Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

مواقعُ التفاخرِ الاجتماعي

من يراقبْ وسائلَ التواصلِ الاجتماعي، واستغراقَ الكثيرِ في ثقافةِ الصورةِ والاستهلاكِ؛ يدركْ المَهمّةَ الصعبةَ في تربيةِ الجيلِ الصغيرِ والأجيالِ القادمةِ، والتي رُبما سترَى في القيَمِ الاختزاليةِ كالقناعةِ والزهدِ والرضا ضربًا من الخيالِ. وعملتْ وسائلُ “التفاخر” الاجتماعي على ترسيخِ آفةِ التفاخرِ؛ ما يجعلُنا نتحسّرُ على قيمةِ الشعورِ بالرضا الآخِذةِ في التآكُلِ بين المتفاخرينَ.

نحن اليومَ محاطونَ بسيلٍ جرّارٍ من الصورِ..صورِ الأكلِ، صورِ الملابسِ، صورِ السفرِ، إلخ. هذه الصورُ تجعلُنا نعيشُ في عالمٍ موازٍ من القيمِ التي تجعلُ الحياةَ الواقعيةَ أصعبَ ممّا هي في الواقعِ، فالناسُ لا تنشرُ صورَ واقعِها المُزري؛ بل تركّزُ بإسرافٍ على الجانبِ الفاضلِ من تفاصيلِها؛ ما جعلَ مواقعَ “كإنستغرام، ويوتيوب” منصاتٍ تعجُّ بالغلوِّ السِلَعي. حتى في المسلسلاتِ والأفلامِ التي من المفترضِ أنْ تقدمَ مادة للجمهورِ؛ تعكسُ الواقعَ وتطرحُ حلولا لمشاكلِه؛ تجدُ الديكوراتِ الفاخرةَ، والتصاميمَ المنزليةَ فاحشةَ الثراءِ؛ وكأنّ كلَّ المجتمعِ يرفلُ في النعيمِ! ولو فكّرْنا في الأطفالِ مثلًا، كيف يمكنُ لأسرةٍ مَهما بلغَ وضعُها الاجتماعيّ أو الماديّ من الرفاهةِ والغِنى؛ أنْ تلبِّي حاجاتِ طفلِها الذي لا يكادُ يمتلكُ لعبةً؛ حتى يرى عشرًا أُخرياتٍ في تصفُّحِه البريء.

رُبما لا نملكُ سلطةً على الشركاتِ التي تعلنُ وتنشرُ؛ لكننا نملكُ أنفُسَنا.. فلنَرأفْ بحالِنا، وأنْ لا نَنْجرَّ إلى شياطينِنا؛ فنُسارعَ بتصويرِ كلِّ جميلٍ، ونشرِه على الصفحاتِ العامةِ. لِنبقِ شيئًا لخصوصيتِنا!

وحتى نلتقي،،،

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى