Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اجتماعيةتحقيقات

الزوجُ صعبُ المراسِ هل تَصهرُه المرأةُ اللِّينةُ؟

 

تحقيق : السعادة

تبدأُ الحياةُ الزوجيةُ بالكثيرِ من التفاؤلِ والأملِ، ومع مضيِّ الأيامِ وتفاعُلِ المواقفِ بينَ الزوجينِ؛ يبدأُ كلُّ منهما في اكتشافِ صفاتِ الآخَرِ، التي قد لا تُعجِبُه أو تُفاجِئُه؛ فإمّا أنْ يتشنّجَ؛ وتبدأَ التوتراتُ والمشاكلُ؛ أو أنْ يكونَ أكثرَ حِكمةً، فيفكّرُ كيف سيُغيِّرُ هذا الحبيبَ؛ ويجذِبُه إلى الخيرِ وسُموٍّ الصفاتِ؛ ليُحافظا على استقرارِ وسكينةِ عُشِّ الزوجيةِ، فهل تستطيعُ الزوجةُ تغييرَ صفاتِ زوجِها السلبيةِ؟ وهل يَقبلُ الزوجُ هذا التغييرَ؟ وهل يكونُ التغييرُ في الجانبِ الإيجابيِّ أَمِ السلبي؟ وما العواملُ التي تساهمُ في هذا التغييرِ؟ جميعُ تلكَ التساؤلاتِ وغيرِها؛ تناقشُها “السعادة” في هذا التحقيقِ.

هِبة الصعيدي، ممرضةٌ، تؤكّدُ أنّ لشخصيةِ الزوجِ مفتاحًا، وعلى الزوجةِ العثورُ عليه، وقد تصِلُ إليه بسهولةِ بذكائها، وقد تقضي عُمرَها دونَ أنْ تَعثُرَ عليه، وهي تنظرُ إلى طباعِ الزوجِ على أنها صندوقٌ مُقفلٌ، على المرأةِ أنْ تُحسنَ استخدامَ الوسائلِ المُعينةِ على فتحِه.

وتصِفُ “هِبة” محبَّةَ المرأةِ لزوجِها؛ بأنها الدافعُ الذي يجعلُها حريصةً على الوصولِ إلى نتائجَ؛ تخدمُ مصلحةَ العلاقةِ الزوجية: “فحينَ تصطدِمُ المرأةُ بصفاتٍ لا تُناسِبُ طبيعتَها؛ تحاولُ أنْ تُقلِّلَ من حِدّةِ تأثيرِ هذه الصفاتِ”.

طريقة فاشلة

تَعُدُّ فداء (40) عامًا؛ أنَّ الصلابةَ في مواجهةِ طباعِ الزوجِ السلبيةِ طريقةٌ فاشلةٌ؛ تُقدِمُ عليها بعضُ النساءِ؛ فعَلى النساءِ أنْ تلجأَ إلى التحايلِ الذكيِّ بوسائلَ غيرِ مباشِرةٍ.

فتقولُ : “كان زوجي قليلَ الالتزامِ؛ يصلي ويقطعُ؛ ولم يكن مُلتزمًا في المسجدِ، وعجزتُ في البدايةِ في محاولةِ إقناعِه؛ لكنني أقنعتُه من خلالِ الحيلةِ في الكلامِ؛ وأشعرتُه أنني لم أعُدْ أُصلّي كما كنتُ سابقًا، وأصبحتُ أمضي جزءًا كبيرًا من وقتي في مشاهدةِ التلفازِ، ولم أعُدْ أقرأُ وِردي اليومي من القرآنِ، وأشعرتُه كم أنا قلقلةٌ من نفسي على الأولادِ؛ لأنني لا أريدُهم أنْ يقتدوا بي؛ وأنا على هذا الحالِ، وطلبتُ منه مساعدتي للعودةِ كما كنتُ، ولم يخذلْني في ذلكَ، وأقنعتُه أنني أتجاوبُ معه تدريجًا، فأصبح يصلّي في المسجدِ؛ ونقرأُ وِردَ القرآنِ معًا، وانعكسَ سلوكُه على سائرِ حياتِنا اليوميةِ”.

بينما تشكو “تهاني” زوجَها؛ فهو باردُ الأعصابِ؛ حاولتْ تغييرَه كثيرًا، فتقولُ: “زوجي باردُ الأعصابِ لدرجةٍ مُستفِّزةٍ؛ تَجعلُني أتَّقِدُ نارًا،فهو دائمُ البرودِ؛ لا يتفاعلُ مع أيِ موقفٍ بردةٍ فعلٍ تُناسِبُه؛ إنما يتصرّفُ ببرودٍ قاتلٍ؛ لا أستطيعُ تَحمُّلَه؛ الأمرُ الذي يَجعلُني دائمةَ التوتُرِ، ولم أستطعْ تغييرَه بأيِّ شكلٍ من الأشكالِ، وكلُّ ما أستطيعُ فِعلَه هو تَرْكُ المكانِ الذي يتواجدُ فيه”.

ليس فقط برودُ الأعصابِ الذي يهدّدُ استقرارَ الأسرةِ، فالبخلُ المادي للزوجِ  سِمةٌ وصفَتْها ( أ، ح) بالقاتلةِ والمُدمِّرةِ؛ لأنها كما تقولُ: “تنعكسُ على الزوجِ والزوجةِ والأبناءِ، وتهدِّدُ استقرارَ حياتِهما؛ بل وتنقلبُ إلى جحيمٍ أحيانًا، وتقولُ: “لم أصِلْ إلى نتيجةٍ أو حلولٍ لتغييرِ تلكَ الصفةِ في زوجي؛ ولا أعرفُ كيف أتعاملُ معه؛ وفقدتُ الأملَ في مُجردِ الحُلمِ بتغييرِه”.    

في حين لم تُفلحْ محاولاتُ اعتدال (33) عامًا، في تغييرِ طباعِ زوجِها، والتي نشأَ عليها؛ وأصبحتْ جزءًا لا يتجزّأُ من شخصيتِه، فالعِنادُ، والصلابةُ، والاعتدادُ بالرأيِّ سِماتٌ لا تُفارِقُه، والنقاشُ في أيِّ موضوعٍ يحتاجُ قرارًا؛ من أهمِّ مسبِّباتِ التوتُرِ والمشاحناتِ التي تَحدثُ في البيتِ، فتَتجنَّبُ الخوضَ في النقاشِ في أيِّ موضوعٍ، لكنّ روحَه المَرِحةَ أحيانًا، وتَلبِيَتَه لمتطلباتِ البيتِ؛ تطغَى على سلبياتِه التي لم تجِدْ لها حلًّا، فعلى حدِّ تعبيرِها: “حياتُنا مليئةٌ بالكثيرِ من المواقفِ والأحداثِ والضغوطاتِ؛ التي تحتاجُ إلى التنازلاتِ لتسيرِ عجلةُ الحياةِ”.    

أمّا الحبُّ _كما تُعَقّبُ اعتدال_:”فهو الطاقةُ التي تمتلكُها لتَصبِرَ عليه، فمِن دونِ الحبِّ لا يمكنُ للزوجةِ التعايشُ مع رجلٍ صعبِ الطباعِ، فهي ترى أنّ مشاعرَها نحوَه تُسهِّلُ عليها تَحمُّلَه، وتُخفّفُ من حدّةِ الرفضِ الذي توَلِّدُه طباعُه السلبيةُ؛ ما يجعلُها _على الأقلِّ_ تَقبلُ بالأمرِ الواقعِ  دونَ احتجاجٍ يوميٍّ يُنَغّصُ عليها حياتَها”.

المرأة قادرة

ولم تكُنْ “أحلام” كمثيلاتِها، حيثُ لم تجِدْ صعوبةً كبيرةً في تغييرِ طباعِ زوجِها السلبيةِ، تقولُ للسعادة:”الشيءُ الذي ساعدَني على تغييرِ صفاتِ زوجي؛ هو استعدادُه لهذا التغييرِ، ومشاعرُ الحبِّ التي يَحمِلُها في استقبالِه لأيِ تغييرٍ، فلم أتعَبْ كثيرًا معه؛ بل على العكسِ، كان متفاعلاً معي؛ كما كنتُ متفاعلةً معه في تغييرِ سلوكياتي السلبيةِ؛ التي بيَّنها هو لي؛ فقد كنتُ عصبيةً جدًّا لدرجةٍ لا تُطاقُ، وكثيرةَ المُشاجرةِ، لكنّ زوجي ساعدَني في التحوّلِ الإيجابي،  فأصبحتُ أكثرَ هدوءًا، كما تَغيّرَ هو عما كان سابقًا؛ فقد كان كثيرَ الخروجِ، دائمَ السهرِ، محدودَ المسئوليةِ، لكنه تغيّرَ بعدَ جلساتِ حوارٍ هادئةٍ ومتكرِّرةٍ، ساعدَ على إنجاحِها هدوؤه وتَقبُّلُه، فأصبحتْ جلساتُنا عائليةً حميمةً، وانتهتْ غيمةُ المشاحناتِ التي كانت تُلَبِّدُ بيتَنا”.

نداء أحمد  تقولُ: “تخطئُ الزوجةُ التي تعتقدُ أنها تستطيعُ -بأسلوبِ الضغطِ والإلحاحِ- إعادةَ تشكيلِ الزوجِ، وتغييرِ عاداتِه التي تراها سلبيةً في وقتٍ قصيرٍ، فبالصبرِ والاحتمالِ ومقدارٍ من الحُبِّ، وكذلكَ بالحوارِ الهادئِ؛ ستحصلُ الزوجةُ على ما تريدُ”.

 أما فدوى أبو زنّادة، مُدَرّسةٌ، فتقولُ: “أشُكُّ في قدرةِ المرأةِ على تغييرِ طباعِ زوجِها، وأتساءلُ: كيف سيصبحُ البخيلُ كريمًا! والرجلُ الجافُّ ذو المشاعرِ الباردةِ؛ هل ستتحرّكُ مشاعرُه! والرجلُ القاسي، كيف سيصبحُ حنونًا! كيف ستتغيرُ طباعُ الزوجِ التي نشأَ عليها! وكيف يُمكِنُ للزوجةِ أنْ تُهَذِّبَ وتُعدّلَ وتصَحِّحَ صفاتٍ أدخلَها معه بيتَ الزوجيةِ، في عمر يصعب فيه التغيير والتعديل؟”.

أم أيمن  (42عامًا)، اعتادت على مزاجِ زوجِها السيئِ منذُ بدايةِ زواجِها، فهو عَبوسُ الوَجهِ، حياتُه تأخذُ الطابعَ الجدّي؛ الذي انعكسَ على سائرِ حياتِهم، ولم تستطِعْ التعاملَ بطريقةٍ تُعدّلُ سلوكَه؛ إنما اتّخذتْ من الصمتِ و تنفيذِ القراراتِ سبيلاً للهروبِ من  المواجهةِ، التي لها ما بعدَها -حسبَ ما تقولُ- من تَوتُراتٍ تؤثّرُ على استقرارِ حياتِهما الأُسريةِ، وعلى أبنائها، فترى أنَّ الصمتَ هو الأَجدَى.    

الصبر والحكمة

التقتْ “السعادة” د. محمود عبد العزيز؛ الأخصائي النفسي يقولُ: “يجبُ معرفةُ أنْ طباعَ الإنسانِ هي جزءٌ من شخصيتِه وتركيبتِه التي نشأَ وترَبَّى عليها؛ وهي عبارةٌ عن مجموعِ الصفاتِ الوراثيةِ والصفاتِ المكتَسَبةِ التي يكتسبُها الإنسانُ على مدى نشأتِه؛ حيثُ تنقسمُ الشخصيةُ إلى شِقَّينِ: شِقٌّ وراثيٌّ، وشِقٌّ بيئيّ اجتماعي، فالشخصيةُ تتكونُ نتيجةَ التعوُّدِ والمحاولةِ والخطأ،ِ ووجودِ النموذجِ الذي يقتدي به؛ وبالتالي يكونُ هناكَ أمورٌ يُمكِنُ تغييرُها؛ وهي العاداتُ غيرُ الأصيلةِ، وأخرى لا يُمكِنُ تغييرُها؛ وهي العاداتُ الأصيلةُ التي هي جزءٌ من الشخصيةِ”.

يضيفُ :”إنَّ مهمّةَ الزوجةِ تتمثلُ في التحَلِّي بالصبرِ والحكمةِ؛ فهُما السبيلُ إلى تغييرِ الزوجِ الذي لا يَقبلُ عمليةَ التغييرِ بسهولةٍ؛ إلّا إذا جاءت بالتقسيطِ والحُبِّ والتأنِّي في انتظارِ النتائجِ.

يتابعُ : “لذكاءِ الزوجةِ دورٌ كبيرٌ ورئيسٌ؛ فالعلاقةُ الزوجيةُ تَفاعُلٌ حُرٌّ طويلُ الأمَدِ؛ قائمٌ على التأثيرِ والتأثُرِ، وإذا كانت الزوجةُ مستاءَةً من عاداتِ زوجِها، فليس أمامَها إلّا إتّباعُ مهاراتِها وذكائها وحِكمتِها لتغييرِ طباعِه، وستَجدُ نتيجةً مُرضيةً؛ ولكنْ بالأسلوبِ المتحضّرِ، والحوارِ الهادئِ البسيطِ، والحُبِّ”.

ويضيفُ: “كما على الزوجةِ البحثُ عن نقاطِ الاتفاقِ بينَها وبينَه، وتَجاهُلُ نقاطِ الاختلافِ، ثُم تحاولُ تغييرَ ما تستطيعُ من عاداتِها السلبيةِ، التي يرفضُها الزوجُ؛ حتى يَشعُرَ بالأمانِ والحبِّ، ولعلَّ ذلك يشكّلُ حافزًا له؛ لكي يغيّرَ من عاداتِه السيئةِ في نظرِها”.

ويرى “دويكات” أنه بالمحبةِ الصادقةِ التي تَخرجُ من القلبِ؛ تَصِلُ مباشرةً إلى قلبِ الزوجِ، وبِسَعةِ الصدرِ التي تتَجمّلُ بالصبرِ والاحتمالِ، في إطارِ الحوارِ الهادئ الذي يراعي ما نشأَ عليه الرجلُ من مفاهيمَ موروثةٍ، وعاداتٍ سلوكيةٍ؛ ستَحصلُ الزوجةُ على ما تريدُ.

ويؤكّدُ أنّ الحُبَّ هو الوَقودُ الذي على الزوجةِ استخدامُه لتسيرَ سفينةُ الحياةِ الزوجيةِ بدونِ الكثيرِ من المُعضِلاتِ، “فمَحبّةُ الزوجةِ لزوجِها؛ تساعِدُها على الاستمرارِ في المحاولةِ- وإنْ فشلتْ في عدّةِ مراتٍ- ويقينُها بقدرتِها على التغييرِ؛ يعزّزُ لدَيها الدافعَ الذي يجعلُها دائمةَ المحاولةِ، والضعفُ هو أبعَدُ ما يجبُ أنْ تصِلَ إليه الزوجةُ، أو تفكّرَ به، فالتفكيرُ المتواصلُ بالطرُقِ والوسائلِ التي تعينُها على التغييرِ؛ هي ما يجبُ التركيزُ عليه؛ بعيدًا عن الوَهنِ الذي قد يصيبُها”.

ويقولُ د.: “على الزوجةِ أنْ تفهمَ أنّ الزوجَ يتغيّرُ بسهولةٍ؛ لو شعرَ بحاجةِ الزوجةِ إلى ذلك، ولا يأتي ذلكَ بالصراخِ والعنادِ وافتعالِ المشكلاتِ؛ بل بالُّلطفِ واللِّينِ والنعومةِ والرّقةِ، فأسلوبُ الزوجةِ، وطريقةُ حديثِها، ونبرةُ صوتِها هي اللغةُ الوحيدةُ التي يَفهمُها الزوجُ ويَسمعُها، وإذا اعتمدَتْها في النقاشِ لتوضيحِ سلبيّاتِه؛ ستَنالُ ما تريدُه؛ لكنْ عليها الحذرَ من الاقترابِ من النقاطِ التي يَعُدُّها حساسةً؛ كما عليها أنْ تبدأَ معه بمداخلَ تُناسِبُ طبيعتَه”.

معضلة كبيرة

في حين تقولُ “ختام أبو عودة”، دكتورة علمِ النفسِ : “العبوسُ الدائمُ للزوجِ ليس مُعضلةً كبيرةً، فالإنسانُ هو عبارةٌ عن مجموعةٍ من التراكيبِ والمشاعرِ والأحاسيسِ، يتأثرُ ويؤثّرُ بالوسطِ المحيطِ به، والكلمةُ الطيبةُ، والاهتمامُ المباشرُ، والمعاملةُ الحسنةُ، والنظرةُ الدافئةُ الحانيةُ من  الزوجةِ تُجاهَ زوجِها؛ تجعلُه شخصيةً أخرى مختلفةً تمامًا عن سابقتِها، واستخدامُ الزوجةِ لِرِقَّتِها، وطيبةِ قلبِها، وحُسنِ معاشرتِها؛ تُذيبُ الحديدَ وليس البشرُ، و إذا وظّفتْ الزوجةُ الأولادَ، بحُسنِ الكلمةِ والسؤالِ المتكرّرِ عن والدِهم، والاهتمامِ به، والاتصالِ المتكرّرِ عليه أثناءَ العملِ، و الدلالِ عليه بعدَ قيلولتِه بعدَ عناءِ العملِ؛ تَنفُضُ عنه عناءَ وجهدَ اليومِ؛ ويصبحُ العبوسُ في خبرِ كان”.

وتضيفُ: “على الزوجةِ أنْ تستخدمَ ذكاءَها في محاولةِ حلِّ مشاكلِها، واستخدامِ أكثرَ من طريقةٍ، وتوظيفِ جميعِ الوسائلِ التي تساهمُ في استقرارِ الحياةِ الزوجيةِ، التي تنعكسُ على الحياةِ الأُسريةِ، ويجبُ عليها أنْ تتَيقَّنَ أنّ أسلوبَها و مزاجَها في البيتِ، وطريقةَ تصرُّفِها؛ هو العاملُ الضابطُ لمزاجِ الزوجِ _مَهما كان صعبًا ومُتقلّبًا”.

وتنصحُ د. ختام  الزوجةَ قائلةً : “على الزوجةِ في تلكَ الحالةِ ضرورةُ الجلوسِ مع زوجِها، ومناقشتِه ومواجهةِ المشكلةِ بدَلاً من الهروبِ منها، وعليها إظهارُ استعدادِها للتقنينِ والحفاظِ على تعبِ الزوجِ؛ لكنها في ذاتِ الوقتِ توَضّح له الاحتياجاتِ التي لا يستطيعُ البيتُ الاستغناءَ عنها، وإظهارُ حرصِها بأنها لا تهتمُّ بالكمالياتِ والقشورِ؛ يساهمُ في علاجِ المشكلةِ، وترتيبُ ميزانيةِ البيتِ، ووضعُ احتياجاتِ الأبناءِ في قائمةِ الأولوياتِ، كلُّها عواملُ مساهِمةٌ لها تأثيرُها”.

ويضيفُ: “قد يكونُ من الصعبِ القضاءُ على البخلِ مع بعضِ الأزواجِ؛ لكنْ من المعقولِ جدًّا تعديلَه، والتأقلُمَ معه، وتغييرَ مظاهرِه؛ حتى لا يصبحَ مشكلةً حياتيةً يوميةً؛ تأخذُ الزواجَ إلى طريقٍ مسدودٍ”.

وتُبيّنُ : “يجبُ على الزوجينِ إدراكُ قضيةٍ مُهمّةٍ، وهي: أنّ الحياةَ قبلَ الزواجِ ليست كما هي بعدَه، فلم تَعُدْ حياةُ الشخصِ ملكًا له فقط؛ بل هي ملكٌ لاثنَينِ، وعليهما معًا أنْ يغيِّرا ما يجبُ تغييرُه؛ حتى يعيشا سلامًا عاطفيًّا، فالحياةُ ليستْ معادلةً رياضيةً ذاتَ نتائجَ حتميةٍ، فنحن نتغيّرُ حسبَ الظروفِ والمعطياتِ، فإذا ما تَفهّمَ الزوجانِ تلكَ المعادلةَ؛ نجَحا في التوصُّلِ إلى حلوٍل وسطٍ مشترَكةٍ في الطباعِ والسلوكياتِ؛ بعيدًا قدْرَ الإمكانِ عن التوتُراتِ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى