Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير

لوزياتُ وخوخ غزة جودة وثبات في وجه انتهاكات الاحتلال

 

تقرير : السعادة

على اتساعِ الدونماتِ تتزيّنُ الأشجارُ بألوانٍ وردية، بينَ لونِ الخوخِ والمشمشِ، والتفاحِ؛ وكأنها تكتبُ لغزةَ صيفاً مبهجاً رغم الأوضاعِ الاقتصاديةِ السيئةِ، وتأثيراتِ الحصارِ والغلاء العالمي، إذْ يشهدُ هذا الصيفُ وفرةً في الكثيرِ من خيراتِ الأرضِ خاصةً اللوزيات.

وتتركزُ زراعةُ أشجارِ الخوخِ في المناطقِ الزراعيةِ المحاذيةِ للسياجِ الأمني شرقيَ القطاع؛ خاصةً تلك الأراضي الواقعةَ شرقَ خان يونس، والمعروفةَ بخصوبةِ تربتِها الطينيةِ، وعذوبةِ مياهِها؛ وهي ذاتُ المناطقِ التي كانت عرضةً للتجريفِ الدائمِ من آلياتِ الاحتلالِ، في حين تتركزُ زراعةُ الخوخِ والمشمشِ والتفاحِ الأمريكي واللهواني أيضاً في شمالِ قطاعِ غزة.

ولم يفُتّ التجريفُ المتكرّرُ للمزروعاتِ بعزيمةِ مالكي الأراضي الزراعيةِ، ولا المزارعينَ، الذين تمسّكوا بزراعةِ هذه الأصنافِ من الفواكهِ التي تحظى بإقبالِ المواطنينَ واستحسانِهم، فبات منافسًا برغمِ محدوديةِ إنتاجِه لمثيلاتِه من الفواكهِ المستوردةِ.

منافسة المستوردة

الأربعيني “فلاح قديح”، أحدُ المزارعين الذين تعرّضتْ حقولُهم للتجريفِ من قِبلِ قواتِ الاحتلالِ أكثرَ من مرّة، آخِرَها في عدوانِ (2014)، والذي كابدَ كثيرًا كي يُعيدَ زراعةَ أرضِه الواقعةِ على مساحةِ (24) دونمًا، والتي يزرعُها منذُ أكثرَ من (20) عامًا بهذه الفاكهةِ.

يقول لـ”السعادة”: “هذه الأرضُ تزرعُ منذُ أنْ كان والدي يتولّى رعايتَها قبلَ نحوِ (20) سنة، وتمسكتُ بها بعدما كبرَ، لكنها كانت في كلّ عدوانٍ تتعرضُ للتجريفِ والتدميرِ من قبلِ الاحتلالِ، ثُم نُعيدُ بعناءٍ زراعتَها؛ وها هي تُثمرُ مُجددًا بكمياتٍ أفضلَ من السنواتِ القليلةِ الماضيةِ، ونتوقعُ في السنواتِ القادمةِ أنْ تثمرَ بكمياتٍ أكبرَ”.

ويضيفُ: “معظمُ عمليةِ الريّ للمحصولِ؛ هي من مياهِ الأمطارِ، ويروي بكمياتٍ قليلةٍ من المياهِ الجوفيةِ، كما أنها لا تحتاجُ لسمادٍ، باستثناءِ بعضِ عملياتِ الرشِّ؛ لمكافحةِ الديدانِ وبعضِ الأمراضِ التي تصيبُ الأشجارَ، عدا أنّ زراعتَه مجديةٌ للمزارعِ؛ لأنه يباعُ بأسعارٍ ثمينة”.

في حين يقولُ المزارعُ “أشرف حمودة” من شمالِ غزة:” إنّ أسعارَ الخوخِ واللوزياتِ تراجعتْ في السنواتِ الأخيرة، وتحديدًا في هذا العامِ؛ بسببِ الأوضاعِ الاقتصاديةِ التي يعانيها قطاعُ غزةَ وكذلك وجودُ منافسٍ مستورَدٍ؛ الأمرُ الذي تسبّب بانخفاضِ أسعارِها.

ويضيفُ: منذُ نحوِ خمسِ سنواتٍ والإنتاجُ يزيدُ كلَّ عام، وتكونُ الأسعارُ مُناسبةً للمزارعِ والتاجرِ والبائعِ، لكنْ في هذا العامِ تراجعتْ الأسعارُ؛ بسببِ ظروفِ الناسِ وتردّي الأوضاعِ الاقتصادية”.

ويتابعُ “حمودة”: ثمنُ الكيلوجرام الواحدِ يباعُ للمحالِّ حاليًا بحوالي (2) شيكل إسرائيلي، وبعضُها ب(1) شيكل فقط، أمّا في السنواتِ الماضيةِ فكانت ما بين (4-5) شيكل”؛ الأمُر الذي دفعَ المزارعينَ لتأخيرِ جنيِ المحصولِ عن الأشجارِ، وتسبّبَ بتلَفِ جزءٍ كثيرٍ منه، مشيرًا إلى أنّ اللوزياتِ تكلّفُ المزارعَ ماديًّا، لكنّ العائدَ منها مناسبٌ، خاصةً عندما يكونُ المنتَجُ المحليُّ هو الموجودُ في السوقِ فقط دونَ منافسةٍ من المستورَدِ.

ذكرياتُ الصيفِ

فيما يرى المزارعُ “رؤوف أبو دقة” أنّ موسمَ الخوخِ بالتحديدِ موسمٌ محبّبٌ لسكانِ القطاعِ؛ فهو فاكهةٌ صيفيةٍ حلوةٌ غنيةٌ بالسوائلِ والفيتامينات، قشرتُه الناعمةُ ونكهتُه الحلوةُ تجعلُه من أكثرِ أنواعِ الفواكهِ إثارةً للشهيةِ، ويمتدُّ موسمُ “الدرّاق” من منتصف مايو/أيار إلى نهاية سبتمبر/أيلول، ولذلكَ فإنّ رائحةَ ثمارِه تثيرُ لدَى الناسِ ذكرياتٍ سعيدةً في أيامِ الصيفِ الحارةِ، وفيه نسبةٌ كبيرةٌ من المياهِ المرطّبةِ المناسبةِ لأيامِ الحرِّ تماماً، وهو قليلُ السعراتِ الحراريةِ.

من جانبِها، قالت وزارةُ الزراعةِ في قطاعِ غزةَ: إنّ المساحةَ المزروعةَ بأشجارِ اللوزياتِ في محافظاتِ القطاعِ الخمسِ تشكّلُ ما مساحتُه (2300) دونم تقريبًا، موضحةً أنّ منها حوالي ألفَ دونم مزروعةٍ بأشجارِ الخوخ.

وقدّرتْ “الزراعة” أنّ المساحاتِ المثمرةَ بأشجارِ الخوخِ تصلُ إلى حوالي (800) دونم، فيما يُقدّرُ الانتاجُ السنوي من الخوخِ (1900-2000) طن.

وأشارت إلى أنّ محصولَ الخوخِ تعرّضَ _كغيرِه من المحاصيلِ- إلى اعتداءاتٍ متكررةٍ من الاحتلالِ، الذي قامَ بتدميرِه من خلالِ ممارساتِه ضدّ الشعبِ الفلسطيني؛ إلّا أنّ وزارةَ الزراعةِ قامت بتجديدِ هذا القطاعِ الزراعي مراتٍ عديدةً كغيرِه، كما عملتْ خلالَ الأعوامِ الماضيةِ على إدخالِ الأصنافِ المُحسّنةِ من أنواعِ الخوخِ، التي من شأنِها زيادةُ الإنتاج ِوتحسينُ الجودةِ، إضافةً إلى مقاومةِ الأمراضِ.

وتُعدُّ اللوزياتُ من المحاصيلِ ذاتِ القيمةِ الاقتصاديةِ العاليةِ، ويُقبِلُ المُستهلكونَ عليها بشكلٍ كبيرٍ، وهي من الفواكهِ الصيفيةِ ذاتِ القيمةِ الغذائيةِ العاليةِ؛ ويغطي الناتجُ المَحليُّ في قطاعِ غزةَ نحوَ ثلثِ حاجةِ المواطنينَ، بينما يتمُ استيرادُ الكمياتِ المتبقيةِ من الخارجِ .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى