قُومي حضري الغداء لأخيكِ
يدخلُ الشابُّ إلى البيتِ، رُبما هو في الثانويةِ أو في الجامعةِ أو أو…؛ تنظرُ الأمُّ إلى كتلةِ “الأنا” المنتفخةِ؛ فتشعرُ هي أيضًا بالفخرِ بهذا الشابِّ اليافعِ؛ ثُم توَجِّهُ نظرَها إلى ابنتِها الشابةِ وتقولُ لها: قُومي حضري الغداء لأخيكِ!
هذه الثقافةُ السيئةُ التي تمنحُ من خلالِها الأمُّ تلكَ الكتلةَ الأَنَوِيةَ المنتفخةَ مزيدًا من الانتفاخِ؛ تَسري في كثيرٍ من البيوتِ؛ فما النتيجةُ؟ بيئةٌ يرضعُ فيها الشابُّ فكرةَ أنه مخلوقٌ لِيُخدَمَ! والويلُ والثبورُ لمن يرفضُ له طلبًا!
يشربُ كأسَ الشايِ؛ فيَترُكُه مَحلَّه؛ وينهضُ ليلعبَ الكُرةَ، ينهضُ عن صينيةِ الطعامِ دونَ حتى أنْ يرفعَها؛ فضلاً عن جَليِ الأطباقِ فيها. طبعًا دعكَ من مشهدِ شابٍّ يقتلُ فتاةً لأنها رفضتْ الزواجَ منه!
سلبياتٌ كثيرةٌ.. أعرِفُ أنكم رأيتم العشراتِ من أمثلتِها، وأذكُرُ أنني رأيتُ شابًّا يأكلُ البِزرَ بشراهةٍ؛ ويُلقي بالقشرِ تحتَه على الأرضِ؛ حتى أنه قد تركَ تلّةً مُرعِبةً من قِشرِ البذرِ. وأين ذلك؟ في المواصلاتِ العامةِ !
التربيةُ تبدأُ من البيتِ ثُم المدرسةِ؛ في البيتِ يجبُ تربيةُ الطفلِ تدريجًا على أنه مسؤولٌ عن نفسِه، ولم أكُنْ أتخيّلُ أنني سأنصحُ يومًا الوالدَينِ بتعويدِ أبنائهم على العنايةِ لأنفسِهم بأنفسِهم؛ لكنّ هذا أمرٌ ضروريٌّ… ضروريٌّ لِكي يتوقفَ العنفُ ضدَّ البناتِ في بعضِ البيوتِ، التي تُهانُ فيها البنتُ؛ إذا رفضتْ أمرًا لكُتلةِ الأنا المنتفخةِ!
وحتى نلتقي