Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

مرأتي

موظّف ..

في ذهني سؤال وجودي، لا أعرف له تفسيراً، وقد بحثت في مقالات الاجتماع، وعلم النفس، وأنماط الشخصية، فلم أعثر على جوابٍ شافٍ مقنع، أو منطقي علمي! السؤال هو: لماذا يعتلي وجوهَ الموظفين ذلك العبوس القاتم؟ خاصة موظفي الدوائر العامة وقطاعات التعامل مع الجمهور؟ تراها أينما اتجهت، كأنها سمة شخصية للموظف، أو مهمة وظيفية له، أو قطعة من أزيائه يضعها مع ملابسه كل صباح!

ما السرّ الذي يجعل “التكشيرة” رمزاً وطنياً للموظف؟ كل المبررات لا تُقبل لتفسير مقابلة شخص بحاجة لمساعدة أو خدمة –تتقاضى راتبك لفعلها- بوجه يشبه وجه السجّان! لا ضغط العمل، ولا ردود فعل الناس، ولا “قرفك” الشخصي، لا شيء! لو كنتُ في لجان اختيار الموظفين، لوضعت نصف الدرجات المؤهِلة على البشاشة!

وهذا سؤال في رأس لائحة من الأسئلة الأخرى المتعلقة بممارساتهم، كانعدام الإتقان، والإهمال، وتعطيل مصالح الناس، واللامبالاة، وغياب الضمير بمجرد أن تغيب الرقابة، وغيرها من “ظواهر الموظفين”، التي أتمنى أن تختفي قبل أن جد لها جواباً

رمضان ..

كُلّما هلّ الشهر الكريم، حام حوله شبح الحرب، منذ سنين، وأهل هذه المدينة يقضون رمضانهم تحت وابل القنابل، أو التلويح بها، بين الاستعداد لرمضان، والخوف من قدومه، لكنهم لا يتوقفون عن ممارسة طقوسه، حباً، وأملاً، ويقيناً.. يعلقون الزينات والأنوار على حوائط منازلهم وهم يدركون أنها قد تنهال في أية لحظة، وربما فوق رؤوسهم، يشترون الملابس والفوانيس والأواني، وهم يعلمون أنه إذا دقت طبول الحرب ضاع كل شيء، ويهيئون أبناءهم للعبادة والفرح، وهم يخشون أن يأتي يوم لا يمكنهم فيه أن يمارسوا سوى عبادة الصبر..

كلما هلّ الهلال، تتعلق القلوب بباحات الأقصى، ومرابطيه، وباب العامود وأنواره، وأسواق القدس وروادها، وتبتهل الأرواح بالأدعية والصلوات أن يجربوا طمأنينة وسلام تلك البقاع..

كلما هلّ رمضان، اعتكف الفلسطينيون في محرابهم، خوفاً، وطمعاً، تضحية ورضا، يسكبون دموعهم تارة، ودماءهم أخرى، ويخرجون من أيامه وقد تجدد أملهم، أو تجددت آلامهم.

اختلاف .

كان صبياً نشطاً مفعماً بالحيوية، يجلس بجوار والدته على مقعد السيارة جلوساً كالقفز، يتكلم بما يفوق عمره بمراحل، فيرسم ابتسامة على الوجوه رغماً عنها، كان يتحدث عن نفسه كملك، ومهامه ومسئولياته، حينها دفعت والدته أجرة السائق، فقال له ممازحاً: كيف تتركهم يدفعون وأنت الملك؟، أجاب الصبي بثقة: لأنهم هم الجنود! يقومون بالمهمات بدلاً عني، ضحك السائق وضحكنا، ودعونا له بالحفظ والتميز.

عندما وصلت وجهتي، في بقعة ذات بيئة مختلفة، وبعد دقائق فقط من موقف الصبي الأول، رأيت طفلاً بالكاد يظهر من الأرض، يجري حافياً وهو يصرخ على طفلة ما، بسباب من العيار الثقيل، وهو لم يتقن الكلام بعد! فيلفظه مكسراً، بأحرف مشوهة..

تأكد لدي أكثر أن الصغار قماش أبيض، أينما نشرته التقط ما حوله، فخرج نقياً، أو بات ملوثاً.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى