شخصية طفلتي مهزوزة بسبب والدها

السعادة
أنا سيدةٌ متزوجةٌ في بدايةِ الثلاثيناتِ؛ مشكلتي مع زوجي الذي يضربُني أمام طفلتي التي تبلغُ ثلاثةَ أعوامٍ، وكثيراً ما أقولُ له بأنْ لا يفعلَ ذلكَ أمامَ طفلتي؛ ولكنْ بلا فائدةٍ! ونتيجةً لذلكَ السلوكِ السيئ أصبحتْ عدوانيةً كثيرةَ الصراخِ؛ فهي تضربُ مَن هم بِسنِّها أو أكبرُ منها؛ وأجدُها تقومُ بضربِ ألعابِها بشكلٍ جنونيّ؛ وتبكي بعدَها.. فهي لم تكنْ كذلكَ من قبلُ.. كانت هادئةً جداً، أشعرُ أنّ شخصيتَها أصبحتْ مهزوزةً.. ماذا أفعلُ؟
عزيزتي صاحبة المشكلة
المشكلةُ تكمنُ في عمليةِ الضربِ؛ قبلَ أنْ تكونَ أمامَ الطفلةِ؛ أو أمامَ أيِّ أحدٍ آخَرَ، غيرُ مسموحٍ للزوجِ أنْ يضربَ زوجتَه إلّا في حالاتٍ نادرةٍ جداً ، أمّا أنّ يكونَ الضربُ هو وسيلةُ التفاهمِ والتأديبِ؛ فهذا سلوكٌ غيرُ إنسانيّ في الدرجةِ الأولى، ويجبُ على الزوجةِ ألّا تسمحَ بذلكَ؛ لأنها إنسانٌ ولها كرامةٌ يجبُ أنْ تُحترَمَ وألّا تُهانَ، أمّا الضربُ والإهانةُ أمامَ الأطفالِ فهذا موضوعٌ آخَرُ، يجبُ على الزوجِ إذا أرادَ معاتبةَ زوجتِه أنْ تكونَ المعاتَبةُ على انفرادٍ؛ وألّا تكونَ أمامَ أطفالِه؛ حتى يكونَ هناك تقبُّلٌ من الزوجةِ ، وإبعادُ الأطفالِ عن دائرةِ الخلافِ، لأنّ الخلافَ مَهما كبرَ بينَ الأزواجِ في مرحلةٍ ما؛ سيَتِمُّ حلُّه، فما ذنبُ الأطفالِ أنْ يعايشوا هذه الخلافاتِ ويتأثرونَ بها لدرجةٍ قد ينعكسُ فيها هذا التأثيرُ على سلوكِهم؛ فيصبحونَ إمّا عدوانيين أو انسحابيينَ، ينسحبونَ من المواقفِ ولا يستطيعونَ المواجهةَ، وبذلكَ يُمارسُ ضدَّهم العدوانُ، أو يمارسونَ العدوانَ، حسبَ الشخصيةِ التي يتوحدُ معها الطفلُ؛ لذلك يجبُ علينا أنْ نُبعدَ الأطفالَ عن دائرةِ الخلافِ، وبقدرِ الإمكانِ يجبُ ألا يكونَ هناك خلافاتٌ جوهريةٌ.