرحيم بك في النهار ثم تعصيه بالليل، أخبرني كيف تجتمع الظلمة والنور؟

أخيراً.. سأترك لك الإجابة لو طُرح هذا السؤال عليك، وتُرِك لك الخيار لترسم مشهد شهرك ويومك الأخير، كيف ستفتح بابه، ومن ثم كيف تسدل الستار عليه.. ماذا ستكون إجابتك؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى