Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

لكي ترى

“سامِحْ لكي ترَى “؛ أنا مقتنعةٌ جدًّا بهذا؛ ولكني صاحبةُ ذاكرةٍ قويةٍ، ذاكرةٍ تحتفظُ ببعضِ الأحداثِ التي لا أدري لليومِ؛ لماذا تحتفظُ فيها ذاكرتي، أحيانًا أتذكّرُ أحداثًا مررتُ بها وأنا ابنةُ ستِّ سنواتٍ؛ بل وأتذكّرُ أحكامي عليها في ذلكَ الوقتِ، وأتذكّرُ تلكَ العِبرَ التي تعلَّمتُها من ذلكَ الحدَثِ، وأولئكَ الأشخاصَ السيئينَ جدًّا المُخلَّدينَ في الذاكرةِ، فنحن على الأغلبِ نتذكرُهم أكثرَ من أولئكَ الذين قدّموا لنا الجميلَ.

لا أدري إنْ كنتُ على حقٍّ !!  على العمومِ تلكَ المواقفُ والذكرياتُ السيئةُ التي أسامحُ أصحابَها؛ لكي أكونَ موضوعيةً نحوَهم قدْرَ الإمكانِ في مواقفَ أخرى؛ هي التي صنعتْ وِجهاتِ النظرِ الكثيرةَ التي نجمعُها؛ ونكوِّنُ منها هرمًا حَجرًا تِلوَ الحَجرِ؛ لنأخذَ فكرةً عامةً عن شخصٍ ما، لا نَظلمُ ولا نُظلَمُ.

أنا أقولُ لكَ سامِحْ لكي ترَى..؛ لأنَّ الحقدَ يُعمي البصيرةَ فعليًّا، فأحيانًا موقفٌ واحدٌ يجعلُنا نَحكمُ على شخصٍ من كلِّ النوافذِ، ونجعلُه شيطانًا يمشي على الأرضِ، ولا نرى فيه أيَّ ميزةٍ؛ مع أنّ لكُلٍّ مِنا ميزةً وعيبًا.

هنالكَ “خليطٌ” جميلٌ يُمكِنُكَ أنْ تُحضِّرَه؛ مُكوَّنٌ من التسامحِ وعدمِ نسيانِ الموقفِ في ذاتِ الوقتِ ؛ بحيثُ يكونُ كلُّ ذلكَ درسًا كما يقولُ “أميل” حبيبي :” أنا لا أستعيدُ الماضي لأفتحَ جرحًا؛ لكني أستعيدُه لكي لا تضيعَ التجربةُ هباءً” .

أنا أُحدِّثُك عن شيءٍ مفيدٍ جدًّا في تكوينِ شخصيتِك، ثقافتِك وأفكارِك؛ وهي صفةُ عدمِ نسيانِ المواقفِ التي تمرُّ بها ولا أشخاصِها، وشيءٌ آخَرُ مفيدٌ أكثرَ؛ هو التسامحُ مع هذا الشخصِ الذي ألحَقَ بكَ الضرَرَ، وتجاهُلُه؛ لكنْ مع عدمِ نسيانِ ما فعلَه؛ لأنّ فكرةً فوقَ فكرةٍ ستَبني لكَ الهرمَ الذي تَحدَّثْنا عنه.

ثُمَّ إنّ للحقدِ أضرارًا؛ أوَّلُها أنه يُعمي البصرَ، ستظلُّ أنتَ الحاقدُ تأكلُ في نفسِكَ من الداخلِ، تفكّرُ، وتفكّرُ ولا تنامُ؛ وتزدادُ غيظًا، وإذا وضعتَ في رأسِكَ فكرةَ الانتقامِ،؛ ستَطولُ الأيامُ والشهورُ على حقدِكَ هذا؛ ويسبِّبُ لكَ عجزًا في فترةٍ من الفتراتِ عن ممارسةِ حياتِك بالشكلِ الطبيعيّ المُنتِجِ لنفسِك وللآخَرينَ، فعدمُ القدرةِ على المغفرةِ شيءٌ مُضِرٌّ مُسَبِّبٌ للكثيرِ من الأمراضِ؛ يُعطِّلُ مسيرةَ حياتِك، وفقدانُ القدرةِ على التسامحِ مرضٌ حقيقٌ إذا جرَّبتَه ستتأكَّدُ .

وتذكَّرْ ” ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى