ما هي الصدَقاتُ التي تَصلُ للمتوفي؟

السعادة
الدكتور عبد الباري بن محمد خلة دكتور الشريعة والقانون
يقولُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) رواه مسلم.
من أهم الصدقات والعبادات التي تصل للمتوفي
– الدعاءُ: فيَصلُ للأمواتِ وينفعُهم؛ لذا فقد كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو للميتِ عندَ دخولِ المقبرةِ، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ فَقَالَ « السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ ». رواه أبو داود بسند صحيح.
وعن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا، قَالُوا أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ، فَقَالُوا كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ؛ أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ الْوُضُوءِ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ أَلَا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ؛ أُنَادِيهِمْ أَلَا هَلُمَّ فَيُقَالُ إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا رواه مسلم.
– قراءةُ القرآنِ: وقد اختلفَ الفقهاءُ في وصولِ ثوابِها إلى الميتِ على قولينِ؛ أرجحُهما أنها تصلُ بشرطِ أنْ تكونَ على صيغةِ الدعاءِ، كأنْ نقولَ: اللهمّ بلّغْ مِثلَ ثوابِ ما قرأنا لروحِ فلانٍ، فلا شكَّ أنّ هذا دعاءٌ ويصلُ إنْ شاء الله.
– الصدَقةُ العاديةُ، والصدقةُ الجاريةُ: من بناءِ المساجدِ، ودورِ العلمِ، وطباعةِ القرآنِ الكريمِ، فعن عائشة: ( أنّ رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم إنّ أمي افتلتتْ نفسُها، ولم تُوصِ… وأظنُّها لو تكلمتْ تصدّقتْ، أفلَها أجرٌ إنْ تصدّقتُ عليها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نَعم ) رواه البخاري.
عن سعد بن عبادة : ( أنّ أمَّه تُوفِيتْ وهو غائبٌ فقال : يا رسول الله إنّ أمي ماتت وأنا غائبٌ؛ فهل ينفعُها إنْ تصدّقتُ عنها؟ فقال : نَعم ، فقال : أُشهِدُك أنّ حائطي المخراف صدَقةٌ عنها ). رواه البخاري.
– الحجُّ والعمرةُ: فقد قالَ صلى الله عليه وسلم لِمن سألتْهُ عن الحجِّ : ( أرأيتِ لو كان على أمِّكِ دَينٌ أكنتِ قاضَيتِه ، قالت : نَعم، قال : فدَينُ اللهِ أحقُّ بالقضاءِ ). رواه البخاري.
– الصيامُ: فإذا كان عليه صومٌ يُصامُ عنه، فعن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من ماتَ وعليه صيامٌ صامَ عنه وَليُّه)، أخرجه الشيخان، والله أعلى وأعلم.