أوهمته بوظيفة فنصبت له فخ لتسرقه

السعادة
لم تكنْ تدركُ مَروة “29 عاماً ” أنَّ وجودَها داخلَ أحدِ مستشفياتِ الأطفالِ؛ سيُعرِّضُها لتجربةٍ قاسيةٍ لن تناساها طيلةَ حياتِها! ، اضطّرتْ “مَروة” أنْ تبيتَ في مستشفى النصرِ للأطفالِ سِتَ ليالٍ؛ إثرَ إصابةِ طفلتِها _ذاتِ العامَينِ_ بالتهابٍ رئويٍّ حادٍّ؛ استدعَى تلقِّي العلاجِ داخلَ المستشفى.
في ساعاتِ الليلِ التي كانت تقضيها لمراقبةِ طفلِها، وتَتبُّعِ درجةِ حرارتِها؛ أخبرتها إحدى النسوةِ الموجوداتِ معها في ذاتِ المستشفى؛ أنّ هناك سيدةً اسمُها “وفاء”؛ تعملُ في احد المكاتب؛ وأنها صاحبةُ خيرٍ كبيرٍ؛ تساعدُ مَن يطرقُ بابَها، سمعتْ “مروة” الحديثَ؛ ودارَ بتفكيرِها أنّ مرضَ ابنتِها رُبما سيكونُ نعمةً يُفتَحُ من ورائها بابُ الرزقِ لزوجِها “جمال”؛ صاحبِ الماجستير؛ والعاطلِ عن العملِ منذُ سنواتٍ .
تتبعتْ السيدةَ “وفاء” حتى التقتْ بها؛ وأخبرتْها عن وضعِها الماليِّ، وشهاداتِ زوجِها؛ وسرعانَ ما تفاعلتْ السيدةُ المزعومةُ مع قصةِ “مروة” وزوجِها؛ ووعدتْها بزيارةٍ قريبةٍ لمنزلِها خلالَ الشهرِ القادمِ، فأعطتْها “مروة” أرقامَ هواتفِهم وعنوانَهم؛ وعادت إلى منزلِها بعدَ شفاءِ ابنتِها؛ وأخبرتْ زوجَها بما حدثَ؛ فانفرجتْ أساريرُه لعلَّ وعسى .. .
بعدَ أكثرَ من أسبوعينِ رنَّ هاتفُ الزوجِ؛ لتُخبِرَه السيدةُ المزعومةُ أنها تنوي زيارتَه كباحثةٍ اجتماعيةٍ؛ وأنه عليه تحضيرُ الأوراقِ والإثباتاتِ التي تُثبتُ مرضَ أحدِ أبنائه بالقلبِ؛ كونَها مُهِمةً في الحصولِ على فرصةِ العملِ، وبالفعلِ جاءت في الموعدِ المُحدَّدِ؛ تحملُ كاميرتَها وملفاتٍ وأوراقاً.. جميعَها عليها شعارُ وكالةِ الغوثِ؛ إضافةً إلى ارتدائها بطاقةً تعريفيةً برقمٍ وظيفيٍّ من وكالةِ الغوثِ.
أخذتْ معلوماتٍ تفصيليةً عن العائلةِ؛ صوّرتْ كلَّ مرافقِ المنزلِ؛ لم تتركْ لا شاردةً ولا واردةً ممّا تَحدَّثَ به صاحبُ المنزلِ إلّا وسجّلتْها، استغرقتْ زيارتُها قرابةَ الساعةِ؛ أظهرتْ فيها تعاطفاً مُنقطعَ النظيرِ مع العائلةِ وابنِها المريضِ؛ وخرجتْ من المنزلِ وهى تَعِدُهم بأنها ستَبذُلُ قصارَى جهدِها في إيصالِ طلبِ توظيفِهم ، وطلبتْ منهم التكتُمَ على الموضوعِ؛ بحُجّةِ أنّ الجميعَ يعاني من ضائقاتٍ ماليةٍ؛ وهى فعلياً لا تستطيعُ مساعدةَ الجميعِ؛ وأنها قرّرتْ مساعدتَهم بعدَ معرفتِها بأمرِ طفلهِم المريضِ؛ لأنها فقدتْ ابنَها بذاتِ المرضِ.
بعدَ أيامٍ اتّصلتْ السيدةُ “وفاء” على هاتفِ “جمال”؛ وأبلغتْهُ أنها أوصلتْ طلبَه إلى مكتبِ الوكالةِ العام للتوظيفِ؛ وتواصلتْ مع مديرِه بشكلٍ شخصيٍّ؛ فوعدَها أنْ يَتِمَ توظيفُه خلالَ ثلاثةِ شهورٍ قادمةٍ حسبَ شهاداتِه في أحدِ المكاتبِ التابعةِ للوكالةِ ؛ وأنه خلالَ أيامٍ سيَخضعُ للمقابلةِ؛ وسيَتمُ تعبئةُ طلبِ التوظيفِ الخاصِّ به خلالَ أيامٍ ؛ لكنّ عليه أنْ يدفعَ “حلوان” التوظيفِ لها (1000)$، وهديةَ المديرِ في عمان (1000)$ ، على أنْ يدفعَ المبلغَ قبلَ موعدِ المقابلةِ .
شرحَ الزوجُ “لمروة” ما حدثَ؛ وسرعانَ ما أعطتْهُ مصاغَها الذهبي؛ وطلبتْ منه بيعَه واستغلالَ هذه الفرصةِ.. وبالفعلِ ذهبتْ مع زوجِها لتسليمِ السيدةِ المبلغَ الماليَّ في أحدِ الأبراجِ بمدينةِ عزة؛ وعندَ دخولِهم للمنزلِ صُدموا بمستوى المعيشةِ الموجودِ! ومدَى الرفاهةِ والبذخِ وحفاوةِ الاستقبالِ! فمالتْ “مروة” على زوجِها “موَشوشةً” يبدو أنّ هديةَ (1000)$ جزءٌ بسيطٌ جداً ممّا تَملِكُه هذه السيدةُ! .
استقبلتهم السيدةُ؛ واستلمتْ منهم النقودَ؛ إضافةً إلى بعضِ الأوراقِ، كانت حريصةً أمامَها أنْ لا تَعُدَّ النقودَ.. وضعتها جانباً دونَ اهتمامٍ بينما كانت تدقّقُ في الورقِ المطلوبِ لتُعطيهم نوعاً من الاهتمامِ!، وعند مغادرتِهم منزلَها أخبرتهم أنها بعدَ أيامٍ قليلةٍ ستُعاوِدُ الاتصالَ بهِم .
مرَّ الأسبوعُ الأولُ دونَ اتصالٍ؛ فقامَ الزوجُ بالاتصالِ على الرقمِ المدوَّنِ لديهِ ؛ فوجدَه مُغلقاً ، حاولَ الاتصالَ على مدارِ اليومِ؛ ولم يَجِدْ أيَّ استجابةٍ.. وبعدَ يومينِ شعرَ أنه تعرّضَ لأمرٍ ما من النصبِ؛ لكنّ أملَه بقيَ مُعلّقاً.. فحملَ نفسَه برفقةِ زوجتِه إلى المنزلِ الذي كانت تقطنُه؛ ليكتشفَ أنها شقةٌ مفروشةٌ للإيجارِ؛ استأجرتْها السيدةُ لمدّةِ أسبوعٍ؛ أجرتْ فيها (6) مقابلاتٍ مع أشخاصٍ؛ بدَعوَى أنها تعملُ في مؤسسةٍ دوليةٍ ؛ ثُم غادرتْ الشقةَ دونَ أنْ يعرفَ عنها أحدٌ شيئاً!.