Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

الحُبُّ والحاجةُ

لَعلَّ أهمَّ ما يجبُ أنْ يفكّرَ فيه أيُّ ذَكرٍ وأنثى _قبلَ الارتباطِ_ هو التيَقُنَ من أنَّ الحاجةَ تأتي ما قبلَ الحبِّ . والحاجةُ هي ما يجبُ أنْ يكونَ سببًا لأنْ يَقبلَ كلُّ طرَفٍ بالآخَرِ زوجًا.

عزيزي الرجل، المرأةُ تحتاجُ إلى الصديقِ، المُتَفَهمِ، مَن يَحترِمُها، من يُكرِمُها بالمالِ والعاطفةِ، تحتاجُ صديقًا قبلَ أنْ يكونَ زوجًا، تحتاجُ إلى مَن يتّصِلُ ليسألَ عن يومِها ومزاجِها وضحكتِها؛ قبلَ أنْ يسألَ عن طبخةِ اليومِ.

لكنْ لِنَكُنْ أكثرَ واقعيةً وعمليةً، أهمُّ الحاجاتِ التي تُشعِرُ المرأةَ بالأمانِ؛ هي الحاجةُ المادّيةُ، وهي التي تُشعِرُها بالآمنِ، وتَجعلُكَ كبيرًا بِعَينَيها، فلأجْلِها وأجلِ أبنائها؛ تضرِبُ في الصخرِ؛ وتعملُ ليلَ نهارَ؛حينها تَكبرُ في عينَيها كلَّ يومٍ لأنكَ تعملُ، مع التنويهِ أنها ليستْ العاملَ الأولَ للسعادةِ.

لقد ظهرَ لِسوءِ الحالِ سببٌ قبيحٌ يسعَى لأجْلِه الرجلُ وراءَ امرأةٍ؛ وهو كَونَها موَظَّفةً؛ وهذا يعني أنه يريدُ الزواجَ منها لِمالِها؛ وهذا سببٌ مُقنِعٌ من وِجهةِ نظرِ الشرعِ؛ ولا ضَيرَ فيه، وكما يقولُ المَثلُ ” إيد على إيد رحمة”.

لكنْ أنْ يكونَ هذا هو السببُ الوحيدُ للزواجِ، والذي يسعَى من خلالِه الرجلُ؛ لأنْ يُريحَ نفسَه؛ عن طريقِ تحويلِ المرأةِ إلى ماكينةٍ للعملٍ؛ تَصرفُ على رجلٍ يجلسُ كلَّ صباحٍ لِيُدخّنَ سيجارتَه بهدوءٍ على شُرفةِ منزلٍ؛ دفعتْ المرأةُ ثمنَه؛ فهذا أمرٌ أَعتقِدُ أنه مُنافٍ للدِّينِ وللأخلاقِ والرجولةِ.

المرأةُ تحتاجُ إلى رجلٍ أقوَى منها، سنَدٍ حقيقٍ، تريدُ أنْ تعملَ وتضعَ مالَها في متناولِ بيتِها؛ لكنْ بعدَ أنْ يضعَ الرجلُ.. ، تريدُ أنْ تُعطيَه؛ لكنْ بعدَ أنْ يُعطيَها هو ما أَمكَنَ .

حينما تَقفُ إلى جانبِه؛ تشعرُ بأنّ حاجتَها الماليةَ والعاطفيةَ لدَيهِ، تنامُ مرتاحةً دونَ أنْ تفكّرَ في مصروفِ اليومِ التالي، كيف لها أنْ تَكفيهِ، ومتطلباتُ الأولادِ كيف لها أنْ تُحقِّقَها، وهنا يحقّقُ الرجلُ العنصرَ الأهمَّ لاستمرارِ الزواجِ؛ وهو حاجةُ المرأةِ له، فإنْ لم تكنْ محتاجةً له مادّيًّا؛ فهذه طامّةٌ كُبرى، هذا انقلابٌ على طبيعةِ البشرِ، وستُصبحُ بالتالي زمامُ الأمورِ بِيَدِها، ومفتاحُ البيتِ لها، ويُمكِنُها بأيِّ وقتٍ أنْ تُغلِقَ البابَ وراءَه؛ لأنه ببساطةٍ لم يكنْ كافيًا، ولم يَقُمْ بدَورِه الرجولي على أكملِ وجهٍ، فلماذا تُحمّلْ نفسَها هذا العبءَ ؟!

وتَذكّرْ حديثَ رسولِنا الكريم ” اليدُ العليا خيرٌ من اليدِ السفلى، وابدأَ بمَنْ تَعولُ، وخيرُ الصدقةِ عن ظَهرِ غِنَى، ومن يستعفِفْ يُعِفُّه اللهُ، ومن يستغنِ يُغْنِهِ اللهُ” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى