Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

إنْ كبرْ زوجُكِ خاوِيهِ

أعلَمُ أنكِ تَسعدينَ حينما يحصلُ زوجُكِ على عملٍ؛ لأنّ ذلكَ مَدعاةٌ لإدخالِ السرورِ على قلبِكِ، والفلوسِ في جيبِكِ؛ على اعتبارِ أنّ الحُبَّ وحدَه لا يكفي.

وأَعلمُ أنكِ تَعلمينَ أنَّ للعملِ خطًّا زمنيًّا مُحدَّدًا؛ وينتهي..، فالذي دخلَ العملَ شابًّا؛ سيَخرُجُ منه(ع المعاش إنْ عاش)؛ ليعودَ لبَيتِه هَرِمًا؛ شابَ شعرُه، وضعُفَ نظرُه، وتساقطتْ أسنانُه، وزارتْهُ عِدّةُ أمراضٍ _طبعًا مِش الكُل_.

والمتقاعدونَ على صِنفَينِ؛ أوَّلِهِما يرى الحياةَ بعدَ التقاعدِ أجملَ؛ حيثُ الانعتاقُ من الروتينِ اليومي؛ وثانيهِما ما أنْ يبدأَ مرحلةَ التقاعدِ؛ حتى يشعرَ بأنْ لا قيمةَ له، وأصبحَ خارجَ دائرةِ الاهتمامِ؛ خاصةً إنْ أكّدتْ أُسرتُه ذلكَ من خلالِ تصرُّفاتِها معه، بأنْ ” كُلْ ونام؛ وما تدَّخلِش بحاجة”؛ فيشعرُ بأنّ  المجتمعَ “أخذَه لحمًا ورماهُ عظمًا”.

وكذلكَ زوجاتُ  المتقاعدينَ على صِنفينِ: الأولُ؛ زوجةٌ تُشعِرُ زوجَها بأنَّ خروجَه من العملِ؛ لا يَعني خروجَه من دائرةِ اهتمامِها، فَتبقَى تنظرُ له على أنه شابٌّ ورمزٌ للعطاءِ، والثاني؛ زوجةٌ تبدأُ بالتأفُّفِ من زوجِها الذي صار _حسبَ زَعمِها_ يتدخّلُ في كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ بشكلٍ فَجٍّ، ولِسانُ حالِها يقولُ:” يوم أغبر الّلي تقاعدتْ يا حج، يا زلمة روح شوف لك شُغلة”!

عزيزتي حواء :

أقدِّمُ نصائحَ قد تساعِدُكِ على اجتيازِ بدايةِ مرحلةِ تقاعُدِ زوجِكِ بهدوءٍ وسلامٍ؛ وأنصحُكِ ب “إنْ كبر زوجُكِ خاويه”؛ وهي تصريفٌ مِني للمَثلِ “إنْ كبر ابنُك خاوِيه”، وأقصدُ ب”خاوِيه” آنِسيهِ واستوعِبيهِ.

_ استعِدّي لتلكَ المرحلةِ من خلالِ الاطلاعِ على تجارِبِ الآخَرينَ.

_استَوعِبي تقلُّباتِه المزاجيةَ؛ خاصةً أنه وجدَ  نفسَه بينَ عشيةٍ وضُحاها “كِش مَلك”.

_لا تتعاملي معه على أنه رجلٌ انتهتْ صلاحيتُه؛ وصار خارجَ التغطيةِ؛ بل على أنه رجلٌ بدأَ العمرَ الحقيقَ للإبداعِ والعطاءِ، ولا تَنسَي أنْ تقولي له ” كل ما تكبر تِحلي وتصير أحلَى وأحلَى”.

_خصِّصي له برنامجً خاصًّا بتلكِ المرحلةِ، وهذه مقترحاتي للبرنامجِ:

_ ابدَئي يومَكم بفنجانِ قهوةٍ؛ وقولي له تفضّل” صباحك سُكر”.

_ في أولِ مرحلةِ التقاعدِ؛ جميلٌ لو خصَّصتِ مشاويرَ؛ تبدأُ بنفسِ توقيتِ العملِ الذي تَقاعدَ منه؛ لِيَشعُرَ أنه لا يزالُ يمارسُ طقوسَه التي اعتادَها.

_شجِّعيهِ لأنْ يذهبَ لمكانِ عملِه مرّةً في الأسبوعِ؛ إنْ كان ذلك مُتاحًا.

_شجِّعيهِ على أنْ يكتُبَ تجرِبتَه في العملِ  في مذكّراتٍ خاصةٍ؛ فهذا يُشعِرُه بأنَّ لدَيهِ الخبراتِ والتجاربَ التي يجبُ أنْ ينقلَها للناسِ؛ ويستفيدوا منها.

_ شجِّعيهِ على حفظِ القرآنِ والأحاديثِ؛ والالتزامِ أكثرَ بالعباداتِ.

_شجِّعيهِ على زيارةِ  أصدقائهِ القدامَى، وأقاربِه وأماكنِه المفضَّلةِ، خاصةً التي كُنتم تزورنَها بدايةَ زواجِكما؛ وقولي له” فاكر زمان لمّا زمان كنا هنا”؟.

_شجِّعيهِ على المشاركةِ في اللقاءاتِ والفعالياتِ العامةِ.

_ خصِّصي له مجموعةً من الكتبِ؛ لِيقرأَها، ويا حَبَّذا من الكتبِ التي قرأتِها، وناقشيهِ فيها.

_ وجودُ الصحفِ والمجلاتِ اليوميةِ والأسبوعيةِ والشهريةِ أمرٌّ مُهِمٌّ.

_ تخصيصُ برامجَ تلفزيونيةٍ منوَّعةٍ هادفةٍ عامِلٌ مُهِمٌّ للفائدةِ والتسليةِ.

_افتحي ألبومَ صوَرِكم القديمةِ، والفيديوهاتِ وشاهِداها.

_ خصِّصي وقتًا للمَشي معًا يوميًّا؛ ففي ذلكَ فوائدُ كثيرةٌ.

_لو كان لدَيكم قطعةُ أرضٍ؛ فزِراعتُها والذهابُ لها باستمرارٍ؛ يُعَدُّ علاجًا سحريًّا لتخفيفِ أثرِ التقاعدِ السلبي، ويَجعلُه يُغني بوجودِك “الماءُ والخُضرةُ والوجهُ الحَسن”.

_ لو لم يكُنْ لدَيهِ حسابٌ في مواقعِ التواصلِ الاجتماعي؛ افتحي له حسابًا؛ وافتحي عينَيكِ، وخلِّي بالِك من سوسو.

 أختِمُ بهذهِ القصةِ؛ يُحكَى أنَّ رجلاً تَقاعدَ، وذاتَ تَسوُّقٍ التقَى بزميلةٍ له في العملِ أصغرَ منه، فأخبرتْه أنّ لدَيها سوبر ماركت؛ وعرضتْ عليه العملَ ليلاً؛ وافقَ، ومع الوقتِ تطوّرتْ الأمورُ لزواجٍ، تَزوَّجا، فصار ينامُ ليلاً عندَ العروسِ الجديدةِ؛ ويذهبُ صباحًا للأولى؛ فتُوَفِّرُ له مقوِّماتِ الراحةِ؛ على اعتبارِ أنه عائدٌ من العملِ.

فخلّيكِ صاحية يا حجَّة، وفرصة سعيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى