Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير

خليلي يهوَى تربيةَ الطيورِ منذُ الطفولةِ؛ وتكلّفُه مئاتِ الدولاراتِ

في حديقتِه (40) نوعًا من الببغاءِ

(الإفريقي، والمكاو، والأمازون، والصن، والدرة والهندي، والكوكاتو) وغيرُها.. هذه أسماءٌ لبعضِ أنواعِ الببغاءِ التي يقتنيها مواطنٌ من منطقةِ “اذنا” بالخليلِ، جنوبَ الضفةِ الغربيةِ، زيارتُك الأولى للمكانِ؛ تدفعُك للدهشةِ والتأمُّلِ في مَلكوتِ اللهِ، وعيناكَ تغامرُ في ألوانِ الطيورِ الجميلةِ التي دمجتْ بشكلٍ فائقِ الخيالِ، ضِمنَ وحدةٍ لونيةٍ عظيمةٍ في طائرٍ؛ جُلُّ ما يقالُ عنه إنه طائرٌ ظريفٌ.

تناديهِ باسمِه

في منزلِ الفلسطيني “نشأت الطميزي”، في مدينةِ الخليل،ِ جنوبَ الضفةِ الغربيةِ؛ تدركُ أنّ هناكَ علاقةً فريدةً نشأتْ بينَ “الطميزي” البالغِ من العمرِ (33 عامًا) ومجموعةٍ من طائرِ الببغاءِ؛ دفعتْ الأولَ لتكريسِ سنواتٍ طويلةٍ من حياتِه لاقتناءِ أصنافٍ مختلفةٍ منه، والاعتناءِ بها، بل وكسبِ المالِ في عملياتِ بيعٍ وشراءٍ، إذ يمضي يوميًّا نحوَ ساعتينِ بينَ طيورِه صباحًا، ومِثلَها في المساءِ، فإذا ما تأخّرَ عليها؛ تبدأُ الببغاواتُ بالنداءِ عليه باسمِه الشخصي!

ويقولُ الطميزي لــ”السعادة”: إنّ تربيةَ طائرِ الببغاءِ بدأتْ لديهِ منذُ (15) عامًا؛ لِحبِّه الشديدِ له؛ كونَها محبّبةً ومدلّلةً للإنسانِ ، وهي بحاجةٍ إلى رأسِ مالٍ كبيرٍ نظرًا لأنّ احتياجاتِ هذا الصنفِ من الطيورِ عاليةٌ ومكلفةٌ، وعمليةُ الحصولِ عليه أيضًا مكلفةٌ للغايةِ؛ لكني بدأتُ بشراءِ عددٍ محدودٍ، ثُم قمتُ بعمليةِ الإنتاجِ وبيعِه لشراءِ أصنافٍ ثانيةٍ؛ حتى وصلتُ إلى مراحلَ مُرضيةٍ”.

ويضيفُ: إنّ الاعتناءَ بالطيورِ أمرٌ في غايةِ التعقيدِ؛ كونَها حساسةً لكُلِّ شيءٍ من عواملِ الطقسِ، أنواعِ الطعامِ، التغيراتِ الجويةِ، الفيروساتِ، والكثيرِ من التفاصيلِ المحيطةِ، كما أنّ الطيورَ بصفةٍ عامةٍ متقلّبةُ المزاجِ؛ وبالتالي الحصولُ على طيرِ هادئ ومتعاونٍ مهمّةٌ في غايةِ الصعوبةِ، مؤكّدًا أنّ الطيورَ “تنزعجُ جدًّا من الأشخاصِ الذين لا تعرفُهم، إذا لاحظتْهم بدأتْ بالصياحِ”.

ويتابعُ: في ساعاتِ الصباحِ الباكرِ، وقبلَ أنْ أطعمَ أولادي؛ أقومُ بإعدادِ الطعامِ لهذا العددِ الهائلِ من الطيورِ، مع اتخاذي إجراءاتِ الصحةِ العامةِ في ظِلّ انتشارِ مرضِ فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19) في الأراضي الفلسطينية، مع الأخذِ بعينِ الاعتبارِ التنويعَ في أصنافِ الطعامِ؛ حتى تتماشَى مع كافّةِ الأصنافِ الموجودةِ، منوّها أنّ طائرَ الببغاءِ يأكلُ الخضرواتِ، والفواكهَ، والدجاجَ، والبيضَ المسلوقَ، والمكسراتِ، وأنواعَ الحبوبِ الأخرى، وتحتاجُ أنواعُه المختلفةُ إلى أراجيحَ تعلّقُ في الأقفاصِ؛ ما يزيدُ أعباءَ الشخصِ المُربّي.

هاويًا محبًّا

ويوضّح الطميزي، وهو متزوجٌ، يعولُ طفلةً، ميسورُ الحالِ، أنه يوازي ما بين تربيةِ الطيورِ، واحتياجاتِها اليوميةِ وعائلتِه الصغيرةِ، لافتًا إلى أنّ الطيورَ بحاجةٍ إلى مصاريفَ كبيرةٍ شهريًّا لشراءِ مكسراتٍ وفواكهَ بمئاتِ الدولاراتِ، ورغمَ ذلك فإنه يشعرُ بسعادةٍ كبيرةٍ في صباحِ كلّ يومٍ؛ إنه سعيدٌ بما  يرى فيه طيورَه المحبّبةَ بألوانِها الزاهيةِ الجميلةِ، منوّهًا أنّ لكُلِّ إنسانٍ هوايةً، وأنا هاوٍ مُحبٌّ للببغاواتِ، وعلى استعدادِ لصرفِ ما أملكُ في سبيلِ تطويرِ هوايتي، وزيادةِ عددِ الأصنافِ التي أمتلكُها.

ويرفضُ “الطميزي” المشاركةَ في المعارضِ والمهرجاناتِ، أو إعارةَ طيورِه، قائلاً: “الببغاءُ حسّاسٌ، لا يمكِنُه تقبُّلُ بيئةٍ لا يعرفَها، ولا يرتاحُ فيها”، ويزيدُ: “أنت تتعاملُ مع طائرٍ ذكي، ذكاؤه يعادلُ ذكاءَ طفلٍ بعُمرِ خمسِ سنواتٍ، وأنا  حريصٌ جدًّا على أنْ تبقَى هذه الببغاواتُ في جوٍّ مريحٍ وبهيجٍ يُشبِهُ بهجةَ ألوانِها.

ويشيرُ “الطميزي” _بينما تشدو الببغاواتُ من حولِه أصواتًا وصفيرًا_ إلى أنّ أصنافَ الببغاءِ التي يقتنيها قرابةُ (40) صنفًا؛ أبرزُها “الرمادي، وكوكاتو، الدرة”، لافتًا إلى أنّ عددَها يتراوحُ ما بين (80 إلى 100 )زوجٍ، وحصلَ على أغلبِ أنواعِها الفريدةِ ونادرةِ الوجودِ في الضفةِ الغربيةِ؛ عبرَ عملياتِ شراءٍ من تجارٍ إسرائيليينَ بأسعارٍ عاليةٍ، في خطوةٍ محفوفةٍ بالمخاطرِ، إذْ في حالِ تمَّ اكتشافُه يجري مصادرتُها.

بيّن “الطميزي” أنّ هناك مشاكلَ كثيرةً واجهتْهُ خلالَ رحلتِه الطويلةِ في اقتناءِ الببغاواتِ؛ أهمُّها المضايقاتُ التي فرضَها الاحتلالُ على تربيةِ مثلِ هذه الأنواعِ من الطيورِ، وعدمِ توفّرِ الدكاترةِ البيطريةِ التي يمكنُ أنْ توفّرَ المساعدةَ في أيّ حالةٍ مرضيةٍ لطيرٍ ما؛ بدَلاً من خسارتِه بالكاملِ.

15 ألفَ دولار

يوضحُ: إنه ليس هناكَ أيُّ مساعداتٍ قدّمتْ له من أيّ قطاعٍ زراعي او حكومي، وإنه تلقّى الدعمَ الماديَّ والمعنويَّ في هذا المشروعِ فقط من عائلتِه التي كانت حاضنةً لهوايتِه،ومن والدِه، منوّها أنّ هناكَ غيابًا تامًّا من الجهاتِ المختصةِ في الاهتمامِ بأصحابِ المواهبِ المتعلقةِ بتربيةِ الحيواناتِ، أو الطيورِ، أو حتى المنتجاتِ الزراعيةِ النادرةِ.

ويواصلُ: يواجهُ مُربو الطيورِ معوّقاتٍ في استيرادِ الطيور، أو احتياجاتِها المختلفةِ، إذْ تمنعُ السلطاتُ الإسرائيليةُ الفلسطينيينَ من أيِّ عمليةِ استيرادٍ “نباتي أو حيواني” بما فيها الطيورُ.

وتتراوحُ أسعارُ الطيورِ، بحسبِ الطميزي، ما بين ألفِ دولارٍ؛ وحتى (15) ألفَ دولارٍ، لافتًا إلى وجودِ إقبالٍ كبيرٍ عليه من الزبائنِ للشراءِ بشكلٍ يوميٍّ؛ عبرَ الاتصالِ الهاتفي، أو صفحتِه الشخصيةِ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، موضّحًا أنه يملكُ أنواعًا من طائرِ الببغاءِ منذُ (12) عامًا، إلّا أنه لا يفرّطُ فيها مَهما كانت المغرياتُ الماديةُ، وإنما يبيعُ الإنتاجَ الذي يخرجُ منها؛ من أجلِ توسيعِ مزرعتِه، وشراءِ أصنافٍ جديدةٍ، وليس للربحِ الشخصي.

ويطمحُ الفلسطيني إلى بناءِ حديقةٍ كبيرةٍ لتربيةِ الببغاواتِ، وإنتاجِها وتسويقِها في الضفةِ الغربيةِ؛ بدَلاً من استيرادِها من الجانبِ الإسرائيلي، وأنْ تصبحَ لديهِ مزرعةٌ حقيقةٌ قادرةٌ على الإنتاجِ بكمياتٍ كبيرةٍ تلبّي حاجةَ هواةِ الطيورِ في الضفةِ الغربيةِ،  وأنْ يلقَى دعمًا وترحيبًا من أفرادِ عائلتِه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى