Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

الِّلي انكسر ما بتصلٌّح!!

كلماتٌ ومصطلَحاتٌ، أمثالٌ وحكاياتٌ؛ نُردِّدُها في حياتِنا، حتى أصبحتْ جزءًا من قناعتِنا، بلْ تَغلغلَتْ في أدمِغَتِنا؛ لترسمَ مَعالمَ سلوكِنا وتواصُلِنا معَ من حولَنا، نسترجِعُها في لحظاتِ انكسارٍ؛ لِتُعمِّقَ جذورَ الوجعِ، وتَحرفَ بوصِلتَنا سقوطًا نحوَ القاعِ، فتُتعبَ القلبَ، وتُدمي الفؤادَ، كلماتٌ أوهَمْنا أنفُسَنا بصِدقِها، ولعلَّ من قالَها كان غاضبًا، وندمَ عليها، ورُبما قتلتْهُ حسرةً وألَمًا.

والحقيقةُ أنها كلماتٌ عذّبتْ وفرّقتْ، أبكَتْ وأدمعتْ قلوبًا وأوجَعتْها، فهي أغلقتْ كلَّ بابِ عودةٍ، وقتلتْ كلَّ فرصةٍ لترميمِ علاقةِ ” الِّلي انكسر ما يتصلّح ” ثقافةُ أفلامٍ ومسلسلاتٍ طغتْ على نمطِ حياتِنا، لترسمَ بشكلٍ قاتلٍ تفاصيلَ علاقاتِنا مع مَن نحبُّ.

صديقي: مَن مِنّا لا يُخطئُ! ولا يُقصِّرُ بحقِّ نفسِه أو غيرِه! أيُعقَلُ أنّ علاقةَ زواجٍ تستمرُّ لعقودٍ؛ ثُم تنتهي بموقفِ تقصيرٍ مَهما كبرَ!، لَسْنا ملائكةً، فنحنُ بشرٌ وخطّاءُونَ ، لكنّنا نجيدُ فنَّ العودةِ والتوبةِ والرجوعِ، بل والتراجُعِ عمّا حدثَ .

وهل حُبُّ السنينَ، ودِفءُ الحنينِ؛ ينتهي بلحظةٍ، بدَعوى ” اللي انكسر ما يتصلح! “، وهل نحن البشرُ أعلَى شأنًا من اللهِ، حين يَقبَلُ العاصينَ، ويغفرَ لهم؛ إنْ صدَقوا التوبةَ، وهل عِزَّتُنا بأنفُسِنا أعلَى من عزّةِ اللهِ!، طبعًا لا.. لكنّه غرورُ الإنسانِ وكِبْرُه.

لا أدَّعي أنّ الإنسانَ يجبُ أنْ يسامحَ ويغفرَ لكُلِّ البشرِ، لكلِّ المواقفِ؛ لكنْ أنْ يغلقَ البابَ في وجهِ المُحِبّينَ والعائدينَ أيضًا؛ فليس معقولاً، فالأبُ والأمُّ، والابنُ، والأخُ، والصديقُ، الصَّدوقُ؛ يجبُ أنْ يُغفَرَ لهم.. ويُفتَحَ لهم البابُ، بل ونَدعوهم للعودةِ..  فهؤلاءِ لهم رصيدُ حُبٍّ وعطاءٍ لا ينتهي، ورُبما يسمحُ لهم أنْ يصنعوا ما شاءوا.

فلا تَقتلوا العلاقاتِ الجميلةَ، ولا تَجعلوها رهينةَ موقفٍ أو حَدَثٍ، بل أعطوا فرصةً وأخرى، فالذكرياتُ، ورصيدُ الحبِّ يعيدُ المياهَ إلى مجراها، ويُرمِّمُ ما أصابَ القلبَ.. والِّلي انكسر قد يتصلّح، وقد يعودُ أفضلَ ممّا سبقَ، فالناسُ كالدواءِ، منهم من هو شفاءٌ وعلاجٌ، ومنهم من هو قاتلٌ وضارٌّ، ومنهم من يجبُ تَناوُلُه بجرعاتٍ متكرّرةٍ، ليكونَ فاعلاً، ومنهم عندَ اللزومِ فقط، والعجيبُ من هو بَلْسمٌ وعلاجُ اليومَ؛ أنْ يصبحَ ضارًّا وقاتلاً غدًا، مع تَغيُّرِ الحالِ والأحوالِ.

فتَقرّبْ ممّنْ يمتلكونَ الشفاءَ والعلاجَ للقلبِ، وآخَرِينَ بقَدْرٍ عندَ اللزومِ، وابتعِدْ بقَدرٍ، وانتَبِهُ.. فهناكَ مَن في قُربِه الهلاكُ والدماءُ لعَقلٍ وبدَنٍ، وحافِظْ على شَعرةِ “معاوية” بوَعيٍّ وإداراكٍ لحقيقةِ مَن حولَكَ، وأعطِ فرصةً لمَن أخطأَ وقلبُه يحترِمُكَ، ويُحبُّكَ، ويشعُر بالندمِ على ما فعلَ، فهو علاجٌ وشفاءٌ لقلبِكَ وقلبِه، ولا تَكسِرْ خاطرًا لِمَن تَقرَّبَ واقتربَ منك، فكثيرٌ ممّا كُسرَ يُمكِنُ إصلاحُه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى