أمراضُ الشتاءِ عندَ الأطفالِ، وطرُقُ الوقايةِ منها

السعادة
الدكتور عماد اليوسفي: اختصاصي أمراضِ الأطفالِ والرُّضَعِ
يُعَدُّ الأطفالُ أكثرَ عرضةً للإصابةِ بالأمراضِ أثناءَ فصلِ الشتاءِ، حيثُ يمكِنُ أنْ يصابَ الشخصُ البالغُ بنزلاتِ البردِ من مرّتينِ إلى أربعِ مراتٍ سنويًّا، في حين يمكِنُ أنْ يصابَ الأطفالُ بثمانيةٍ إلى ( 12) نزلاتِ بردٍ خلالَ السنةِ.
وما يزيدُ من أهميةِ الحديثِ حولَ أمراضِ الأطفالِ في الشتاءِ؛ هو إمكانيةُ حدوثِ مضاعفاتٍ خطيرةٍ لدَى الأطفالِ؛ بعدَ الإصابةِ بأمراضِ الشتاءِ الشائعةِ، وذلكَ خاصةً لدَى الرُّضَعِ الصغارِ جدًّا، والأطفالِ الذين وُلِدوا مبكّرًا، أو الأطفالِ الذين يعانونَ من مشاكلَ في الرئةِ، أو من أمراضِ القلبِ الخَلقيةِ .
الجيّدُ في الأمرِ، هو أنه يمكِنُ علاجُ معظمِ الأمراضِ التي تصيبُ الأطفالَ في الشتاءِ في المنزلِ؛ وذلكَ باستخدامِ الأدويةِ التي لا تستلزمُ وصفةً طبيةً، والراحةَ.
يوجدُ عددٌ من الأمراضِ التي تصيبُ الأطفالَ في فصلِ الشتاءِ على وجهِ الخصوصِ، ومنها:
نزلاتُ البردِ والزكامُ
والتي تتمثلُ بحدوثِ التهابٍ في الجهازِ التنفُسي العلوي؛ بسببِ أحدِ الفيروساتِ المختلفةِ، وهي من أكثرِ أمراضِ الشتاءِ التي تصيبُ الأطفالَ شيوعًا، حيثُ أنّ معظمَ حالاتِ عدمِ الذهابِ إلى المدرسةِ عندَ الأطفالِ؛ تكونُ ناجِمةً عن الإصابةِ بنزلاتِ البردِ والزكامِ .
تستمرُّ نزلاتُ البردِ والزكامِ من (7 – 10) أيامٍ، وتسبّبُ عددًا من الأعراضِ المختلفةِ بما فيها:
احتقانُ الأنفِ.
سيلانُ الأنفِ.
السعالُ .
التهابُ الحَلقِ .
العطسُ.
الحُمّى الخفيفةُ.
التهابُ القصيباتِ الهوائيةِ
يؤدّي التهابُ القصيباتِ الهوائيةِ إلى تراكُمِ المُخاطِ فيها؛ ما يسبّبُ صعوباتٍ في التنفسِ لدَى الأطفالِ، وهو من الأمراضِ التي تصيبُ الأطفالَ في الشتاءِ بشكلٍ شائعٍ، وغالبًا ما يَحدثُ بسببِ العدوَى بالفيروسِ المخلوي التنفسي؛ وهي عدوَى تنفسيةٍ فيروسيةٍ شائعةٍ عندَ الرُّضعِ الذين تقِلُّ أعمارُهم عن سنتينِ؛ ولكنها يمكنُ أنْ تَحدُثَ نتيجةَ الإصابةِ بفيروساتٍ أخرى.
يسبِّبُ الفيروسُ المخلوي التنفسي عددًا من الأعراضِ:
أعراضٌ تُشبِهُ أعراضَ البردِ.
الأزيزُ أو خروجُ صوتٍ يُشبِهُ الصافرةَ عندَ التنفسِ.
زيادةُ معدلُ التنفسِ.
السُّعالُ المستمرُّ.
كما يمكِنُ أنْ يتسببَ هذا الفيروسُ بانقطاعِ النفسِ عندَ حديثي الولادةِ، خلالَ الشهرِ الأولِ من العمرِ.
تستمرُّ العدوَى بالفيروسِ المخلوي التنفسي لمدةِ (1 – 2) أسبوع، كما يمكنُ أنْ يُعَدَّ خطيرًا في بعضِ الأحيانِ. ويجبُ التنويهُ إلى أنّ إصابةَ الرضيعِ الذي وُلدَ مبكرًا، أوِ الذي وُلدَ بمشاكلَ في الرئةِ أو القلبِ بالتهابِ القصيباتِ، يُمكِنُ أنْ يتطلّبَ رعايةً إضافيةً مقارَنةً بالأطفالِ الآخَرين.
الإنفلونزا
الإنفلونزا هي عدوَى فيروسيةٌ شديدةٌ تصيبُ الرئتينِ والمجاري التنفسيةَ العلويةَ، والتي تسبِّبُها عدّةُ أنواعٍ من الفيروساتِ، وهي من الأمراضِ التي تصيبُ الأطفالَ في فصلِ الشتاءِ بشكلٍ شائعٍ جدًّا
تستمرُّ الإنلفونزا لمدةِ (3 إلى 7) أيامٍ، وتسبّبُ الأعراضَ التاليةَ:
ألَمُ العضلاتِ.
حُمَّى.
صُداعٌ.
إرهاقٌ.
سُعالٌ جافٌّ .
سَيلانُ الأنفِ.
التهابُ الحَلقِ.
التهابُ الرئةِ
إنّ التهابَ الرئةِ من الأمراضِ التي تصيبُ الأطفالَ في فصلِ الشتاءِ بعدَ الإصابةِ بنزلاتِ البردِ، أو الإنفلونزا، أو أيِّ مرضٍ آخَرَ. يُمكِنُ أنْ يَحدُثَ التهابُ الرئةِ نتيجةً للعدوَى البكتيريةِ أو الفيروسيةِ، ويسبّبُ الأعراضَ التالية:
ارتفاعُ درجةِ الحرارةِ .
السعالُ مع وجودِ بلغمٍ لونُه أصفرُ أو أخضرُ .
الأزيزُ.
سرعةُ التنفسِ.
صعوبةُ التنفسِ.
انتفاخُ البطنِ.
ألَمُ الصدرِ.
التهابُ الحَلقِ
إنّ التهابَ الحلقِ هو عدوى بكتيريةٌ مُعديةٌ، وهي من أمراضِ الشتاءِ التي تصيبُ الأطفالَ، وخاصةً لدَى الذين تتراوحُ أعمارُهم بينَ (5 – 15) عامًا، ويمكنُ أنْ تشملَ أعراضُ التهابِ الحلقِ ما يلي:
ألمُ الحلقِ.
صعوبةُ البلعِ.
الحُمَّى.
ألَمُ المَعدة.
صداعُ الرأسِ.
إنّ علاجَ الأمراضِ التي تصيبُ الأطفالَ في فصلِ الشتاءِ عادةً ما يكونُ سهلاً، ومعظمُ هذه الأمراضِ هي فيروسيةُ المَنشأِ؛ بالتالي فهي لا تحتاجُ إلى استخدامِ المضاداتِ الحيويةِ.
وفيما يلي عددٌ من النصائحِ للتعاملِ مع أمراضِ الشتاءِ التي تصيبُ الأطفالَ:
• إعطاءُ الطفلِ (الأسيتامينوفين (بالإنجليزية:( Acetaminophen) أو (الإيبوبروفين(بالإنجليزية: (Ibuprofen) للتقليلِ من الحمَّى، وذلك بناءً على الجرعةِ التي وصفَها طبيبُ الأطفالِ.
• تناولُ جرعاتٍ صغيرةٍ من محلولِ علاجِ الجفافِ الفموي، والذي يساعدُ في الحفاظِ على رطوبةِ جسمِ الطفلِ، ومنعِ الجفافِ الناجمِ عن القيءِ والإسهالِ.
• استخدامُ شفّاطِ الأنفِ والقطراتِ الأنفيةِ التي تحتوي على محلولٍ مِلحيٍّ، وذلكَ للتخفيفِ من انسدادِ الأنفِ.
• استخدامُ التبخيراتِ التي تساعدُ الطفلَ على النومِ بشكلٍ أفضلَ في الليلِ، وذلكَ من خلالِ تخفيفِ المخاطِ في رئتَيهِ وأنفِه.
• تناولُ ملعقةٍ صغيرةٍ من العسلِ للأطفالِ، الذين تجاوزتْ أعمارُهم الـ (12) شهرًا، وذلكَ للتخفيفِ من التهابِ الحلقِ.
• القيامُ بالغرغرةِ بالماءِ الدافئِ المالحِ؛ للتخفيفِ من ألَمِ الحلقِ والتهابِه لدَى الأطفالِ الكبارِ.
• الحرصُ على تناولِ الشورباتِ الدافئةِ.
• القيامُ بحمّامٍ دافئٍ للطفلِ.
• استخدامُ القليلِ من المُستحضراتِ التي تحتوي على “المينثول” للتخفيفِ من احتقانِ الصدرِ.
الوقايةُ من الأمراضِ التي تصيبُ الأطفالَ في فصلِ الشتاءِ:
نظرًا لوجودِ العديدِ من الأمراضِ التي تصيبُ الأطفالَ في الشتاءِ، فإنه يُنصحُ بعددٍ من التدابيرِ الوقائيةِ للتخفيفِ من حدوثِ هذه الأمراضِ عندَ الطفلِ، ومنها:
• تشجيعُ الطفلِ على غسلِ يدَيهِ باستمرارٍ بالماءِ والصابونِ.
• الحرصُ على أخذِ الطفلِ لِقسطٍ من الراحةِ خلالَ اليومِ.
• الحرصُ على تناولِ الطفلِ للغذاءِ الصحيّ، وشُربِه لكمياتٍ وفيرةٍ من المياهِ.
• إبعادُ الطفلِ عن الأشخاصِ الذين لدَيهِم أعراضٌ واضحةٌ تدُلُّ على إصابتِهم بالزكامِ أو الأنفلونزا.
• إعطاءُ الطفلِ اللقاحاتٍ والمَطاعيمَ، ومنها لقاحُ الإنفلونزا.
• الحرصُ على عدمِ اختلاطِ المولودِ الجديدِ، أو الرضيعِ الأصغرِ سنًّا، وتواجُدِه في الأماكنِ التي تحتوي على الكثيرِ من الأشخاصِ الآخَرينَ.
• إعطاءُ الطفلِ زجاجةَ ماءٍ خاصةٍ بهِ عندَ ذهابِه إلى المدرسةِ؛ وذلكَ لتَجنُّبِ استخدامِ نافورةِ مياهِ المدرسةِ التي يمكِنُ أنْ تتلوَّثَ بالفيروساتِ والبكتيريا.