Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير

تحويلُ تِفلِ القهوةِ إلى سمادٍ زراعي

للحفاظِ على البيئةِ

 

أنْ يَتحوّلَ تِفلُ القهوةِ إلى سمادٍ للنباتاتِ؛ هذا ما كان مُستبعَدًا عندَ البعضِ، فبعدَ الدراسةِ والبحثِ تُبيّنُ الفوائدَ المهمّةَ للقهوةِ للنباتاتِ، ما دفعَ بعضَ المقاهي في القطاعِ إلى التفكيرِ بطريقةٍ مفيدةٍ للاستفادةِ من تفلِ القهوةِ، من خلالِ فكرةِ إعادةِ تدويرِها.

وفقَ تصريحٍ سابقٍ للمُتحدّثِ الإعلامي باسمِ وزارةِ الاقتصادِ الوطني الفلسطيني بغزةَ، “عبد الفتاح أبو موسى”؛ أنّ القطاعَ يستوردُ نحوَ (2500) طنٍ من حبوبِ القهوةِ سنَويًّا، بواقعِ استهلاكٍ يتراوحُ بينَ (6-7) أطنانٍ يوميًّا!

إعادةُ تدويرٍ

مَقهى “رستريتو كافيه لاب”، الذي عُرفَ بصداقتِه للبيئةِ، والذي يُعيدُ تدويرَ أطنانٍ من بقايا القهوةِ التي تُستهلكُ سنويًّا، ويستخدمُها كسمادٍ طبيعيّ؛ لتخصيبِ وإعادةِ الحياةِ للنباتاتِ والأشجار من هنا تبدأُ مهِمّةٌ جديدةٌ لبقايا القهوةِ؛ بدَلًا من إلقائها في القمامةِ، فتَمرُّ بقايا القهوةِ بمَراحلَ عدّة؛ كي تصبحَ سمادًا للنباتاتِ.‏

يقولُ “هاني حبيب”:” إنّ فكرةَ إعادةِ تدويرِ تفلِ القهوةِ منقولةٌ من الدولِ الأوروبيةِ التي استخدمتْها كَسمادٍ يُحسّنُ صرْفَ التربةِ، واحتباسَ الماءِ، والتهويةَ.. كما أنها تساعدُ الكائناتِ الحيةَ الدقيقةَ المفيدةَ لنموِّ النباتاتِ، بالإضافةِ إلى جذبِ ديدانِ الأرضِ.

من هنا كان السؤالُ: “لِمَ لا نستفيدُ من هذه الكميةِ الكبيرةِ من التِّفلِ في إفادةِ البيئةِ؟ لتكونَ إجابتُه:” كان أمرًا جديرًا بالتفكيرِ؛ ليتحوّلَ الأمرُ إلى حقيقةٍ قيدَ التنفيذِ، فبَدَلاً من التخلّصِ منها”.تفل القهوة الذي يَنتجُ عن الاستهلاكِ اليوميّ في المقهى لديَّ؛ يزيدُ عن (2) كيلو ونصفٍ”.

يضيفُ:”درجةُ الحموضةِ الموجودةِ في التفلِ، تفيدُ النباتاتِ؛ لكنْ يتوجّبُ علينا استخدامَها بقَدْر؛ٍ كي لا يتحوّلَ الأمرُ لنتيجةٍ عكسيةٍ”.

وفيما يتعلّقُ بعمليةِ إعادةِ التدويرِ، يقولُ حبيب:”إنها تَتمثّلُ بوَضعِ تفلِ القهوةِ في مكانٍ مُعرَّضٍ لأشعةِ الشمسِ، لِيَتِمَّ تنشيفُه، ثُم يضافُ إليه كمياتٌ من المياهِ في خطواتِ التكريرِ؛ لِيتمَّ بعدَها وَضْعُه على التربةِ.

بدايةُ الفكرةِ

في حين، يقولُ “عبد الله الصفدي”، المديرُ التنفيذي للمَقهى صديق البيئة:”فِكرتُنا كانت لنا جزءًا من العمليةِ التي تقولُ؛ بأنه حسبَ دراساتِ وزارةِ الاقتصادِ الأخيرةِ؛ فإنّ استخدامَ القهوةِ في غزةَ يتجاوزُ من خمسةِ إلى سبعةِ أطنانٍ يوميًّا؛ وهذا رقمٌ مَهولٌ، بحيث أنه يتمُّ استيرادُ ما لا يَقِلُّ عن (1500) طنٍ من القهوةِ شهريًّا، هذا الرقمُ المَهولُ يتِمُّ استخدامُه بشكلٍ يوميّ، ولكنْ هناكَ عدّةَ مشاكلَ، تَحدثُ معنا فيه، وهي تدويرُه في الصرفِ الصحي، بالإضافةِ إلى حدوثِ مشاكلَ في القمامةِ.

يتابعُ حديثَه: أخَذْنا على عاتقِنا في المَقهى؛ أنْ نساعدَ ونُقلِّلَ من هذا الضررِ باستخدامِه مبادرةً مجانيةً تُقدّمُ للزبائنِ من خلالِ تحضيرِه كسمادٍ عضويّ، أو مُكَمّلٍ غذائيّ للتربةِ، أو حتى استخداماتٍ أخرى؛ وهي حمايةُ التربةِ من الآفاتِ؛ وذلكَ بعِدّةِ مراحلَ يمرُّ فيها، بتنشيفِه، وتعريضِه للشمسِ، وتقديمِه للزبائنِ التي تَطلبُه بشكلٍ مَجانيّ، من خلالِ وسائلِ “السوشيال ميديا” الخاصةِ بنا، أو من خلالِ الحضورِ المباشرِ للكافيهِ.

وحولَ ما يمكنُ استخراجُه يوميًّا من بقايا تفلِ القهوةِ، يقولُ الصَّفدي: “بعدَ طحْنِ القهوةِ، وتقديمِها للزبائنِ عبرَ مشروباتٍ..، حيثُ يتِمُّ الحصولُ على “تفلِ القهوة” بشكلٍ كبيرٍ، ويتِمُّ تجميعُه في نهايةِ كلِّ يومٍ، ووَضْعُه في الشمسِ وتنشيفُه، ويَستخرجُ الكافي يوميًّا ما لا يَقلُّ عن خمس كيلوغراماتٍ؛ وهذا الرقمُ كبيرٌ بالنسبةِ لنا، إضافةً إلى الفرعِ الآخَرِ من ثلاثةٍ إلى أربعةِ كيلو يوميًّا، وهذا كلُّه يدفعُنا للاستمرارِ بإعادةِ التدويرِ، واستخدامِ بقايا القهوةِ لِتكونَ صديقةً للبيئةِ.

دعوةٌ للانضمامِ

ويأملُ القائمونَ على المَقهى أنْ يُلهِمَ مشروعُهم الصغيرُ المزيدَ من أصحابِ المقاهي للانضمامِ إلى المبادرةِ، ويوضّحُ الصفدي قائلاً:” هذا يدفعُنا لأنْ نكونَ أوّلَ كافيهٍ صديقٍ للبيئةِ بشكلٍ كاملٍ، وتدريجًا وصولاً لمرحلةٍ كاملةٍ من إعادةِ استخدامِ الموادِ التي نستخدمُها في المشروباتِ، سواءً الكاساتِ الورقيةَ، أو كميةَ الكاملِ الخاص بنا، أو حتى تفلِ القهوةِ الذي يتمُّ استخراجُه بشكلٍ يوميّ.

أمّا “رأفت أبو موسى”، أحدُ العاملينَ في المَقهى صديقِ البيئةِ، فيُعَبّرُ عن سعادتِه لنجاحِ فكرةِ إعادةِ تدويرِ تفلِ القهوةِ، قائلاً:” فكرةٌ جميلةٌ جدًّا، ونحن نقومُ بذلكَ منذُ فترةٍ، ويوجدُ إقبالٌ من الزبائنِ على استخدامِ تفلِ القهوةِ كَسمادٍ عُضويٍّ للنباتاتِ الزراعيةِ”.

يتابعُ:”نقومُ بتجميعِ بقايا القهوةِ يوميًّا، ونَضعُها على سطحِ المقهى؛ من أجلِ تنشيفِها قبلَ أنْ توضعَ وتصبحَ سمادًا عضويًّا مفيدًا للنباتاتِ، وغيرَ ضارّةٍ للبيئةِ، ونأملُ أنْ يصبحَ هذا الأمرُ فيما بعدُ ثقافةً عامّةً، يتَبنّاها الجميعُ.

وتُعَدُّ القهوةُ من أبرزِ وأشهرِ المشروباتِ لدَى الأهالي في غزةَ، حيثُ يَستخدمونَها بشكلٍ يوميٍّ، وفي أفراحِهم وأتراحِهم، ويَصِلُ استهلاكُ بعضِ البيوتِ يوميًّا إلى (150) جرامًا يوميًّا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى