هل أنتِ جاهزةٌ لتكوني أُمًّا
الزواجُ رباطٌ وثيقٌ يجمعُ بينَ المرأةِ والرجلِ؛ و تتحقّقُ به السعادةُ، وتقَرُّ به العينُ، وهو فِطرةٌ إنسانيةٌ لبناءِ منظومةِ الأُسرةِ نواةِ المجتمعِ الأولى , وهو أولُ علاقةِ ارتباطٍ بينَ شريكَينِ , تكونُ تمهيدًا لارتباطاتٍ أسريّةٍ لاحقةٍ، فكُلما كانت العلاقةُ مستقرّةً وسويّةً قائمةً على التفاهمِ والانسجامِ؛ انعكسَ ذلكَ على وجودِ طفلٍ سَويٍّ ,فالطفلُ جزءٌ عاطفيٌّ من تركيبِ العلاقةِ بينَ الأمِّ والأبِ، ولقياسِ مدَى الجهوزية لإنجابِ طفلٍ؛ يُفضَّلُ الإجابةُ على بعضِ الأسئلةِ التي نَذكرُ منها: هل البيتُ مُهيَّأٌ لاستقبالِ طفلٍ جديدٍ ؟ هل العلاقةُ الزوجيةُ تسمحُ بتوفيرِ جوٍّ آمِنٍ وهادئٍ للطفلِ ؟ عندَ مغادرةِ بيتِ أسرتِك إلى بيتِ الزوجيةِ؛ ماذا ستأخذينَ وماذا ستترُكينَ ؟ هل إنجابُ الطفلِ مُجردُ مهمّةٍ لإصلاحِ العلاقةِ الزوجيةِ ؟ أم هو إجابةٌ لسؤالِ الفضوليّينَ عن الإنجابِ وتأخُرِه ؟ هل هو مُجردُ إثباتِ الخصوبةِ الإنجابيةِ كإثباتِ براءةٍ ؟ هل ينتظرُ من الطفلِ القادمِ أنْ يكونَ سندًا مستقبلِيًّا للوالدَينِ، أو للأخواتِ البناتِ، أو الأخوةِ المَرضى، أو ذَوي الإعاقاتِ؟ هل لدَى الوالدانِ الدرايةُ والمعرفةُ بالتربيةِ وأساليبِها ؟ أَمْ ستكونُ في ضَوءِ اقتباسِ أسلوبِ تربيةِ أهلِ الشريكَينِ؟ الأسئلةُ السابقةُ ستجعلُ الرؤيةَ حولَ مستوى الجهوزية ِلإنجابِ طفلٍ أكثرَ وضوحًا وأمانًا لكُلٍّ من الشريكَينِ والطفلِ المنتظَرِ , فقد أثبتتْ الدراساتُ أنّ الطفلَ والشريكَينِ غيرَ الجاهَزَينِ لإنجابِ طفلٍ تكونُ بمثابةِ مُهِمَّةٍ فقط , كذلكَ العلاقةُ الزوجيةُ غيرُ المؤَهلةِ للاستقرارِ والاطمئنانِ؛ تكونُ مليئةً بالصراعاتِ , وعادةً ما ينصَبُّ جُلُّ اهتمامِهم على الحاجاتِ الأساسيةِ للطفلِ؛ من مشربٍ، ومأكلٍ، وملبسٍ، وتعليمٍ؛ بينما هناكَ افتقادٌ عاطفيٌّ لدرجةِ الحرمانِ من المشاعرِ الأبويةِ نحوَ الطفلِ، و نمطٌ تربويٌّ غيرُ سليمٍ في إعدادِه ؛ لذلكَ لابدَّ قبلَ إنجابِ روحٍ إلى الدُّنيا؛ صغيرةٍ ليّنةٍ كعجينةٍ ستُشَكَّلُ وفقًا للقدراتِ التربويةِ للأبوينِ؛ وهنا نركّزُ على الرغبةِ الحقيقةِ للإنجابِ و الجهوزيةِ لِتَحمُّلِ المسؤوليةِ، ترتكزُ على إرادةٍ شخصيةٍ، وقرارٍ وقدرةٍ لتغييرِ أسلوبِ الحياةِ، وتقديمِ التضحياتِ، وبالتالي جهوزيةٍ عاليةٍ لإضافةٍ جديدةٍ للأسرةِ .