أين أذهب بطفلي ؟

السعادة
أنا أم لطفل يبلغُ من العمرِ خمس سنواتٍ، لا يتكلّمُ بشكلٍ صحيحٍ، وأغلبُ الحروفِ يقلبُها؛ مثل التاءِ تتحوّلُ طاء، والذال إلى دال، والخاء إلى حاء، وغيرُها كثيرٌ، ودخلَ رياضَ الأطفالِ، ولم يستطعْ حفظَ أيِّ رقمٍ أو حرفٍ أو آيةٍ من القرآنِ الكريمِ ، أريدُ أنْ أعرفَ بشكلٍ مبكِّرٍ إذا كان طفلي يعاني من صعوباتِ التعلُّمِ، كيف وأين أذهبُ بهِ؟
عزيزتي صاحبة المشكلة
قد يكونُ سببُ المشكلةِ وهي عدمُ لفظِ الحروفِ بالشكلِ الصحيحِ؛ جسمياً أو نفسياً أو لطبيعةِ المعاملةِ؛ أو نتيجةً للتقليدِ أو وراثياً، لذلكَ يجبُ التأكّدُ أولاً من أنّ الطفلَ خالٍ من أيِّ مرضٍ عضويٍّ؛ قد يسبِّبُ الخللَ في مخارجِ الحروفِ، ونظراً لتشابُكِ وتداخُلِ الأعضاءِ المسئولةِ عن عمليةِ النطقِ، لذا يجبُ عرضُ الطفلِ على اختصاصيينَ في الأمراضِ العصبيةِ، والباطنةِ، وفي أمراضِ الأنفِ والأذُنِ والحنجرةِ، وهناك حالاتٌ كثيرةٌ تمَّ التحسُّنُ فيها؛ بعد عمليةِ إزالةِ اللوزتينِ نتيجةً لخلَلٍ في وظيفتِهِما، في العمومِ إذا كان الطفلُ خالياً من أيِّ مرضٍ عضويٍّ أو وراثيٍّ؛ فإنّ عدمَ قدرتِه على الحديثِ بصورةٍ صحيحةٍ؛ يكونُ راجعاً إلى عاملَي “القلقِ والخوفِ”، لذلك يجبُ على الأُسرةِ أنْ تعاملَ الطفلَ بشكلٍ جيدٍ، وأنْ تزيلَ أيَّ مظهرٍ من المظاهرِ التي تستوجبُ الغَيرةَ والخوفَ والقلقَ، والتركيزُ على الطفلِ وجعْلُه في بؤرةِ الاهتمامِ، وإعطاؤه الثقةَ بنفسهِ لمواجهةِ المواقفِ، سواءٌ داخلَ البيتِ أو خارجَه، وأنْ نبتعدَ عن الاستهزاءِ والسخريةِ حتى ولو بالمزاحِ، والمدرسةُ قد تكونُ عاملاً كبيراً في تثبيتِ المشكلةِ؛ نتيجةً لتعرُّضِ الطفلِ للسخريةِ والاستهزاءِ من قِبلِ أقرانِه أو حتى مدرِّسيهِ، هناك مراكزُ متخصِّصةٌ لعلاجِ مخارجِ الألفاظِ، والتدريبِ على النطقِ الصحيحِ، يمكنُ التوجُّهُ لها والاستعانةُ بها، وبصفةٍ عامةٍ فإنَّ عمليةَ العلاجِ تتطلبُ وقتاً طويلاً، لذلك تحتاجُ إلى الصبرِ وعدمِ اليأسِ.