إلى وَلدي الذي أصبحَ أبًا
في السابعِ من سبتمبر /أيلول؛ رزقَ اللهُ ابني “عبدَ الرحمنِ” ابنتَه البِكرَ؛ ليُصبحَ وزوجتُه والدَين جميلينِ لكائنٍ صغيرٍ أسميناها “كنزي” ، والتي بلغتْ بها فرحتُنا شغافَ قلوبِنا،“فعبد الرحمن” ولَدُنا البِكرُ، الراضي المَرْضي أصبحَ أبًا ، يا جمالَ رِضا اللهِ علينا ؛ إذْ رزقَه خَلَفًا سليمًا مُعافَىً من دونِ حولٍ ولا قوةٍ .
ولدي الأبَ الشابَّ :
فلْتُرفِقْ كلَّ نظرةٍ لهذا الوجهِ الملائكي الصغيرِ بالحمدِ والثناءِ، وكلَّ حِضنٍ لها بالتقرُّبِ إلى اللهِ بالدعاءِ أنْ يمنحَكَ القُدرةَ أنْ ترعَى هذا البُرعُمَ الصغيرَ؛ لتصبحَ شجرةً مثمرةً؛ يسقطُ خراجُها خيرًا لمَن حولَها.
ولدي الأبَ الجميلَ :
جاءتْ إلي الدنيا بَطلةُ حَدُّودَتِكَ الجديدةُ ، سيَصلُ إليكَ شعورٌ ذاتَ مرّةٍ أنها أجملُ حدُّودَةٍ سقطتْ على مَسمعيكَ ؛ لهذا أسمِعْها الكلامَ الجميلَ وهي في مَهدِها، اجعلْ صوتَكَ يصِلُ إلى شغافِ فؤادِها ، رحِّبْ فيها، وقُلْ لها ” أنَرْتِ قلبي وحياتي يا ملاكي الصغيرَ “.
قُلْ لها “أهلاً بِمَن ستشارِكُني اسمَها ، فاسمُكِ يا صغيرتي سيَنتَهي باسْمي؛ لتُعزَفَ سيمفونيةٌ موسيقيةٌ كُلما نادَوا على اسمِك “كنزي عبد الرحمن” ، كُنْ على يقينٍ أنها ستَخزِنُ جميلَ كلامِك لترُدَّه بعباراتٍ أجملَ حينَ تَكبَرُ؛ فهذا طبعُ كُلِّ أنثَى .
ولَدي الأبَ القويَّ :
الحياةُ كما فيها الجمالُ؛ فيها المُنَغِّصاتُ والتحدياتُ؛ ولكنَّ القويَّ فينا مَن شدَّ أزرَه برِفاقِ حياتِه وعائلتِه؛وهذا يحتاجُ منكَ أنْ تبنيَ أسرَتَكَ بناءً رشيدًا، فالسفينةُ القويةُ التي تتجاوزُ البحارَ والمحيطاتِ؛ تحتاجُ لقُبطانٍ قويٍّ، وهذا هو أنتَ..
ولَدي الأبَ المُحِبَّ :
اعلَم أنَّ الأبَ هو أولُ بطلٍ في حياةِ ابنتِه ، وكما قالوا “أولُ ما تُغرَمُ به الفتاةُ؛ هو والدُها “،أعطِها الحُبَّ والرعايةَ بكُلِّ أنواعِها؛ فمَن نمَتْ في إصِّيصِ حُبٍّ؛ لن يُغريَها أيُّ حُبٍّ دونَ حدودِ الأصولِ وشرْعِ اللهِ.
ولدي الأبَ الكبيرَ :
قالوا: حينما يغيبُ الأبُ عن البيتِ؛ يصبحُ البيتُ من دونِ بابٍ؛ فهُو الستْرُ والغطا ءُ لأولادِه طولَ العمرِ، والسترُ هو الستْرُ في كلِّ الاحتياجاتِ النفسيةِ والماديةِ.
فاعملْ واعملْ ثُم اعملْ، ولا تَركِنْ مِحراثَكَ، وأخرِجْ من أرضِكَ ماءً لتسقيَ أرضَهم ، فَسُنونُ عُمرِهم ستُبنَى من سنينَ عُمرِكَ ، أطالَه اللهُ؛ لتَرَى غَرسَكَ يانِعًا يافعًا وَلدي.
وَلدي الغالي :
أَخبِرْ “كنزي” أنّ لها عائلةً كبيرةً جدًّا، وجدّةً، وأعمامًا، وعمّاتٍ”؛ يُحبُّونَها حُبَّا أوشَكَ أنْ يفوقَ حُبَّكَ أنتَ، سَتَرِثُ عنهم السيرةَ التي تُعطّرُ المجالسَ؛ حينَما يُذكَرونَ ، فهي امتدادُنا اللطيفُ، وحفيدتُنا الأولى والمُدَلَّلةُ وستَبقَى.