Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

الفلسطينيةُ في شهرِ “آذار” غير..

في كلِّ “آذار” تُدَقُّ الطبولُ احترامًا للمرأةِ، يُطَبطَبُ على قلبِها ببعضِ العباراتِ، ويُشادُ بِمَسيرتِها وسِيرتِها في بعضِ المحافلِ،  أو عبرَ الشاشاتِ.

وفي فلسطينَ يَحدُثُ  هذا المشهدُ جُلُّهُ أو بعضٌ منه ، فسِندْياناتُ فلسطينَ مختلِفاتٌ قديراتٌ قادراتٌ ،حافظاتُ العهدِ، ونشميّاتُ الثورةِ  ،اللواتي  ما تخَلَّيْنَ عن دَورِهنَّ الرياديِّ وسطَ زحمةِ الأدوارِ،  ومُعضِلاتِ المراحلِ المتتاليةِ والمتلاحقةِ، لم تكنْ خُطواتُهُنَّ  في مسارِ التاريخِ خُطواتِ عابرٍ؛  بل كانت خُطواتِ مؤَثِّرٍ ، بَنَيْنَ وأعلَيْنَ البُنيانَ ، وأشارَ عليهِنَّ القريبُ والبعيدُ  بالبنانِ .

نساءُ فلسطينَ حاملاتُ الهمِّ، و صمَّامَ الأمانِ للجبهةِ الداخليةِ، عفَرْنَ  وسطَ الحروبِ ، قدَّمْنَ  فِلذاتِ الأكبادِ، ورُفقاءَ الدروبِ،  ومَسَحْنَ الدموعَ  قائلاتٍ: “لأجلِ اللهِ  والجنةِ كلُّه يَهونُ”،

 وقاتلْنَ لأجلِ حياتِهنَّ المَعيشيةِ وسطَ  حلقاتِ حصارِ، تَحَدَّينَ الفقرَ والعَوَزَ وألمَ الحاجةِ ، ومتطلَّباتِ الحياةِ من تربيةٍ ورعايةٍ  وتعليمٍ .

وعلى الضفّةِ وفي قلبِها، وسطَ غيابِ الأمنِ وكثرةِ الحواجزِ، وجدارِ الفصلِ العنصريِّ، ومشكلاتِ التعليمِ والقضاءِ، شكّلتْ  المرأةُ مخزونَ وَقودٍ لثورةٍ تتمَدَّدُ من حارةِ الياسَمينِ؛ الحارةِ القديمةِ في نابلس، مسقطَ رأسِ عرينِ الأُسودِ ،إلى جِنينَ وكَتيبَتِها، حتى كُلِّ المُدنِ العتيدةِ ومقاتليها الأشِداءِ،  والتي لن يَحجبَهم عن جهادِهم بطشُ المُحتلِّ، أو التنسيقُ الأمنيُّ .

وهناك في القدسِ امرأةٌ صنديدةٌ قويةٌ، قدَّستْ وجودَها في مدينةِ المَسرَى ، وسطَ سرعةِ إيقاعِ إستراتيجيةِ  ضَمِّ الأراضي، وتهويدِ المدينةِ ، رابطتْ على بواباتِ المسجدِ الأقصى،  وحفِظتْ وحفَّظتْ القرآنَ  على مُدرّجاتِه؛ لِتغيظَ عدوًّا  بثباتِها، رغمَ القمعِ والعراقيلِ التي يتفَنَّنُ فيها  لمُواجهتِها ، وهناكَ  امرأةٌ أخرى في ذاتِ المدينةِ ، تَشخَصُ عينُها، ويُفطِرُ قلبُها، بينما جرَّافاتُ العدوِّ تَهدِمُ بيتَها من جِذرِه بِحُجَجِهم الواهيةِ ، وتعودُ لتؤكّدَ “باقونَ ما بقيَ الزَّعترُ والزيتونُ.

وفي أرضِ “48” في الداخلِ المحتلِّ، هناكَ امرأةٌ تمشي على الجَمرِ ،تتعرّضُ لتحدّياتٍ جسيمةٍ،  وجدتْ نفسَها مُنشطِرةً   بينَ هُويَّتِها وهُويّةِ أبنائها، ومجتمعِ عدوٍّ مُحتلٍّ لا يُشبِهُها، وقد زرعتْ فيه عَنوةً .

 فبقيَتْ متيقظةً واعيةً  ربّتْ أبناءَها بالنفَسِ الفلسطينيِّ الأصيلِ، ورأيْنا غِراسَها اليانعَ  في هبَّةِ الكرامةِ عامَ (2021)، التي تَزامَنتْ مع نداءِ القدسِ وأهلِها ، ورَدِّ غزةَ ومقاومَتِها.

وهناكَ المرأةُ في الشتاتِ، بعدَ الرحيلِ قَسْرًا، وبعدَ سنواتٍ طوالٍ من زمنِ الخيمةِ والبُقجةِ، تعيشُ المرأةُ ظروفًا ظالمةً مُظلمةً في مخيّماتِ اللجوءِ،  وتزيدُ سوءًا بعدَ زيادةِ عددِ اللاجئينَ، وتقليصاتِ الأُونروا المُسيَّسةِ بحقِّ مخيماتِ الفلسطينيينَ في  الداخلِ والشتاتِ؛  ولكنّها ما زالتْ تَحفظُ المِفتاحَ والكوشانَ  أمَلًا في العودةِ  إلى الديارِ .

وهناكَ فلسطينيّاتٌ فدائياتٌ  شامخاتٌ في سجونِ المحتلِّ؛ غلَبْنَ بِصَبرِهِنَّ  كلَّ صبرٍ؛ حيثُ “إسراء الجعابيص”  ورفيقاتُها يواجِهنَ بكُلِّ قوّةٍ تحدّياتِ سِجنِ وآلامِ فِراقِ الأبناءِ والعوائلِ،وقدْ

تخَلَّت عنهُنَّ القوانينُ الدوليةُ ،التي أصلاً أُقِّرّتْ لِحفظِ أمنِ وأمانِ الفردِ والدولِ؛ ولكنّها تَغدو عاجزةً أمامَ الفلسطينيّينَ والفلسطينيّاتِ ، فهي تَكيلُ بمِكيالَينِ، فمُيزانُها أعوَجُ حينَما يكونُ الفلسطينيُّ في الميزانِ .

وهناكَ الفلسطينياتُ اللواتي نقَشْنَ أسماءَهُنَّ وأسماءَ فلسطينَ في كثيرٍ من  المحافلِ والمجالاتِ العلميةِ والأدبيةِ والإعلاميةِ والسياسيةِ والبحثيةِ ، فَعَلَتْ رؤوسُهُنَّ ورأسُ فلسطينَ بهِنَّ .

وحينَما تقرأُ في سِيَرِ بعضِهِنَّ؛ تَجِدُ أنهُنَّ قد حُرِمنَ  من مِنَحٍ دراسيةٍ أو تدريبيةٍ  خارجيةٍ؛  بسببِ الحصارِ، أو أسبابٍ أمنِيّةٍ  فرَضَتْها غطرسةُ الاحتلالِ، وبَعضُهُنَّ  قد غِبنَ عن  حضورِ محافلَ دَوليةٍ لاستلامِ جوائزَ حصَلْنَ عليها بقُدْراتِهنَّ التي نافَسْنَ بها ، أو المُشارِكةِ بمسابقاتٍ ومناظَراتٍ لذاتِ الأسبابِ .

يَظهرُ علينا سؤالٌ مُهِمٌّ ، أنّ يومَ المرأةِ أقرَّتْهُ الأممُ المتحدةُ في عامِ (1945) لِذَبِّ الضعفِ والعنفِ ضدَّ المرأةِ ذاتِها،  وإقرارِ العدالةِ بحَقِّها.

وتَجِدُ صنوفَ انتهاكاتٍ تلحقُ بالمرأةِ الفلسطينيةٍ  نفسيًّا وجسديًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، دونَ أيِّ توَجُّهٍ عالَميٍّ أُمَميٍّ لِفَضحِ تلكَ الانتهاكاتِ، و رَفْعِها  عن كاهلِ الفلسطينيةِ، و مُحاسبةِ الاحتلالِ بالقانونِ .

أَمْ  أنها  تُصبِحُ  شعاراتٍ حينَما تكونُ القصةُ قصةَ  فلسطينيّاتٍ يواجِهنَ الاحتلالَ الصهيونيَّ  الذي يَنزِعُ وجودَهُنَّ ! لهذا نطالبُ المؤسِّساتِ الحقوقيةَ والقانونيةَ  أنْ تلعبَ دَورَها الحقيقَ، وتُحَقِّقَ بِجُلِّ الجرائمِ التي يُمارِسُها المحتلُّ تباعًا بحقِّ المرأةِ في فلسطينَ .

وفي النهايةِ كُلُّ التَّحايا لِلوَجْهِ الجميلِ ، للرجلِ الذي صانَ المرأةَ،  وجعلَها شريكًا حقيقًا في السِّلمِ والحربِ،  ورفيقةً  في القرارِ و الاختيارِ..

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى