كيفية التعامل مع الحمى عند الأطفال الرضع؟

الدكتور :حسام عابد تخصُّص أطفالٍ حديثي الولادةِ
استقبالُ مولودٍ جديدٍ شيءٌ جميلٌ جداً؛ إلّا أنه مرهقٌ للأعصابِ في نفسِ الوقتِ؛ وذلكَ لأنّ الرضَّعَ لا يأتونَ مع كُتيّبِ إرشاداتٍ! ومُجردَ مرضِهم كافٍ لإرهاقِ الأعصابِ، ومن أكثرِ ما يخيفُ الأهالي؛ تعرُّضُ الرُّضعِ للحمَّى؛ خاصةً إنْ ظهرتْ الحمّى والطفلُ ما يزالُ في الأسابيعِ الأولى من عُمرِه. سنَعرِضُ موضوعاً يقلقُ الكثيرَ من الأمهاتِ وهي الحمّى عند الرضّعِ، وما يجبُ فِعلُه عندما يصابُ الرضيعُ بها.
مسببّاتُ الحمّى عندَ الرُّضعِ
الحمّى ليست مرضاً بحدِّ ذاتِه؛ بل هي عرضٌ لمرضٍ، وتدلُّ الحمّى أنّ جسمَ الرضيعِ يقاومُ مرضاً معيّناً؛ فإنْ كان رضيعُكِ يعاني من الحمّى؛ فهذا يعني أنه قد التقطَ الزكامَ، أو أيَّ التهابٍ فيروسي آخَرَ. التهابُ الرئةِ، التهابُ المسالكِ البوليةِ، التهابُ الأذنِ أو التهاباتٌ بكتيريةٌ كالتهابِ السحايا؛ كلُّها تسبّبُ الحمّى، ولكنّ احتماليةَ إصابةِ الرضَّعِ بهذه الأمراضِ قليلةٌ، وارتفاعُ الحرارةِ نتيجةً للمبالغةِ في كميةِ الملابسِ التي يرتديها الرضيعُ، أو لقضاءِ فترةٍ طويلةٍ خارجاً في يومٍ حارٍّ.
العلاماتُ الدالةُ على الحمَّى
العلامةُ الأكثرُ شيوعاً لوجودِ الحمّى لدَى معظمِ الرُّضعِ؛ هي دفءُ منطقةِ مقدّمةِ الرأسِ؛ ولكنَّ عدمَ دفءِ هذه المنطقةِ لا يعني بالضرورةِ أنّ الرضيعَ لا يعاني من الحمّى، كما يكونُ الرضيعُ أكثرَ قلقاً، وسريعَ الهياجِ، بالإضافة ِإلى قلّةِ النومِ، وفقدانِ الشهيةِ، وفقدانِ الرغبةِ في اللعبِ، وأقلَّ نشاطاً أو الخمولَ مع تشنّجاتٍ.
كيفيةُ قياسِ درجةِ حرارةِ الرضيعِ
يمكنُكِ قياسُ درجةِ حرارةِ رضيعِك بعِدّةِ طرُقٍ: مِثلَ فتحةِ الشرجِ، عن طريقِ الفمِ أو أسفلِ الذراعِ (الإبط)، ويفضّلُ استعمالُ ميزانِ الحرارةِ الرقمي فقط؛ ولا يجبُ استعمالُ ميزانِ الحرارةِ الزئبقيّ؛ لاحتمالِ تعرُّضِ الرضيعِ للتسمُّمِ في حالِ كسرِه، ميزانُ الحرارةِ الذي يُستعملُ عن طريقِ فتحةِ الشرجِ هو الأكثرُ دِقّةً، والأسهلُ استعمالاً خاصةً لدَى الرضَّعِ؛ فهُم غيرُ قادرينَ على إبقاءِ الميزانِ في الفمِ بالشكلِ المطلوبِ، كما أنّ الميزانَ الذي يستخدمُ في الأُذنِ، أو أسفلَ الإبطِ أقلُّ دِقّةً.
درجاتُ حرارةِ الجسمِ الطبيعيةُ والمرتفعةُ
درجاتُ الحرارةِ الطبيعيةِ تتراوحُ ما بين (36 إلى 37.7) درجةً سيلسيوس، ويَعُدُّ معظمُ الأطباءِ أنّ درجةَ الحرارةِ المُقاسةِ من فتحةِ الشرجِ، والتي تتجاوزُ (37.7) درجة سيلسيوس حمّى.
ماذا أفعلُ في حالةِ أُصيبَ رضيعي بالحُمّى؟
إذا كان رضيعُكِ بعُمرٍ يقِلُّ عن شهرٍ واحدٍ، ويعاني من الحمّى؛ فيجبُ الاتصالُ بالطبيبِ فوراً. للرضّعِ الأكبرِ سِناً:
– حمِّمي طفلَكِ بمياهٍ فاترةٍ، وتأكّدي دائماً من درجةِ حرارةِ مياهِ الاستحمامِ؛ باستعمالِ رُسغِكِ قبلَ الاستحمامِ.
– ضعي قِطعَ الملابسِ خفيفةِ على طفلِك.
– يجبُ أنْ يحصلَ رضيعُكِ على كميةٍ كافيةٍ من السوائلِ لمَنعِ الجفافِ، ومن هذه السوائلِ: الحليبُ، المحاليلُ الخاصةُ، والماءُ؛
اعتماداً على عُمرِ الرضيعِ، واتّصلي بطبيبِ طفلِك بخُصوصِ كميةِ السوائلِ الواجبِ إعطاؤها، بعدَ استشارةِ الطبيبِ؛ يمكنُكِ إعطاءُ رضيعِك( Tylenol أو Ibuprofen)، لا تعطي رضيعَكِ الأسبرينَ أبداً لمعالجةِ الحمّى؛ لأنه يُسبّبُ حالةً نادرةً؛ ولكنها خطِرةٌ تُدعَى متلازمة (رايز)، ولا يجبُ إعطاءُ الرضيعِ الذي يقِلُّ عن عُمرِ ستةِ أشهر أيَّ دواءٍ يحتوي على (Ibuprofen)، وتأكّدي من الاتصالِ بالطبيبِ لتحديدِ الجرعةِ، واقرئي النشرةَ المرفقةَ جيداً .