Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

العِبَرُ في ألبوماتِ الصوَرِ

هههههه، ياااااه، مين هذا! مين هذي! كيف كان شكلها! متغيرة كثير! كانت زي العود! كان تختوخ! الله يرحمه، الله يرحمها.

المفرداتُ السابقةُ تعبيراتٌ عفويةٌ ومباشِرةٌ تَصدرُ من الإنسانِ؛ حين يفتحُ ألبومَ الصوَرِ القديمةِ، ويرى فيها شخصياتٍ لم يرَها على هيئتِها الأولى، فالذي بلغَ من العمرِ(٢٠)عامًا الآنَ، لو عثرَ على صورةٍ عمرُها (٤٠)عامًا، فالمؤكّدُ أنَّ الذين في الصورةِ؛ قد يكونُ منهم من قضَى نَحبَهُ، ومنهم من ينتظرُ، ومنهم من كان جسمُه “نحيفًا”، ووجهُه “ناشفًا”، وصار مع الزمنِ من أصحابِ الكروشِ والَّلغليغِ”، ومنهم من كان شَعرُه “نيقرو”، ثم صار بلا شَعرٍ، ومنهنَّ من كانت من فريقِ “وزنِ الريشة”، وصارت من “الوزنِ الثقيلِ”، والعكسُ قد يكونُ صحيحًا.

وبالعودةِ لعنوانِ المقالِ، فلا شكَّ أنَّ حياةَ الإنسانِ كلُّها عِبَرٌ وعِظاتٌ، ومن هذه الأمورِ “الصورة”، فهي اختراعٌ بشريٌّ جميلٌ ومميّزٌ، حافظتْ إلى حدٍّ كبيرٍ على شكلِ الإنسانِ، خاصةً في بدايةِ ظهورِها “الأسوَد والأبيض”، فأظهرتْ لونَ العيونِ، الشعرِ، الملابسِ، الوجهِ، كما هي، حتى أحمرَ الخدودِ ظهرَ أَسمرَ، وكأنّها تقولُ ” أسمر يا أسمراني”.

لكنْ مع التطوّرِ العلميِّ، دخلَ على الصورةِ تحسيناتٌ وتعديلاتٌ صارَ بإمكانِها تغييرَ شكلِ الإنسانِ، لدرجةِ أنّ البعضَ لا يُصدِّقُ أنّ هذه الصورةَ لِفُلانٍ أو فُلانةٍ يَعرِفُها.

لو تأمَّلْنا مُقدِّمةَ المقالِ، فيها تنوُّعٌ في التعبيراتِ، وهذا دليلٌ على جمالِ اللغةِ العربيةِ، التي تَمنحُكَ ما ترغبُ من مفرداتِها؛ لِتُعبِّرَ عن حالتِكَ النفسيةِ، سواءً كانت “زي اللوز” أو “مدندنة معك”، فلِكُلِّ كلمةٍ في اللغةِ مناسَبةٌ وهدفٌ وطريقةُ اخراجٍ وأثَرٌ، فمِنها من نقولُ لصاحبِها حينَ يَنطِقُها ” مِرسيه كلُّك زوق، وبتِفهم في الزوق”، ومنها من نقولُ عن صاحبِها ” لَيتَه صمَتَ”، وهذا ما عبّرتْ عنه المَقولةِ الجميلةِ” لكُلِّ مَقامٍ مقالٌ”.

والآنَ، ما العِبَرُ التي سنَحصلُ عليها من ألبوماتِ الصَورِ؟

1_ رُبَما من أصدَقِ ما يكونُ من عِبَر في الصوَرِ؛ هو التجسيدُ الواقعيُّ لقصةٍ يسألُ فيها أميرٌ شيخًا عجوزًا، كيف الحال؟ فقالَك” الجماعةُ تَفرَّقوا، والاثنانِ صاروا ثلاثةً، والبعيدُ صار قريبًا”، بأنّ الجماعةَ همُ الأسنانُ، تَساقَطوا، والإثنانِ هما الرِجلانِ، صاروا ثلاثةً بالعُكّازِ، والبعيدُ  صار قريبًا دلالةً على ضعفِ النظَرِ.

2  _يقارِنُ الإنسانُ نفسَه من حيثُ الشكلِ، بينَ ما كان عليهِ،  وما صارَ إليه، فكُلُّ شيءٍ فيه خضعَ لحُكمِ السنينَ.

3_ مادّةٌ للتسليةِ الهادفةِ التي تخلقُ جوًّا مرِحًا في الأسرةِ.

4 _ يتعرّفُ الصغارُ على الكبارِ الذين ماتوا قبلَ أنٍ يولَدوا.

5 _ يتعرّفُ المُشاهدُ على مَشاهِدَ أخرى غيرَ الأشخاصِ، فقد تكونُ الصورةُ في بيتِ العائلةِ، الجامعةِ، السوقِ، العملِ، السفرِ، الحيِّ، مُتحفٍ، مَدرسةٍ، وتَحفظُ كلَّ الذكرياتِ الخاصةِ أو العامّةِ.

6_ يلاحظُ الإنسانُ مدَى بساطةِ الحياةِ قديمًا، من حيثُ المنازلِ، والمساجدِ، والجامعاتِ، والطرُقِ، والسياراتِ وغيرِها.

6_ يَعرِفُ الإنسانُ مدَى التطوّرِ التقنيِّ في الصوَرِ، فحديثُها مختلفٌ عن قديمِها.

7_ الصوَرُ توصلُ لنا رسالةً عميقةً ودقيقةً”؛ أنْ تَصوَّروا مع أحبابِكم، ووَثِّقوا لحظاتِ اللقاءِ”، وتَهادوها، واكتبوا على خلفيةِ الصوَرِ” أُهديكَ هذه الصورةَ، لتبقَى ناقوسًا يدُقُّ في عالمِ النسيانِ”، فتَصوَّروا واحتفِظوا بالصورِ، فالعمرُ قصيرٌ.

فرصة سعيدة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى