Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقاريررياديات

مَصنعُ الأيدي الطيبةِ؛ يُطبطِبُ عَوزَ خمسِ نساءٍ مُعيلاتٍ

 

تقرير : السعادة

فرضتْ الأزمةُ الاقتصاديةُ _الممتدّةُ منذُ سنواتٍ طويلةٍ_ ظلالًها على المجتمعِ الفلسطيني؛ بِغَضِّ النظرِ عن أدوارِ النساءِ فيه، والتي عادةً ما تتأثّرُ بطبيعةِ المنطقةِ الجغرافيةِ، والإمكاناتِ الماديةِ، والوسطِ المجتمعي، أوِ العائلي، أوِ القَبلي.
في قريةِ “الشوكة” شرقَ رفح؛ باتتْ خَمسُ نساءٍ قَروّياتٍ على درايةٍ كاملةٍ في عملياتِ صناعةِ الألبانِ والأجبانِ، عبرَ الطرُقِ والآلاتِ الحديثةِ، وتسويقِها، في مكانِ عملهنّ في المصنعِ الواقعِ في قريتِهنّ؛ بعدَما خضعْنَ لبرامجَ تدريبيةٍ مكثَّفةٍ من قِبلِ مؤسّسةٍ دوليةٍ تُعنَى بتطويرِ النساءِ في المناطقِ المُهَمَّشةِ بهدفِ إعالةِ عوائلِهنَّ.

أمانٌ اقتصادي

صفاء شلولة (35 عامًا)، واحدةٌ من فريقِ العملِ في مصنعِ “الأيدي الطيبة” لمُنتَجاتِ الألبانِ والأجبانِ، انضمّتْ بعدَ انطباقِ الشروطِ الخاصةِ عليها، وهو أولُ مصنعٍ نِسَويّ لمُنتجاتِ الأجبانِ والألبانِ، في محافظةِ رفحَ جنوبيَّ قطاعِ غزة؛ بتمويلٍ من المؤسّسةِ اليابانيةِ، ضِمنَ مشروعٍ مُمتدّ عبرَ ثلاثِ مراحلَ.

ويعتمدُ المصنعُ على حليبِ أبقارٍ، وحليبِ أغنامٍ خالصٍ بالدرجةِ الأُولى، من مَزارعَ منزليةٍ تعودُ لسيّداتٍ يعملنَ لتحسينِ دخلهِنّ، وإعالةِ أُسرِهنّ ضِمنَ مراحلِ المشروعِ الأُولَى، في ظلِّ الظروفِ الاقتصاديةِ الصعبةِ التي ولّدَها الحصارُ الإسرائيليُّ على قطاعِ غزةَ، منذُ أكثرَ من عَقدٍ ونصفٍ من الزمنِ.

وتقولُ “شلولة” التي تُعيلُ أسرتَها:” كانت بدايةُ المشروعِ عندَ اختياري مع خمسِ نسوةٍ من بَلدتي؛ لتربيةِ (15) رأسًا من الأغنامِ، عامَ (2018)، ضِمنَ جمعيةٍ تعاونيةٍ، وهي المرحلةُ الأولى من المشروعِ”.

وعلى الغرارِ ذاتِه، خاضتْ ياسمين أبو سعيد (32 عامًا) من مدينةِ خان يونس؛ تجربةَ تربيةِ الأغنامِ؛ ثُمّ تمَّ اختيارُها لتكونَ ضِمنَ طاقمِ عملِ المصنعِ؛ مُعتبِرةً أنّ وقوفَ مؤسّسةِ “بارسك” اليابانيةِ إلى جانبِهنّ، وتأهيلِهنّ ليَكُنَّ عناصرَ مُنتِجةً في المجتمعِ، ضِمنَ مشروعٍ اقتصاديّ جيدٍ على المدَى الطويلِ؛ دَرْبٌ يجبُ أنْ تتّجِهَ للعملِ فيه كافةٌ المؤسساتِ النسويةِ ؛ لاسيّما وأنّ توفيرَ الأمانِ الاقتصادي مَطلبٌ أساسٌ لمواجهةِ الحياةِ وتطويرِ النساءِ.

وتوَضِّحُ “أبو السعيد” ” أنها وفريقَ العملِ المكوّنَ من خمسِ سيداتٍ خَضعْنَ لتدريباتٍ وزياراتٍ ميدانيةٍ لعددٍ من المصانعِ؛ وقابلْنَ العديدَ من المُختصّينَ والمهندسينَ في ذاتِ المجالِ؛ من أجلِ إثراءِ خبراتِهنَّ، والانطلاقِ بقوةٍ في المشروعِ”، مُضيفةً: “كلُّ بدايةٍ صعبةٌ؛ لكنّنا استطعْنا الوصولَ إلى نقطةِ الانطلاقِ الحقيقةِ للمجتمعِ.


قادراتٌ بجَدارةٍ

من جانبِها أشارتْ زميلتهُنّ الثالثةُ “آية الشاعر”: أنّ العملَ في المصنعِ يتمُّ على درجةٍ عاليةٍ من الجودةِ، ووفقًا للمواصفاتِ والمقاييسِ الدوليةِ، مُوضّحةً أنّ المُنتَجاتِ تضمُّ أجبانًا مُتنوّعةً، وألبانًا بأشكالٍ مُتعدّدةٍ، كما أنّنا كفريقٍ قادرٌاتٌ بجدارةٍ على إنتاجِ أيِّ صنفٍ موجودٍ في السوقِ، مُتمنّيةً وزميلاتِها توسِعةَ المشروعِ؛ ليَضُمَّ أكبرَ عددٍ من النساءِ العاملاتِ والمعوَزاتِ؛ بل وتطمحُ لأنْ يكونَ مصنعُ الأيدي الطيبةِ عبارةً عن سلسلةٍ موجودةٍ في كلِّ مُدنِ القطاعِ؛ حتى تستطيعَ كلُّ النساءِ إعالةَ أطفالِهنَّ.
بينما تقولُ إكرام أبو رزق (46 عامًا)، تَشغلُ منصبَ رئيسِ مجلسِ إدارةِ مصنعِ الأيدي الطيبةِ:” سجّلتُ للمشروعِ عامَ (2018)م، وتمَّ توزيعُنا على مجموعاتٍ تتكونُ كلٌّ منها من (6 )نساءٍ، ترأسْتُ مجموعتي، واجهْنا الكثيرُ من التحدياتِ، فليستْ كلُّ النساءِ تمتلكُ ذاتَ التجربةِ في تربيةِ المواشي والاعتناءِ بها، تبادَلْنا الخبراتِ.. وبمُساعدةِ الطبيبِ البيطري؛ أصبحتْ الأمورُ أسهلَ؛ ثُم لاحِقًا دخلْنا تدريبَ الشعيرِ المستزرَعِ كتجربةٍ جديدةٍ، وظهرتْ فكرةُ مصنعِ الأيدي الطيبةِ عامَ (2021)م، لاستثمارِ مُنتَجِ الحليبِ الذي تُدرُّه المواشي”.

وتُتابِع: تطلَّبَ الأمرُ افتتاحَ جمعيةٍ لمُربّياتِ الأغنامِ بشكلٍ رسميّ، وقد تمَّ بالفعلِ؛ ولكنّ العدوانَ الإسرائيليَّ الذي شنّتْهُ “إسرائيل” على قطاعِ غزةَ هدّدَ هذا المشروعَ؛ خاصةً وأننا جميعًا نَسكنُ في مناطقَ حدوديةٍ وزراعيةٍ؛ لذا اضطّررْنَ للهجرةِ من بُيوتِهنّ إلى مراكزِ الإيواءِ أو بيوتِ الأهالي داخلَ المدنِ؛ وهذا ما عرَّضَنا لخسارةِ المواشي؛ لولا عنايةُ اللهِ وبعضُ المتطوّعينَ.

احتضانٌ ومشروعٌ ومصنعٌ

من جانبِها أوضحتْ مُمثِّلةُ مؤسَّسةِ “بارسك” في غزةَ “سَحر المزيّن”:” إنّ المؤسّسةَ بدأتْ عامَ (2018) رحلتَها مع مشروعِ “تحسينِ الوضعِ المَعيشي للسيداتِ مُعيلاتِ الأُسرِ من خلالِ مزارعِ الأغنامِ لإنتاجِ الألبانِ، جنوبَ قطاعِ غزة” في مُحافظتَي رفح وخان يونس، بتمويلِ الحكومةِ اليابانيةِ؛ وأشارتْ إلى أنّ المرحلةَ الأولى استهدفَ المشروعُ فيها (180) سيدةً في خمسِ مناطقَ، “الشوكة، والنصر، وخربة العدس، وقيزان النجار، وقيزان أبو رشوان”، بإنشاءِ (29) مزرعةً جماعيةً، كلُّ مزرعةٍ ضمّتْ (6) سيداتٍ.

أمّا المرحلةُ الثانيةُ تضمّنتْ إنشاءَ (5) وحداتٍ لإنتاجِ الشعيرِ المُستنبَتِ؛ بهدفِ تقليلِ تكاليفِ تغذيةِ الأغنامِ، والحصولِ على مُنتَجاتٍ بجَودةٍ عاليةٍ من لحومٍ وحليبِ الأغنامِ، وفقَ “المزيّن”.

وتُتابعُ: “لإيمانِنا بالعملِ التعاوني؛ كَركيزةٍ أساسيةٍ لنموِّ المجتمعاتِ وتطوّرِها؛ ساعدْنا السيداتِ المستفيداتِ من المشروعِ في إنشاءِ وترخيصِ جمعيةٍ تعاونيةٍ قادرةٍ على احتضانِ المرحلةِ الثالثةِ من المشروعِ، وهي تجهيزُ وإطلاقُ وحدةٍ لصناعةِ مُنتَجاتِ الألبانِ والأجبان”. وثمّنَتْ الدعمَ الياباني للشعبِ الفلسطينيّ؛ شاكرةً كلَّ مَن قدَّمَ المسانَدةَ خلالَ تنفيذِ المشروعِ من وزاراتٍ، وبلدياتٍ، وجمعياتٍ شريكةٍ، ولجانٍ مَحليةٍ.

تؤكّدُ “المزيّن”: إنه تمَّ اختيارُ النساءِ بناءً على عدّةِ اعتباراتٍ أهمّها؛ أنْ يكُنَّ مُعيلاتٍ بشكلٍ حقيقٍ لعوائلِهنَّ؛ ثُم أنْ يكونَ لدَيهِنَّ خبرةٌ سابقةٌ في العملِ الزراعي، ثُم خضعنَ لتدريبٍ وتجربةٍ حقيقةٍ في تربيةِ المواشي؛ حتى تمَّ اختيارُ هذه المجموعةِ لافتتاحِ المصنعِ.

وبحَسبِ “المزيّن”: إنّ هناك العديدَ من المشكلاتِ والمعيقاتِ التي واجَهتْ المشروعَ على مدارِ مراحلِه الثلاثِ؛ كان أبرزُها الحصارَ الاقتصادي المفروضَ على القطاعِ؛ إضافةً إلى الأحداثَ السياسيةِ الطارئةِ التي تَحدُثُ بينَ الفينةِ والأخرى، وعدمِ دخولِ الأعلافِ والأغنامِ لفتراتٍ طويلةٍ، بالإضافةِ إلى الثقافةِ الاجتماعيةِ التي لا تُتيحُ للنساءِ فرصةَ الخروجِ من المنزلِ أوِ العملِ؛ بل ويَعُدّونَ ذلكَ حكرًا على الذكورِ؛ “لكنّ المُشارِكاتِ بمرورِ الوقتِ تَجاوَزْنَ هذه المُعضِلاتِ، ونجحَ المشروعُ بامتيازٍ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى