التهابُ الكبدِ الفيروسي

التهابُ الكبدِ الوبائي الفيروسي من النمطِ (أ) هو مرضٌ شديدُ العدوى، يصيبُ الأطفالَ والكبارَ جرّاءَ تناولِهم للطعامِ أو الشرابِ الملوَّثِ بالفيروسِ المفرَزِ في برازِ المرضى، ويوجدُ الفيروسُ في برازِ الأشخاصِ المصابينَ بالتهابِ الكبدِ الوبائي (أ)، وتنتشرُ العدوى عادةً من شخصٍ إلى شخصٍ عن طريقِ الأكلِ والشربِ الملوثين بهذا الفيروس. و قد تحدثُ الإصابةُ بالعدوى عن طريق:الإصابةِ بشكلٍ مباشر، أو الأيدي غيرِ النظيفةِ الملوَّثةِ بالفيروس، كما تلعبُ الحشراتُ دوراً في نقلِ الفيروسِ من خلال تلوثِ الأطعمة، بالإضافةِ إلى تناولِ الطعامِ غيرِ المطهو، أو الفواكهِ التي تؤكلُ بدونِ تقشيرٍ بعد غسلهِ بماءٍ ملوثٍ أو بعد تلوثِه، أما أعراضُه؛ فهي مشابهةٌ لأعراضِ الأنفلونزا: حُمّى، قشعريرة، و ربما تشملُ الأعراضُ فقدانَ الشهيةِ للطعام، غثيان، يرقان (اصفرار الجلد والعينين)، وتحولُ البولِ إلى اللونِ الداكن، وتحولُ البرازِ إلى اللونِ الفاتح، كذلك ألمٌ في الجزءِ الأيمنِ العلويِ من البطنِ، وضعفٍ عامٍ أو إعياء.
ويجبُ الانتباهُ إلى أنّ التهابَ الكبدِ الوبائي (أ) لا يتحولُ إلى مرضٍ مزمنٍ، ويكونُ الشفاءُ التام بطيئاً، والإصابةُ عند الأطفالِ أقلَّ من 6 سنواتٍ عادةً ما تكونُ بدونِ أعراضٍ واضحة، وبالنسبةِ للبالغينَ تستمرُ الأعراضُ لمدةِ شهرٍ تقريباً، وقد يستغرقُ الشفاءُ التامُ 6 أشهر..
كيف نحمي أنفسَنا من الإصابة؟
بالإمكانِ تجنُّبُ الإصابةِ بهذا المرضِ باتِّباعِ التالي: عليكَ بغسلِ اليدينِ جيداً قبل الأكل، وغليِّ ماءِ الشربِ أو شربِ مياهٍ صحية، كذلك عدمُ تناولِ طعامٍ نيئ (غير مطهو)، وغسلِ الخضارِ والفواكهِ جيدا. وهذه المأكولاتُ ربما تكونُ ملوثةً حتى في أفخمِ المطاعِم، وتجنَّبْ المشروباتِ التي تباعُ في الشوارع.
وأما طرقُ علاجهِ فلا يوجدُ دواءٌ خاصٌّ لعلاجِ التهابِ الكبدِ الوبائي (أ)، ويتمُّ اتِّباعُ عِدَّةِ إرشاداتٍ منها: أخذُ قسطٍ من الراحة، واستخدامُ المسكِّناتِ مثل “باراسيتامول” لتخفيفِ الحرارةِ وتسكينِ الألم، أما فيما يتعلقُ بقلَّةِ الشهيةِ ، فيستطيعُ الشخصُ تناولَ أيِّ شيءٍ دونَ تحفُظات، ويُستحسنُ الإكثارُ من السوائلِ والفاكهةِ الطازَجةِ بعد غسلِها جيدا.
ومن المهمِ أنْ يتخذَ المريضُ الاحتياطاتِ اللازمةَ لمنعِ إصابةِ الآخَرين وخاصةً من هم حوله، وذلك بعدمِ مشاركتِهم في الأكلِ والشُّرب ، وكذلك في أغراضهِ الشخصية ، كما يجبُ عليه الاهتمامُ بالنظافةِ وغسلِ الأيدي بالماءِ والصابونِ عدَّةَ مراتٍ يوميا، وخاصةً بعد الذهابِ إلى الحمَّامِ، ويجبُ الاستمرارُ على هذا النظامِ لمدةٍ لا تقلُّ عن ثلاثةِ أسابيعَ من بدايةِ الأعراضِ، حيث أنَّ الشخصَ يكونُ شديدَ العدوى للآخَرين خلال هذه الفترة.
وتـذكَّرْ أنه يتمُّ تدميرُ الفيروس عند تعرُّضِه لحرارةِ 85 درجة مئوية لمدةِ دقيقةٍ، ويمكنُ قتلُه في ماءِ الشربِ بإضافةِ الكلورين. لذا لابدَّ من طبخِ الطعامِ جيداً، وإضافةِ الكلورين لماءِ الشربِ أو غليِّهِ جيداً قبل الاستعمالِ الآدمي.