Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياحة

حيُّ بطنِ الهوَى في سلوان.. اعتقالاتٌ واعتداءاتٌ لتهجيرِ سكانِها

بؤرٌ استيطانيةٌ لمحاولةِ السيطرةِ..

 

تحقيق : السعادة

يُعَدُّ حيُّ أو جبلُ بطنِ الهوَى امتدادًا لـجبلِ الزيتونِ، ويقعُ في الزاويةِ الشرقيةِ للقدسِ، حيثُ يَفصِلُه عنها وادي سلوان، الذي يتَّصلُ بوادي قدرون في النقطةِ نفسِها،وبعدَ احتلالِ قريةِ سلوان عامَ (1967)؛ صادرَ الاحتلالُ ما يزيدُ على الـ(73) ألفَ دونمٍ من أراضيها؛ لغايةِ إقامةِ المستوطناتِ والطرُقِ الالتفافيةِ.


وبدأ الاستيطانُ في بلدةِ سلوان بِبؤرَتَينِ في حيِّ بطنِ الهوَى عامَ (2004)، أُضيفَ لها مركزٌ شرطيٌّ للحراسةِ؛ ثُم تصاعدَ عامَ (2014) لِيبلُغَ عددُ البُؤَرِ الآنَ سِتةَ بؤَرٍ تعيشُ فيها (23) أسرةً من المستوطنينَ، وفي عامِ (2017) ارتفعَ العددُ إلى ثلاثينَ عائلة.

والآنَ تُخطِّطُ سلطاتُ الاحتلالِ لعمليةِ تهجيرٍ عِرقيٍّ واسعةِ النطاقِ في حيِّ بطنِ الهوَى؛ بهدفِ تهويدِ سلوان؛ حيثُ تنوي السلطاتُ الإسرائيليةُ إصدارَ قرارٍ بتهجيرِ العائلاتِ الفلسطينيةِ.

مسلسلُ تهجيرٍ

ومن فترةٍ لأُخرى، يتكرّرُ مشهدُ التهجيرِ من جديدٍ في حيٍّ آخَرَ من أحياءِ مدينةِ القدسِ، فبَعدَ حيِّ الشيخِ جرّاحٍ؛ يخوضُ حيُّ بطنِ الهوَى_ داخلَ قريةِ سلوان الواقعةِ جنوبيَّ المسجدِ الأقصى، وخارجَ أسوارِ البلدةِ القديمةِ في مدينةِ القدسِ_ معركةَ تهجيرِ عشراتِ العائلاتِ الفلسطينيةِ من منازلِها؛ ومَنحِها للمستوطنينَ بهدفِ تهويدِ بلدةِ سلوان بكاملِها؛ والبالغِ عددُ سكانِها نحوَ (55) ألفَ نسمةٍ.

يعدُّ “بطنُ الهوَى” جزءًا من الحارةِ الوسطَى؛ إحدى حاراتِ بلدةِ سلوان؛ حيثُ تدَّعي جمعيةُ “عطيرت كوهانيم” الاستيطانيةِ ملكيّةَ (5) دونماتٍ و(200) مترٍ مربّعٍ فيه. وقد تسلَّمَ الأهالي حتى الآنَ أوامرَ إخلاءِ (87) منزلاً فيه؛ يَسكنُها (750) مقدسيًّا.

أمامَ منزلِ عائلتِها بِحيِّ بطنِ الهوَى في بلدةِ سلوان، جنوبيَّ المسجدِ الأقصى؛ وقفتْ الطفلةُ دارين الرجبي (12 عامًا) تروي لحظاتٍ مُرعبةً في ذاكرتِها الصغيرةِ؛ عاشتْها قبلَ أيامٍ مع اقتحامِ قواتٍ إسرائيليةٍ البيتَ؛ ورشِّ والدَيها بغازِ “الفُلفلِ”.
بعدَ ساعتينِ من تدَهورِ وضعِ الأبِ والأمِّ الصحيِّ؛ جرّاءَ إصابتهِما بالحروقِ والاختناقِ؛ اضطُّرا للخروجِ مع أطفالِهم بمركَبتِهما نحوَ المستشفى، حيثُ منعَ الاحتلالُ وصولَ سيارةِ الإسعافِ إلى المكان.

تستذكرُ “دارِين” الحادثةَ، قائلةً:””ركبتُ مع أمي وأبي وشقيقي في سيارتِنا؛ وفوجِئنا بهجومِ وحدةٍ خاصةٍ من قواتِ الاحتلالِ علينا؛ واستهدفونا برَذاذِ غازِ الفُلفلِ مُجدَّدًا؛ قبلَ أنْ يصوِّبوا أسلحتَهم نحوَ رأسِ والدي وشقيقي.. أخرجوني مع أمي من السيارةِ؛ ثُم اعتقلوا أبي وشقيقي وهما مصابانِ”.!

وصفتْ هذه الطفلةُ ما شعرتْ به في تلكَ اللحظاتِ بالقولِ: “اعتقدتُ أنها النهايةُ.. لم أتوقعْ أننا سنَنجو ممّا حدثَ”! لكنّ دارِين، مِثلَ المئاتِ من أطفالِ الحيِّ، مضطَّرةٌ لِلَملَمةِ جراحِها كلَّ ليلةٍ؛ استعدادًا لمجابهةِ الرعبِ ذاتِه على مدارِ ساعاتٍ..

تقيدات صارمةٌ:

قبلَ سنواتٍ، كان المقدسيونَ يتجوّلونَ بحريةٍ تامةٍ في هذا الحيِّ المقابِلِ للمسجدِ الأقصى، وكان الأطفالُ يلهونَ في الأزِقّةِ الضيقةِ؛ حيثُ تعلو ضحكاتُهم، ومع مرورِ الوقتِ خفتتْ أصواتُهم؛ وحلّتْ محِلَّها صرخاتُ رعبٍ جرّاءَ تصاعُدِ هجماتِ الاحتلالِ ومستوطنيهِ.

ومنذُ نحوِ شهرٍ، تشتعلُ المواجهاتُ الليليةُ في هذا الحيِّ، الذي يَسكنُه (7) آلافِ مَقدسيٍّ؛ يَفشلونَ في إغماضِ جفونِهم كلَّ ليلةٍ؛ مع تصاعُدِ استفزازاتِ المستوطنينَ وتكرارِ اعتداءاتِهم.

وبحلولِ الظلامِ، تشتدُّ المواجهاتُ لساعاتٍ طويلةٍ؛ حيثُ يهرعُ الأطفالُ قبلَ اشتعالِها إلى منازلِهم التي لم تَعُدْ جدرانُها ولا أبوابُها تحميهِم؛ مع تَعمُّدِ الاحتلالِ اقتحامَها وإمطارَها بالقنابلِ الغازيةِ.

على بُعدِ أمتارٍ من منزلِ الطفلةِ “دارين”، تعيشُ أمُّ ناصر الرجبي (66 عامًا) التي تعاني من متاعبَ صحيةٍ في الجهازِ التنفسي، وباتتْ المواجهاتُ الليليةُ كابوسًا تتمنَّى أنْ ينتهي.

لا تخشَى “أمُّ ناصر” على مصيرِها وحدَها؛ بل أيضًا على مصيرِ حفيدِها “عوض”، الذي يعيشُ في غيبوبةٍ منذُ (3) أعوامٍ داخلَ منزلِ العائلةِ، التي تَحتشِدُ لحمايتِه من القنابلِ الغازيةِ بعدَ إمطارِ المنزلِ بها يوميًّا.


نموتُ في اليومِ (100) مرّةٍ 

تقولُ هذه المُسِنّةُ: “نموتُ كلَّ يومٍ (100) مرّةٍ؛ خوفًا على ابنِنا الذي دخلَ في غيبوبةٍ؛ نتيجةَ حادثِ عملٍ..، وعلى استهدافِنا من قواتِ الاحتلالِ والمستوطنينَ المجاورينَ لمنزلِنا وحُراسِهم، الذين يسعونَ لطردِنا بكافةِ الوسائلِ”.
يواجِهُ سكانُ الحيِّ كافّةً المصيرَ القاتمَ ذاتَه؛ ويؤكّدونَ أنّ استفزازاتِ المستوطنينَ تصاعدتْ الأسبوعَ الأخيرَ؛ في محاولةٍ للانتقامِ الجماعي من السكانِ؛ بعدَ صدورِ قرارٍ من المحكمةِ الإسرائيليةِ العليا؛ يقضي بتأجيلِ طردِ عائلةِ “دويك” من منزلِها في الحيَّ لصالحِ المستوطنينَ؛ وهو واحدٌ من عشراتِ المنازلِ المهدَّدةِ بالطردِ والإخلاءِ في بطنِ الهوَى.
يقولُ ابنُ الحيِّ “مازن دويك”: إنَّ الآباءَ في بنايةِ عائلتِه باتوا عاجزينَ عن توفيرِ الأمنِ لأطفالِهم، أو الإجابةِ عن أسئلتِهم المتكرّرةِ، التي تَنُمُّ عن عدمِ استقرارِهم.. وعن شعورِهم بالخوفِ العميقِ.
ويضيفُ: “لا يجرؤُ أحدٌ من أطفالِنا السبعةِ على الخروجِ من المنزلِ دونَ مُرافقتِنا، خاصةً أنهم يشاهدونَ بأمِّ أعيُنِهم الاعتداءاتِ الوحشيةَ من جنودِ الاحتلالِ على أطفالٍ لا تتجاوزُ أعمارُهم (10) أعوامٍ! ولذلكَ، يعاني أطفالُنا أيضًا من اضطراباتٍ في النومِ في الآوِنةِ الأخيرةِ”.

اعتقالاتٌ واعتداءاتُ 

رئيسُ لجنةِ حيِّ بطنِ الهوَى “زهير الرجبي”؛ كان له النصيبُ الأكبرُ من الاعتداءاتِ الإسرائيليةِ في الآوِنةِ الأخيرةِ، وقد تمَّ الإفراجُ عنه بشرطِ الحبسِ المنزلي، أعادتْ قواتُ الاحتلالِ اعتقالَه مع نجلِه “حمزة” قبلَ يومينِ،؛ وهو والدُ “دارين” التي رَوتْ تفاصيلَ ليلةِ الرعبِ التي عاشوها في الحي.
يقولُ الرجبي:” إنّ المواجهاتِ تشتعلُ يوميًّا بسببِ عربدةِ المستوطنينَ الذين يتعمدونَ شتْمَ نساءِ وأطفالِ الحيِ؛ وسرقةَ ألعابِهم، والبصقَ عليهم خلالَ ترَدُّدِهم على “الكنيس” الذي افتتحوهُ بقوةِ الاحتلالِ في بطنِ الهوَى عامَ (2018.(
ومع تَجدُّدِ المواجهاتِ، تتعمدُ قواتُ الاحتلالِ اعتقالَ عددٍ من الشبانِ؛ والإفراجَ عنهم بشرط ِالإبعادِ عن مكانِ السكنِ، أو الحبسِ المنزلي في محاولةٍ لإفراغِ الحيِّ المُشتعِلِ من فئةِ الشبابِ بالتحديدِ.
وبدأ التغلغلُ الاستيطاني في الحيِّ عامَ (2004)؛ بإقامةِ بؤرتَينِ استيطانيَّتَينِ؛ ثُم تصاعدَ عامَ (2014)؛ ليصلَ الآنَ إلى (6) بؤَرٍ تعيشُ فيها (23) أسرةً من المستوطنينَ.
وتدَّعي “عطيرت كوهانيم” أنّ ملكيّةَ المنازلِ في الحيِّ تعودُ لِيهودٍ من أصولٍ يمنيةٍ قبلَ عامِ (1948)، وافتتحتْ فيه عامَ (2018) “مركزَ تراثِ يهودِ اليمنِ”؛ بادِّعاءِ أنّ كنيسًا يعودُ لهم كان قائمًا في المكانِ؛ وكان يحملُ اسمَ “بيت العسل”.

خطُّ الدفاعِ الأولُ 

(سمر أبو صبيح 52 عامًا)، تقفُ في خطِّ الدفاعِ الأولِ عن الأرضِ المجاورةِ لمنزلِها، والتي يملكُها زوجُها وشقيقُه، وفي غيابِهما عن المنزلِ للعملِ؛ تُقارِعُ هذه السيدةُ المستوطنينَ، وحرّاسَهم، وعناصرَ الشرطةِ الإسرائيليةِ لساعاتٍ طويلةٍ؛ لمنعِهم من وضعِ موطئِ قدمٍ لهم في الأرضِ التي تبلغُ مساحتُها (400) مترٍ مربّع.

حاولَ المستوطنونَ من جديدٍ وضْعَ سلالمَ حديديةٍ في الأرضِ، ونُشرَ مقطعُ فيديو بشكلٍ واسعٍ على المنصاتِ الاجتماعيةِ “لِسمر صبيح”؛ وهي تطردُ المستوطنينَ المسلّحينَ بكُلِّ جرأةٍ من أرضِها؛ لكنهم عادوا بعدَ ساعتينِ؛ وأكمَلوا تثبيتَ السلالمِ الحديديةِ بحمايةِ الشرطة.

وتعودُ بدايةُ الحكايةِ هنا -كما تقولُ سَمر- إلى أبريلَ الماضي؛ عندما استفاقَ (21) فردًا من عائلةِ “أبو صبيح” على صوتٍ غيرِ اعتيادي؛ ليكتشِفوا أنّ أحدَّ الأقاربِ سرّبَ أرضَه للاحتلالِ، ووجدوا أنفسَهم مضطَّرينَ للدفاعِ عن أرضِهم المجاورةِ، والتي حاولَ المستوطنونَ منذُ اليومِ الأولِ اقتطاعَ جزءٍ منها لترسيمِ الحدودِ بينَ القطعتينِ المتداخلتَينِ.

تقولُ سَمر: “بعدَ أيامٍ من التسريبِ، حاولَ المستوطنونَ وضْعَ سلالمَ خشبيةٍ؛ تصِلُ بينَ البؤرةِ الاستيطانيةِ الواقعةِ أسفلَ منزلِنا، وبينَ الأرضِ أعلاها؛ لكننا أفشلْنا ذلكَ.. وهدمْنا السلالمَ؛ ثم أعادوا الكرّةَ قبلَ شهرٍ بنصبِ سلالمَ حديديةٍ، واستَصدرْنا أمرًا من المحكمةِ لإزالتِها مرةً أخرى؛ لأنهم تَعدّوا على ملكيّتِنا الخاصةِ”.

وظنتْ العائلةُ أنّ كابوسَ الاستيلاءِ على الأرضِ انتهَى بعدَ القرارِ القضائي المُقترِنِ تنفيذُه بإيداعِ مبلغٍ بقيمةِ (4600) دولارٍ؛ ليصبحَ ساري المفعول.

لكنها فوجئتْ بعدَ هدمِ السلالمِ باستدعاءِ المخابراتِ الإسرائيليةِ اثنَينِ من أفرادِها للتحقيقِ، قبلَ أنْ يتِمَّ اعتقالُهما والإفراجُ عنهما بشرطِ الإبعادِ عن أرضِهم لمدّةِ (6) أشهُر.

وتجدّدتْ الاعتداءاتُ قبلَ أيامٍ؛ عندما وصلَ المستوطنونَ محيطَ منزلِ عائلةِ “أبو صبيح” بأعدادٍ أكبرَ؛ بهدفِ نصبِ سلالمَ حديديةٍ ضخمةٍ، وبعدما طردَتْهم “سمر” بدقائقَ؛ عادوا بحمايةِ الشرطةِ؛ وادَّعوا أنهم يحملونَ أمرًا قضائيًّا لشقِّ طريقٍ للمستوطنينَ.


الجحيمُ بِعَينِه 

وزُرعتْ أولُ بؤرةٍ استيطانيةٍ بجوارِ عائلةِ “أبو صبيح” قبلَ (7) أعوامٍ؛ حيثُ بدأتْ معاناتُها، لكنْ -كما تسردُ ابنتُها سمر_”تعيشُ العائلةُ الجحيمَ بعَينِه منذُ تسريبِ الأرضِ المجاورةِ، إلى جانبِ تسريبِ بنايتَينِ سكنيَّتَينِ قبلَ (3) أشهر”.
ويقعُ أبناءُ العائلةِ في مشادّاتٍ كلاميةٍ يوميةٍ مع المستوطنينَ؛ “جراءَ اعتداءاتِهم التي لا تتوقفُ، واحتفالاتِهم وصلواتِهم المزعجةِ لسكانِ الحي”.

لكنّ أكثرَ ما يُقلِقُ “سمر” ونساءَ العائلةِ الأخرياتِ انتهاكُ حرمةِ منازلِهنَّ من كاميراتِ المراقبةِ المثبّتةِ حولَ البؤرِ الاستيطانيةِ المجاورةِ، بالإضافةِ لعيشِهنَّ رهنَ الحبسِ المنزلي؛ خوفًا من اعتداءاتِ المستوطنينَ في حالِ غادرنَ -ولو مؤقَّتًا- لقضاءِ احتياجاتِهنَّ الأساسيةِ.

ويقفُ ابنُ العائلةِ “فادي أبو صبيح” عاجزَ الحيلةِ أمامَ مشهدِ مرورِ عشراتِ المستوطنينَ من أرضِه _وهو المُبعَدُ قسرًا عنها_ وفي ظِلِّ تهديدِه بدفعِ غرامةٍ بقيمةِ (3) آلافِ دولارٍ إذا دخلَ حدودَها.

سياسةُ التغَلغُلِ 

يقولُ هذا الشابُّ: إنّ الحكومةَ الإسرائيليةَ تأتي بأشرسِ المستوطنينَ للعيشِ في البؤرِ الواقعةِ بقلبِ الأحياءِ المقدسيةِ، وبينما يحاولُ هؤلاءِ في البدايةِ اتّباعَ سياسةِ التغلغُلِ الناعمِ بينَ المقدسيينَ؛ يواجَهونَ بالرفضِ من أهالي البلدةِ.
وباتت أقصَى أمنيّاتِ “فادي” أنْ يتمكّنَ من التفرُّغِ لإنجازِ رسالةِ “الماجستير” في جامعةِ النجاحِ الوطنيةِ بمدينةِ نابلس (شمال الضفة الغربية)، والتي لم يتمكّنْ من دخولِها منذُ جاوَرَهم المستوطنونَ.

أمامَ المنزلِ وحولَه، لا يتوقّفُ حفيدا سمر (سيلا وبركة) عن الحركةِ، ويتصدّرانِ المشهدَ كلما اقتربَ المستوطنونَ من الأرضِ، فيُهَروِلُ “بركة” ذو الأعوامِ الأربعةِ إلى جدّتِه قائلاً: “اليهود دخلوا الأرض”.

تتجندُ “سمر” لطردِهم، فتنجحُ أحيانًا؛ وتفشلُ أحيانًا أخرى، خاصةً مع استدعائهم قواتِ الشرطةِ لحمايتِهم؛ لكنها في كلِّ مرةٍ تحُثُّ حفيدَها على عدمِ الخوفِ منهم، وتعلّمُه أنَّ العائلةَ هي صاحبةُ الحقِّ.

وتتجوّلُ “سمر” وأحفادُها دونَ توَقّفٍ بينَ شجرةِ زيتونٍ معمِّرةٍ؛ وشجرةِ رمانٍ مثمِرةٍ؛ لكنها تتحسّرُ على ثمارِ العنبِ المتدليةِ المحرومةِ من قطفِها بعدَ تسييجِ الأرضِ المُسرَّبةِ، وتقولُ “زرعتُ وزوجي هذه الشجرةَ عامَ (1991) بعدَ أيامٍ من زواجِنا، ومن الآن فصاعِدًا سيَقطفُ ثمارَها الغرباءُ”!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى