الطفلُ الحسّاسُ وآليّةُ التعاملِ معه

سماح أبو زينة : مستشارة أسرية
البكاءُ يُعدُّ تنفيساً عن المشاعرِ المكبوتةِ، ويَحدثُ ذلك بكثرةٍ لدَى الأطفالِ ذَوي الحساسيةِ الزائدةِ والمشاعرِ المرهفةِ؛ فَهم يبكونَ في مواقفَ تستحقُّ أو لا تستحقُّ.
تُحدّثُنا المستشارةُ الأسريةُ “سماح أبو زينة” عن المشكلةِ وأسبابِها وطرُقِ علاجِها.
أسبابُ بكاءِ الطفلِ
بكاءُ الطفلِ الدائمُ، ومشاعرُه المفرطةُ، وسرعةُ عصبيتِه، وعلوُّ صوتِه، وحالاتُ التشنجِ التي تنتابُه بدونِ سببٍ يستدعي ذلك؛ ما هي إلّا أعراضٌ لمشاعرَ واحتياجاتٍ داخليةٍ كثيرةٍ.
قد يكونُ الطفلُ محتاجاً إلى الطعامِ والرعايةِ، أو ربما كان يشعرُ بالخوفِ أو الغضبِ أو الألمِ، أو بسببِ عدمِ استقرارِ البيتِ نتيجةً لكثرةِ المشاكل؛ انتبهي لحاجاتِ طفلِك من غذاءٍ وشرابٍ ودواءٍ وكساءٍ.
يبكي الطفلُ في أحيانٍ كثيرةٍ بسببِ رغبتِه في لفتِ الانتباهِ، أو لشعورِه بالعزلةِ، أو بسببِ الغيرةِ من مولودٍ قادمٍ؛ بعدَ أنْ كان المُدلَلَ لوالدَيهِ، والذي تُلبَّى له جميعُ طلباتِه بالبكاءِ.
حساسيةُ الطفلِ الزائدةُ، ومشاعرُه المفرطةُ؛ تأتي بسببِ الإكثارِ من نقدِ الطفلِ، أو السخريةِ من عيوبِه أو أخطائه -غيرِ المقصودة- خصوصاً أمامَ الآخَرينَ، ولكنْ لا تجعلوهُ أيضاً وسيلةً للتسليةِ أمامَ الأسرةِ والأقاربِ الصغارِ. بدايةُ العلاجِ تكونُ بعدمِ التعاملِ بعصبيةٍ أو انفعالٍ بين أهلِ البيتِ بعضِهم لبعضٍ، وليَكنْ التعاملُ راقياً محترَماً.
طرُقُ علاجِ بكاءِ الطفلِ
– لا تلتفتي إلى الطفلِ، ولا تنتبهي له حينَ يُظهرُ عصبيتَه بدونِ سببٍ، ولا تلبّي مطلبَه حينَ يصِرُّ على البكاءِ، ولا تعبثي بممتلكاتِ طفلِك، واجعليهِ يحلُّ مشاكلَه مع الأطفالِ -الأخوة والأصدقاء- بنفسِه .
– أشعري طفلَكِ بالأمانِ، ودَعي عينيكِ تكلّمُ عينيهِ، واحتضنيه بشكلٍ دائمٍ، واحكي له القصصَ، واحذري اللجوءَ للضربِ أو الزجْرِ لإيقافِه عن البكاءِ، أو حالةَ عصبيتِه الزائدةِ.
– إذا كان البكاءُ صامتاً متقطّعاً؛ فأسرعي إلى طبيبِ الأطفالِ؛ فرُبما يكونُ مريضاً، وإنْ كان مستديماً لم يُجْدِ معه علاجٌ؛ فليُعرَضْ على طبيبٍ نفسيٍّ.. فهو يعاني من حساسيةٍ مفرطةٍ.
– ليكُنْ تناولُه للطعامِ، واستحمامُه، ونومُه، ومذاكرتُه.. عن رغبةٍ منهُ واقتناعٍ؛ لا بالأوامرِ والشدّةِ.
– الاعتدالُ واجبٌ في معاملةِ الطفلِ بين اللينِ والحزمِ، والعدلُ بين الأبناءِ مادياً ومعنوياً أمرٌ مطلوبٌ؛ يمنعَ إصابةَ الطفلِ بالعصبيةِ أو الحساسيةِ المفرطةِ تُجاهَ كلِّ طلبٍ أو أمرٍ يوجَّهُ إليه.
– اتركي طفلَك يبكي -أحياناً- إلى أنْ ينتهيَ وينطفئَ البكاءُ لديهِ، ثُم ابحثي في سبَبِه الطارئ؛ وعالجيهِ بالكلامِ معه، أو النظرِ في وضعِ نومِه، وتفتيشِ ملابسِه وجسمِه وفراشِه .