Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

     الفَضلُ والنِّدِّيةُ

     

المَودّةُ  والوُدُّ بلا مُقابلَ ، العطاءُ بلا انتظارٍ أو نظرةٍ للوراءِ؛ وغايةُ الطموحِ والأُمنيّاتِ أنْ تكونَ بخيرٍ ، وأنْ تتقدّمَ للأمامِ لتكونَ قِيمةً وعنوانًا، وأنْ تذوبَ الأنا في نحنُ، و نَفسي ومستقبلي في حياتِنا ومستقبلِنا وطريقِنا .

مَعانٍ جميلةٌ و راقيةٌ تَبني بيوتًا ، وتُقيمُ علاقاتٍ سَويَّةً لتُعزِّزَ رصيدًا من الحُبِّ يدومُ قرونًا ، وتشفعَ حينَ التقصيرِ والخطأِ .

فرصيدُ المَودّةِ مَعينٌ لا يَنضَبُ، ومخزونٌ لا يَنفَدُ ، فلا يُمكِنُ لشراكةِ عقودٍ أنْ تَضمَحِّلَ في أيامٍ أو تزولَ .

قدْ تَضرِبُها عواصفُ الأيامِ، وقسوةُ التفاصيلِ ، قدْ ، وقدْ ..لكنَّ المَوَدّةَ بالفضلِ، و بِلا نِدِّيةٍ أو انتظارٍ؛ لا يمكِنُ أنْ تقتلِعَها عواصفُ أو محطّاتٌ ، ولا يمكِنُ لِبُرودةِ الأجواءِ أنْ تنالَ من دفءِ القلوبِ .

لكنْ يَصونُ أهلُ الفضلِ شريكَهم في حضورِه وغيابِه ، فَهُم دِرعٌ واقٍ  يتصدَّى لضرباتِ الحاقدينَ، وهمساتِ المُتطفّلينَ، وهَمزاتِهم،  وحِفظُ الوُدِّ في وجودِ الشخصِ وفي غيابِه،  والصدُّ عنه كُلَّ ما يَجرحُه في وجودِه وفي غيابِه.

الفضلُ بينَ أهلِه تُعَمِّقُه الأيامُ، وتَزيدُه قسوةُ الحياةِ قوّةً ؛ مع أنّ البعضَ يعتقدُ أنها بمَتاعبِها وأهوالِها تَدُقُّ مِسمارًا في طِيبِها وجمالِها؛  لكنّ الواقعَ أنها فرصةٌ للتحدي والوقوفِ بقوةٍ تَمنعُ النزيفَ، وتُضَمِّدُ الجراحَ .

الفضلُ يا سادة؛ قِيمةٌ نبحثُ عنها بينَ السطورِ والكلماتِ المُبَعثَرةِ، والحروفِ التائهةِ ، الآهاتِ الجارحةِ ، نبحثُ عنه بجانبِ عيونٍ قَهرَها السهرُ، وغيَّبتْ ظُلمةُ الليلِ عيونَ النومِ ، ومع هدوئها قَتلتْ هدوءَ البالِ ، نبحثُ عن الفضلِ بينَ ألسِنةٍ سليطةٍ قاسيةٍ في مجتمعٍ غَلبتْ عليه النِّدِّيةُ والضربُ تحتَ الحزامِ ، لتُفقِدَ اللسانَ مِدادَه، والقلبَ حَنينَه، وتتباعدَ الأنفاسُ الدافئةُ .

يا سادةُ، الفضلُ أنا خلفَكَ قبلَ أنْ تَلتفِتَ ، أنا بَلسَمٌ قبل التنهيدةِ الأولى ، أنا أنتَ وإنْ لم تَشعرْ أو تَطلبْ أو تُنادِ ، أنا أنتَ دُونَ أنْ تهمسَ روحُك في قلبي .

أنا الفضلُ بِلا ندِّيَّةٍ أوِ انتظارٍ ، دُونَ عدٍّ أو حسابٍ ، أنا عطاءٌ لرَسمِ ابتسامةٍ  ومَسْحِ  دموعٍ .

أهلُ الفضلِ عطاؤهم لا يتوقفُ بلا كلَلٍ أو ملَلٍ ؛ بل بسعادةٍ غامرةٍ وابتسامةٍ مشرِقةٍ تَرسمُ على وجهِ الشريكِ؛ ليزدادَ إشراقًا ويقينًا بأنَّ المِحنةَ مِنحةٌ، وأنّ الضعفَ قوةٌ ، ومحطاتِ الوجعِ شاحِذُ هِمّةٍ، ووقَودٌ على دربِ الحياةِ، وطريقِ المودّةِ .

هكذا أحبَّتي تُبنَى البيوتُ، وتُقامُ العلاقاتُ،  وتدومُ الموَدّةُ والرحمةُ؛ لتغدوَ عنوانًا مشرقًا لسِنينَ ماضيةٍ وعقودٍ قادمةٍ .

فَاحرِصْ أنْ تكونَ من أصحابِ الفضلِ وأهلِه، واليدِ العُليا، والابتسامةِ الجميلةِ؛ لتُسافرَ بعيدًا في وِجدانِ شريكِكَ .

أدامَ اللهُ الفضلَ بينَنا؛ وجعلَه محطّةً دائمةً في تفاصيلِ حياتِنا وعلاقاتِنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى