مشاركة الأطفال في المناسبات الاجتماعية
يحكى أن (x) 36 عاماً شارك في مؤتمر علمي، وبينما هو يتصفح جدول أعمال المؤتمر إذ به يرى اسم أحد أبناء عائلته( z)، لا يعرفه، فأخذ يتفحص وجوه الحاضرين عله يجده، واستمر بذلك حتى وصلت سفينة البحث إلى مرفأ الاجابة، فعرف ( x) ( z)، فسأله أتعرفني؟ رد( z) لا؟
شعر( x) بخيبة أمل إذ لا يعقل أن يبلغ الشاب 25 عاماً من عمره دون أن يعرف أبناء عائلته، خاصة لو كانت العائلة غير كبيرة، فسأله مرة أُخرى ولماذا لا تشارك في المناسبات العائلية؟ رد قائلاً : والله مشغول بالدراسة، لم يقتنع المستمع(x) بما استمع، ووضع اللوم على والد(z)الذي يمتاز بأنه قليل المشاركة في المناسبات العائلية.
السؤال، ترى على من تقع مسئولية عدم مشاركة الأطفال في المناسبات العائلية المختلفة؟
أرى أن الأم تتحمل مسئولية كبيرة، وهذه أسبابي:
1_ قد تمنع أولادها من المشاركة في مناسبات عائلتهم، أو في أحسن الأحوال ” لا تشجعهم”، بسبب وجود مشاكل مع عائلة زوجها، وهنا أسأل ألا تشجع المرأة أولادها على المشاركة في مناسبات عائلتها؟ أنا متأكد أن الإجابة (نعم تشجعهم على المشاركة).
2_ عدم اهتمام الأب بهذا الأمر واقتصاره على حضوره فقط، لأنه يظن أن ذهابه لوحده يكفي.
وعن فائدة مشاركة الأطفال؟
مما هو معروف أن الانسان ابن بيئته، منها يستقي طقوسه وعاداته وأفكاره ويتعلم كيف يمارسها، ومشاركته في المناسبات الاجتماعية يعني أنه يتعرف على:
1_ أبناء عائلته، فالأطفال يتعارفون على بعضهم من خلال اللعب على هامش المناسبات الاجتماعية.
2_ الطقوس المجتمعية في كل مناسبة وآليات ممارستها.
3_ الأماكن والمناطق الجغرافية على اعتبار تعدد أماكن المناسبات، مع الوقت يسهل عليه أداء أي مهمة في أي مكان بالمدينة.
4_ طرق ادارة المواقف، وكسر حاجز الرهبة والخوف من الآخرين.
5_ أنواع وأسعار الهدايا المطلوبة في كل مناسبة، فهو سيكون مع والديه حين شراء الهدايا.
6_ أن يكون مظهره دائماً مهذباً من حيث الملابس والنظافة الشخصية.
7_ كيفية ممارسة هذا الدور في حال حدوث مكروه لوالده.
8_ سلوكيات ومهارات جديدة من خلال اللقاء بالحضور مثل فنون وأساليب الحديث والسلام والاستقبال والمغادرة.
9_ يتعلم الطفل كيف يصبح قائداَ لإخوانه.
10_ يتعلم الطفل فلسفة التعاون وتوزيع الأدوار، من خلال أن يخصص الأب لكل واحد منهم دور، أحدهم يُحضر السيارة، الآخر يدفع للسائق، الثالث يضع المحمولات في السيارة، الرابع ينزلها.
ومما أنصح به:
1_أن تخبر أولادك عن طبيعة المناسبة، وأهمية مشاركته فيها.
2_أن توعز لهم بأن يُعرّفوا أنفسهم لمن يلتقون به، لو كان اسم ابنك محمد، أخبره بأنه يقول لمن يلتقيه “أنا محمد”، ويُكمل التعريف.
3_أن تعرفهم على أبناء العائلة مع ذكر نبذة عن كل شخص بالحد الذي يستوعبه الابن ويتناسب مع عمره.
فيا عزيزتي ويا عزيزي:
خذوا أولادكم على المناسبات الاجتماعية، وإن كان عدد الأسرة كثير والوضع المادي “ناشف”، قسّموا الأسرة لمجموعتين، كل مجموعة لها مناسبة، وإن لم تشاركوهم في الصغر ستندمون حين تكبرون ويكبرون، فهذه الطريقة مهمة لمساعدة الأب أن يترك خليفة مميزة له في ملعب الحضور الاجتماعي العائلي حتى لا يغيب حضوره الروحي والمعنوي حين يوارى جسده التراب.
وفرصة سعيدة