Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تحقيقات

“السوشيال ميديا” عزّزتْ التفاعلَ، وطوّرتْ شكلَ العلاقةِ للأفضلِ

علاقةُ الآباءِ بالأبناءِ نَفعيةٌ وصحيةٌ لِكلا الطرَفينِ

 

السعادة

 

لم يكنْ غريبًا أنْ نسمعَ نحن جيلُ الثمانينياتِ عن علاقاتٍ مبتورةٍ كُليًّا بينَ الآباءِ والأبناءِ، في ظِلِّ ظروفِ الحياةِ آنَذاكَ، والتي كانت تضعُ الأبَ فقط في قالبِ المُمَوِّلِ الماديّ للعائلةِ؛ دونَ أيِّ دورٍ يُذكرُ؛ لكنّ الغرابةَ اليومَ تصِلُ إلى قشعريرةِ القلوبِ والعقولِ؛ إذا سمِعنا عن علاقةٍ غيرِ جيدةٍ بينَ أبٍ وأبنائه.

فالانفتاحُ التكنولوجي الضخمُ استطاعَ تغيِّيرَ القالبِ في طبيعةِ العلاقةِ بينَ الآباءِ والأبناءِ إلى طرُقٍ إيجابيةٍ؛ وضعتْ الأبَ في قالبِ المُربّي والصديقِ والرفيقِ والشخصِ الذي يَبذلُ كلَّ ما في وُسعِه لقضاءِ تفاصيلِ الحياةِ مع أطفالِه؛ لإيمانِه التامِّ بأنّ هذه العلاقةَ من شأنِها إعلاءُ قيمةِ أبنائهِ، وبناءُ شخصياتِهم.

إذْ تُعَدُّ العلاقةُ بينَ الآباءِ وأبنائهم من أهمِّ العلاقاتِ البشريةِ؛ لكنّها تتأثرُ مع تغيُّرِ الحياةِ بشكلٍ دائمٍ، بدخولِ معطياتٍ جديدةٍ، وخروجِ أخرى. وقد دفعتْ طبيعةُ الحياةِ والظروفِ الاقتصاديةِ اليومَ، الآباءَ والأمهاتِ العاملينَ إلى المشاركةِ في التربيةِ؛ بعدَما كانت هذه المهمةُ قديمًا تقتصرُ على الأمِّ.


قلبًا وقالَبًا

أشرف أبو عُلبة ” 42 عامًا”، يقول لـ”السعادة”: “كبرتُ في عائلةٍ مكافحةٍ، كان والدي يقضي جُلَّ حياتِه بالعملِ؛ إذْ كانت ظروفُ العملِ في الثمانيناتِ؛ أنْ يقضيَ والدي طيلةَ الأسبوعِ في الأراضي المحتلةِ؛ ثُم يعودُ في نهايةِ الأسبوعِ ليومٍ واحدٍ.. وهكذا تمشي الحياةُ دونَ أدنَى علاقةٍ بيني وبينَ أبى.

ويضيفُ: كثيرًا ما شعرتُ بالحرمانِ؛ نتيجةَ هذه العلاقةِ الفاترةِ بيني وبينَ أبي؛ لذا عندما تزوّجتُ قرّرتُ أنْ تكونَ العلاقةُ بيني وبين أبنائي مُخالِفةً لعلاقتي بأبي، فأنا معهم قلبًا وقالَبًا، لا أنشغِلُ عنهم بأيِّ أمرٍ آخَرَ، أنزلُ إلى مستوى تفكيرِهم، وأخاطبُهم بحسبِ عقولِهم وسِنِّهم، أختارُ لهم مواضيعَ مناسِبةً ومُهمّةً من وجهةِ نظرِهم؛ للحديثِ فيها، وأشارِكُهم ألعابَهم، وأفكارَهم، والكثيرَ من أفعالِ المشاغبةِ التي تُغضبُ زوجتي، أُحدِّدُ لهم ساعاتٍ يوميةً لمتابعةِ دروسِهم بالكاملِ.

في حين، يقولُ فؤاد عطاونة “48 عامًا “:” مع عصرِ السرعةِ، وانشغالِ الآباءِ بعملِهم وحياتِهم؛ أصبح هناك فَجوةٌ كبيرةٌ في التواصلِ بين الآباءِ وأبنائهم، فيجري العُمرُ.. ويكبرُ الأبناءُ.. ونحن لا ندري كم جرى بنا الزمنُ، ونحن لا نَعلمُ عنهم شيئاً، فمِن الأهميةِ أنْ نتواصلَ مع أبنائنا بما يتوافقُ مع أعمارِهم، فلا نتحدثُ مع أولادِنا المراهقينَ؛ كأنهم أطفالٌ بإعطاءِ الأوامرِ، أو تقديمِ نصائحَ طوالَ الوقتِ؛ حتى لا نصِلَ إلى مرحلةٍ يقومُ الأبناءُ فيها بالامتناعِ عن التواصلِ معَنا.

ويضيفُ: في طفلي الأولِ والثاني؛ لم أكُنْ أجيدُ الدَّورَ المطلوبَ مني كأبٍ؛ وبالتالي كان هناك فتورٌ في العلاقةِ بيني وبينَهم؛ لكنْ في طفلي الثالثِ والرابعِ والخامسِ؛ أصبحتْ العلاقةُ مختلفةً كُليًّا، رُبما عندَ إنجابِهم كنتُ أكثرَ خبرةً ووَعيًا، والحقيقةُ أنّ “السوشيال ميديا” دفعتْ في اتجاهِ تعزيزِ هذه العلاقةِ، فنحن بشكلٍ يوميّ نقرأُ عن العلاقاتِ بينَ الآباءِ والأبناءِ، وتُصادِفُنا كثيرٌ من العناوينِ التي تتشابَهُ مع أحداثِ يومِنا مع أبنائنا.

يتّفِقُ جلال أبو لبدة “50 عامًا” مع العطاونةِ؛ في أنّ “السوشيال ميديا” فتحتْ أمامَ أعيُنِنا آفاقًا تربويةً لم نكنْ نطّلِعُ عليها سابقًا، فسهولةُ الوصولِ إلى المعلوماتِ، وكثرةُ الصفحاتِ التربويةِ والمجلاتِ المتخصصةِ؛ جعلَتْنا أكثرَ وعيًّا بالمَهامِّ التربويةِ المُلقاةِ على عاتقِنا كآباءٍ.

مختلفةٌ كُليًّا

ويتابعُ: علاقتي مع أبنائي الآنَ مختلفةٌ كُليًّا عن قبلِ عشرِ سنواتٍ من الآن، أنا الآنَ أكثرُ اطِّلاعًا، وعطاءً، واهتمامًا، ونزولاً لطريقةِ تفكيرِهم، حتى سبُلُ التواصلِ، والحوارُ بينَنا مختلفةٌ كُليًّا، وكثيرًا ما أطلبُ المساعدةَ عبرَ المواقعِ المتخصّصةِ للتعاملِ مع أحدِ المواقفِ مع أبنائي.

من جانبِها، تقولُ الدكتورة “ختام أبو عودة”، مستشارةٌ تربويةٌ:” إنّ جميعَ الآباءِ والأمهاتِ يَتوقونَ ليعيشوا لحظاتٍ جميلةً وقريبةً من القلبِ مع أولادِهم، فالتواصلُ مُهمٌّ جدًّا بالنسبةِ إلى الأهلِ والأولادِ على حدٍّ سواء؛ حينَ تكونُ العلاقةُ بينَهم قويةً؛ يكونُ العطاءُ والأخذُ بينَ الطرَفينِ متساويًّا، ويشعرُ كِلاهما بالسعادةِ والرضا. هذه اللحظاتُ هي التي تجعلُ الأمومةَ والأبوّةَ تستحقُّ كلَّ التضحياتِ التي نبذلُها.

وتضيفُ: التواصلُ بينَ الأبوينِ وأولادِهم؛ هو أيضًا يضمنُ التزامَ الأولادِ بالقوانينِ طوعًا، وبكاملِ رغبتِهم؛ لأنهم حينَ يشعرونَ بالقربِ من أهلِهم؛ سيَرغبونَ في التعاونِ، وسيَثِقونَ بأنّ والدِيهِم يريدونَ مصلحتَهم، وسيكونونَ إلى جانبِهم، لهذا السببِ، ولأنّ الأبوّةَ والأمومةَ هي أصعبُ عملٍ يمكِنُ أنْ نؤدِّيه، ولا يُمكِنُنا أنْ نأخذَ منه استراحةً، فالأجدرُ بنا الحفاظُ على علاقةٍ طيبةٍ مع أولادِنا، هذه العلاقةُ يمكنُ أنْ تتعزّزَ من خلالِ عاداتٍ يوميةٍ بسيطةٍ نعتمدُها.

وتُقدّمُ “أبو عودة” مجموعةً من النصائحِ لبناءِ علاقةٍ قويةٍ مع الأبناء ؛ أبدئي بالحِضنِ بعدَ استيقاظِهم في الصباحِ، وبالطبعِ أنهي اليومَ بحِضنٍ آخَرَ قبلَ النومِ؛ واحضنيهم أيضًا عندما تودِّعينَهم قبلَ الخروجِ، وعندما تجتمعونَ بعدَ الغيابِ، وبينَ هذه الأمورِ جميعِها، العَبي بشَعرِهم وربّتي على أكتافِهم… تَواصَلي معهم بالعينينِ، وابتسمي لهم، واجلسي مع الأولادِ الأكبرِ سنًّا منهم، واستمعي لهم، وتناوَلي مشروبًا ساخنًا معهم.

شاركيهِم الضحكَ، وأشرِكيهم في المَهامِّ المنزليةِ، للمحافظةِ على التواصلِ بينَ الأهلِ وأبنائهم، وتعزيزِ إفرازِ (الأندورفين، والأوكسيتوسين) لدَى الطرَفينِ، حتى يتحوّلُ الضحكِ إلى عادةٍ يوميةٍ، ما يساعدُ الأهلَ والأولادَ بالتخلّصِ من مشاعرِ القلقِ والاستياءِ التي يمكِنُ أنْ تؤديَ إلى التباعُدِ بينَهم.

وتضيفُ: سيتَذكّرُ أولادُكِ دائمًا، وحتى بعدَ أن يكبَروا؛ أنكِ كنتِ تُطفئينَ هاتفَكِ؛ وتبتعدينَ عن العالمِ حينَ كنتِ تجلسينَ للاستماعِ إليهم، ولا تتردَّدي أيضًا في خفضِ صوتِ الموسيقى في السيارةِ؛ عندما تتحدّثونَ على الطريقِ، ويُصارِحُكِ أولادُكِ بكُلِّ شيءٍ يُخفونَه.

وتنوّهُ “أبو عودة”: إنّ علاقةَ الأبناءِ والآباءِ يجبُ أنْ تكونَ قويّةً في المراحلِ الانتقاليةِ، إذْ يعاني الأولادُ من صعوبةٍ في الانتقالِ من مرحلةٍ إلى أخرى، حينَ تنظُرينَ إلى عينَي طفلِكِ، وتذكُرينَ اسمَه، وتتواصلينَ معه، ثُم تَدفعينَه إلى الضحكِ، ستُساعدينَه وبأبسطِ الطرُقِ على التحكُّمِ بنفسِه، وتنظيمِ مشاعرِه في المراحلِ الانتقاليةِ.


التوعيةُ الصحيةُ

خصِّصي ولو (15) دقيقةً يوميةً لكُلِّ ولدٍ؛ لتتحدَّثي معه وحدَه، ويمكِنُكِ أنْ تقومي بما يريدُه (ابنُك/ابنتُك) في هذه اللحظاتِ، وتعامَلي معهم بكلِّ حبٍّ واسمَحي لهم بأنْ يتولَّوا زمامَ المحادثةِ، ويمكِنُكِ أيضًا من وقتٍ إلى آخَرَ أنْ تحوِّلي هذه الفترةَ إلى نشاطٍ جَسديٍّ، كَمُمارسةِ الرياضةِ مثلاً، لعلّ هذا الأمرَ ليس مناسبًا وصحيحًا دائمًا، ولكنّ الأولادَ بحاجةٍ إلى التعبيرِ عن عواطفهِم، كما أنّ هذه المواقفَ تسمحُ بمساعدةِ الولدِ على تَجاوزِ مشاعرِه السلبيةِ، ما سيُقرّبُكِ منه، وعبّري عن تعاطُفِك، ولا تَسمحي للغضبِ بالسيطرةِ على ردودِ أفعالِك، ولا تَقمعي دموعَ طفلِكِ وحتى غضَبَه.

من جانبِها، تقولُ الدكتورة “رائدة أبو عبيد”، مختصّةُ علمِ النفسِ التربوي:” إنّ ازديادَ التوعيةِ الصحيةِ؛ وخصوصًا في المجالاتِ التربويةِ والنفسيةِ، أسهمتْ في تسليطِ الضوءِ على أهميةِ دورِ الأبِ في المشاركةِ بالتربيةِ الفعالةِ، “فالأبُ اليومَ عضوٌ فعالٌ في الأسرةِ، بعدَما كانت تقتصرُ مهمتُه سابقًا على تأمينِ المالِ لتوفيرِ الطعامِ على المائدة”. منوِّهةً أنّ الأدوارَ الاجتماعيةَ للأبِ تتزايدُ، يومًا بعدَ يومٍ؛ ما يدعوهُ إلى مشاركةِ ابنِه وابنتِه في نشاطاتِهم المدرسيةِ والشخصيةِ.

وتضيفُ: “أصبحَ لوسائلِ التواصلِ الاجتماعي أثرٌ في علاقةِ الآباءِ وأبنائهم، فالآباءُ باتوا يهتمونَ بالبحثِ عن المعلومةِ التربويةِ الصحيحةِ عبرَ هذه الوسائلِ، وصارتْ الكتبُ موجودةً على مسافةِ رسالةٍ في برنامجٍ اجتماعيٍّ مُعيّنٍ، في حين يهتمُ الأبناءُ بالـ”ترند” والمواضيعِ المُسلّيةِ، من دونِ إعطاءِ أهميةٍ كُبرى للتربيةِ”.

وتَعُدُّ “أبو عودة” أنّ هناكَ (3) فوائدَ لمشاركةِ الأبِ في تربيةِ الأولادِ؛ يُمكِنُ حصرُها؛ بِغَضِّ النظرِ عن أنّ هناك العديدَ من الفوائدِ التي لا يمكنُ حصرُها أو تسميَتُها، أوَّلُها، للوالدِ نفسِه؛ إذْ تقوّي علاقتَه بأولادِه، وتجعلُه أكثرَ فهمًا لحاجاتِهم، كما يمارسُ فيها أُبوَّتَه، ويَقلُّ شعورُه بالذنبِ ، وثانيها للأمِ التي خفَّ عليها الضغطُ، بأنها هي المسؤولةُ الأُولى والأخيرةُ عن التربيةِ، وباتت تشعرُ بالأمانِ والطمأنينةِ؛ لمساعدةِ زوجِها بالتربيةِ ، أمّا الفائدةُ الثالثةُ، فهي للأولادِ أنفُسِهم، بحيثُ تتكاملُ الأدوارُ، وتَظهرُ نتائجُ أكاديميةٌ وتربويةٌ أفضلَ؛ عندما يسهِمُ كِلا الوالدَينِ بحَملِ المسؤوليةِ.


فرصةُ الاستمتاعِ

وتُتابعُ: إنّ التكنولوجيا أتاحتْ للعائلةِ فرصةَ الاستمتاعِ بالوقتِ والتسليةِ؛ من خلالِ الأفلامِ أوِ الألعابِ الإلكترونيةِ، بحسبِ وقتِ الآباءِ والأبناءِ، كما وفّرتْ نوعًا من المرونةِ في التعاملِ مع وقتِ الآباءِ والأبناءِ؛ لمتابعةِ الواجباتِ على (الواتس أب)، أو التواصُلِ مع المدرّسِ والاستفادةِ من المادةِ المتاحةِ على الشبكةِ لحلِّ الواجباتِ.

وتشيرُ إلى أنّ فرصةَ العملِ عن بُعدٍ قوّتْ الروابطَ الأسريةَ، وأوجدتْ جوًّا جديدًا للقيامِ بالواجباتِ الأُسريةِ، ومتابعةِ الأبناءِ؛ ما ساعدَ الآباءَ والأبناءَ في البحثِ عن مواضيعَ ذاتِ علاقةٍ بمناهجِهم، وعملِ مشاريعَ بتوجيهٍ من الأبِ، الأمرُ الذي أسهمَ في تضييقِ الفجوةِ بينَ الآباءِ والأبناءِ .

وتُبيّنُ أنّ “الآباءَ اليومَ باتوا يكتسبونَ بعضَ المهاراتِ من الأبناءِ، أو العكسُ، كتعلّمِ اللغاتِ، والاطّلاعِ على ثقافاتٍ جديدةٍ، بِفضلِ التطبيقاتِ الإلكترونيةِ، وبالتالي أصبحتْ التكنولوجيا مادةً لالتقاءِ الآباءِ والأبناءِ، فضلاً عن بناءِ حوارٍ إيجابيٍّ، وعلاقةِ مشاركةٍ قويةٍ ومَرنةٍ بينَ الطرَفينِ،” لافتةً إلى أنّ بعضَ الآباءِ يُشركونَ أبناءَهم في مجموعاتٍ أدبيةٍ، تتيحُ لهم نشرَ مقالاتِهم، وتتيحُ فرصةً لِنقدِها من كُتابٍ آخَرينَ، فتقوَى شخصيةُ الطفلِ تحتَ إشرافِ الأبِ.

وتُظهرُ دراسةٌ أجراها فريقٌ من علماءِ الاجتماعِ في جامعتَي “بريغهام يونغ”، و”بول ستيت” الأميركيتَينِ؛ أنّ آباءَ اليومِ أكثرُ تفاعُلاً مع أطفالِهم من الأجيالِ السابقةِ.

ووفقَ الباحثينَ في الدراسةِ، فإنّ التحوُّلَ في رؤيةِ أولياءِ الأمورِ في الولاياتِ المتحدةِ لأدوارِهم كآباءٍ؛ هو على الأرجَحِ سببُ ظهورِ الأهلِ بشكلٍ روتينيٍّ في ألعابِ “البيسبول” الخاصةِ بأطفالِهم، أو حفلاتِ العزفِ على البيانو، أو لَعِبِ أدوارٍ أكثرَ نشاطًا في التطورِ الاجتماعيّ والعاطفيّ للطفلِ .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى