ليلى والرومانسيةُ
كُلُّ يَدَّعِي وَصْلاً بِلَيْلَى **** وَلَيْلَى لَا تُقِرُّ لَهُمْ بِذَاكَا
ما سبقَ بيتُ شِعرٍ قالَه صاحبُه، ويُفهَمُ منه أنّ كثيرًا من الناسِ يدَّعي صِلتَه بِليلى، وأنه وإيَّاها صُحبةٌ (على العظمِ)، وتَربِطُهم علاقةٌ فخمةٌ (وزَيِّ العسل)، لكنَّ الأمّورة ليلَى (فَقَسَتْهُم)، ولم تُقِرّ لهم بذاكَ.
ما حدثَ مع ليلى، حدثَ مع الرومانسيةِ الزوجيّةِ، فكُلُّ الأزواجِ من الجِنسَينِ يرَى في نفسِه أنه رومانسيٌّ من الطرازِ الرفيعِ، رغمَ أنَّ الرومانسيةَ لم تلتقِ بِهم في نواديها، ولو رُبعَ ساعةٍ .
ينظرُ البعضُ للرومانسيةِ على أنها وَقودٌ لطيفٌ لاستمرارِ الحياةِ الزوجيةِ، والبعضُ الآخَرُ يراها مَسخَرةً وقِلّةَ أدبٍ، وما بينَ هذا وذاكَ، زادتْ المشاكلُ الزوجيةُ.
لو تأمَّلنا الكثيرَ من المشاكلِ الزوجيةِ؛ لوَجدْنا أنَّ غيابَ الرومانسيةِ سبَبٌ رئيسٌ لها، رغمَ أنها مِثلُ المُضادِّ الحَيويِّ لأيِّ التهاباتٍ نفسيةٍ مَعنويةٍ تُصيبُ العلاقاتِ الزوجيةَ بسببِ تغيُّراتٍ في الرُّتبةِ أوِ الراتبِ، أوِ المَسكنِ، أوِ الضيوفِ، أو زيادةِ عددِ “الطنْياتِ” يَعني الأطفالِ، أو أيِّ مُتغيِّراتٍ أُخرى.
وفيما أراهُ أنَّ الرومانسيةَ مُهِمّةٌ، فهي مِثلُ شمسِ الشتاءِ تُدفئُ الجسمَ، ومِثلُ نَسماتِ الربيعِ تُنعِشُه، وقد كتبَ “نزار قبّاني” على لسانِ امرأةٍ تطلبُ من بعلِها (قُلْ لي ولو كذِباً كلامًاَ ناعمًا قد كادَ يَقتلُني بكَ التمثالُ)، احكِ يا بَني آدَمَ.
قرأتُ خلالَ شهرِ “يناير” كتابًا بعُنوانِ (همساتٌ رومانسيةٌ في السعادةِ الزوجيةِ) يَذكرُ فيهِ الكاتبُ “ناصر الشافعي” أفكارًا جميلةً للرومانسيةِ، يَصلُحُ أنْ تُطبِّقَها النساءُ مع الرجالِ، والعكسُ أيضًا، ومِمّا ذَكرَهُ واقترحَ فِعلَه من النساءِ :
١- اطْبَعي نسخةً من عَقدِ الزواجِ؛ وأرسِليها له في البريدِ؛ واكتبي عبارةَ “هل تَذكرُ هذا اليومَ”؟
٢-عندما يسافرُ زوجُكِ لمُدّةٍ قصيرةٍ؛ اكتُبي له بطاقاتٍ صغيرةً؛ وضَعيها في ملابسِه؛ فيها عباراتُ حُبٍّ واشتياقٍ.
٣ -أثناءَ وجودِكُما بينَ العائلةِ والأصدقاءِ؛ اهمِسي في أُذُنِه (أعتزُّ لأنكَ زوجي).
٤-ضعي مناسباتِ التهنئةِ بالعيدِ في غرفةِ النومِ، المطبخِ، الحمّامِ، الصالةِ.
٥- قبلَ عودةِ الزوجِ للبيتِ؛ بَخِّري دولابَ ملابسِه؛ لِيَشُمَّ الرائحةَ حينَ يفتحُ الدولابَ.
6- مَسكنٌ رومانسيٌّ: أفرِغي زجاجةَ دواءٍ؛ وضعي عليها لاصقًا جديدًا وسَمِّيهِ؛ (مَسكَنٌ رومانسيٌّ يُستعملُ عندَ اللزومِ) ثُم اكتُبي عباراتٍ رومانسيةٍ، وأُمنيَّاتٍ يُمكِنُ أنْ تتَحققَ، ويُمكِنُ استعمالُها حينَ اللزومِ.
7- ضعي بالوناتٍ من مدخلَ البيتِ؛ واربطيها بخيطٍ؛ وضَعي داخلَ كلِّ بالونٍ صِفةً موجودةً فيه يُحِبُّها؛ واطلُبي منه فقْعَ البالوناتِ.
8- ضَعي عقدَ زواجِكما، وبطاقةَ الدعوةِ للزفافِ على جدارِ البيتِ.
9- أثناءَ تجْوالِكُما في السوقِ؛ توَقَّفي وابتَسمي وأخبِريهِ ( كم أنا سعيدةٌ لأنكَ زوجي).
10- على مِرآةِ التسريحةِ في الغرفةِ؛ ثَبِّتي ورقةً فيها بعضُ العباراتِ الجميلةِ.
ملاحظةٌ مُهمَّةٌ: هذه زُبدَةُ النصائحِ التي بلَغَتْ (145)، ليس فيها (خُذْ كيسَ القُمامةِ معكَ لَمَّا تِطلَع).
ومن بابِ التطبيقِ العمليّ للرومانسيةِ، فيَا عزيزي الرجلُ: اعلَمْ أنَّ الزوجةَ تُحِبُّ الكلامَ الجميلَ؛ لكنّها تُحِبُّ الفعلَ الجميلَ أكثرَ، وبما أننا في شهرِ رمضانَ، وأنتَ تَعرفُ أنَّ رمضانَ يحتاجُ لِجهدٍ منزليٍّ كبيرٍ، “فيا ريت” تخلِّي نَفَسَك مع زوجتِك، وساعِدْها حتى تُسعِدَكَ، فليس في الأمرِ انتقاصٌ للرجولةِ، فهي والشمسُ شقيقتانِ، تستيقظانِ معًا، وتنامُ الشمسُ، وزوجتُكَ مازالتْ في ميدانِ العملِ.
وفرصة سعيدة