Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

لا تكُن روبوتاً يُحرّكه الآخرون لخدمتهم!

 

سمعنا وقرأنا كثيراً عن قصة الضفدع الذي يسبح في وعاء الماء، والتي تحولت فيما بعد إلى مبدأ في الحياة استندت إلى تجربة فيها عبرة وعظات ونصائح مهمة؛ قد لا يدركها المرء إلا بعد فوات الأوان.
دعونا نُكرر القصّة التي تقول: إن ضفدعاً وُضع في وعاء من الماء البارد، فأخذ الضفدع يسبح مستمتعاً ببرودة الماء المُنعِشة الرائعة، وفي الوقت ذاته كان هذا الوعاء منصوباً على نارٍ هادئة، وهو ما يجعل الماء يسخن تدريجياً.

مكث صاحبنا الضفدع مستمتعاً في السباحة بالماء الذي بدأت حرارته تفتر شيئاً فشيئاً .. الضفدع لم يتغير مزاجه تقريباً، لكنه كان يشعر بتغير درجة حرارة الماء إلى درجة يقبلها ذاك الضفدع نوعاً ما، وكان مُتمتّعاً في السباحة.

بدأت حرارة الماء ترتفع وتتصاعد حتى أصبح الماء حاراً، وفي الوقت ذاته لم يعُد المزاج مثالياً لصاحبنا الضفدع الذي بات يشعر بالتعب والإرهاق نتيجة ارتفاع درجة حرارة الماء بعدما حاول مراراً التّكيّف معه والسباحة فيه.

في نهاية المطاف وبعد فوات الأوان بدأ الضفدع يكره الماء، وفي نفس الوقت يشعر بالضعف والإعياء وهو ما دفعه إلى التَّحمُّل والسُّكون والسُّكوت، وكان في كل مرة يُفكّر فيها الضفدع بهذه الطريقة؛ تزداد حالة سوءاً، حتى أضحى السَّيد الضفدع في قدر يغلي، وانتهى به الحال أنه مات مطبوخاً دون أن يتمكّن من القفز من الماء في اللحظة المناسبة.

انتهت هذه القصة التي تُعلّمنا أن سلبية الإنسان في التعامل مع الأشياء لم تكن ولا مرّة صائبة، بل إنها كانت الكارثة التي سيدفع مقابلها صاحبها ثمناً كبيراً قد يصل به الحال إلى حياته ومستقبله بشكل كامل، لأجل ذلك ينبغي أن يكون الإنسان مؤثّراً إيجابياً نحو الأفضل، لأن التغيير السلبي في الاتجاه الخطأ؛ يكون دائماً لا قيمة له، بل يكون كالقفز في الهواء.

موضوع التَّعوُّد على الأنماط الخاطئة في الرُّكون والسلبية؛ تجعل من الإنسان تمساحاً في البلادة، والتي تعدّ هي الأخرى الطريق الأقصر نحو الانتحار الحتمي والهلاك والتدهور والنهاية المذمومة.

لا تكُن روبوتاً يُحرّكه الآخرون وقتما شاؤوا وكيفما شاؤوا وإلى الطريق التي تخدمهم، لا تكن آلة تخدم الآخرين دون وعي وإدراك، بل ينبغي أن تبقى صحوة الوعي عندك حاضرة بكل تفاصيلها، يجب أن تكون كينونتك ماثلة أمامك، وذهنك موجود، ورأيك محترم، وقناعاتك هي الميزان.

قصص كثيرة تحمل ذات المعنى يمكن أن نتلوها على مسامعكم يومياً، ولكنني أعتقد أن الرسالة من وراء هذا المقال قد وصلت، ففحواها: لا تكن ضفدعاً يسبح في الماء، دون أن تنتبه إلى حرارة الماء التي قد تودي بحياتك إلى مهاوي الردى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى