كيف تساعدينَ طفلَك الاتّكالي؟

رحاب رجب : المستشارة التربوية
عددٌ كبيرٌ من الأطفالِ يُفضّلونَ الاعتمادَ على الغيرِ في قضاءِ ما يخُصُّهم؛ رغمَ استطاعتِهم فِعلَ ذلك! بينما يرفضُ آخَرونَ تقديمَ أيِّ مساعدةٍ لأحدٍ؛ لأنهم أنانيونَ يحبّونَ أنفسَهم فقط! السلوكانِ مرفوضانِ، ولكُلٍّ منهما مَظاهرُ وعلاماتٌ تبدو على سلوكياتِ الطفلِ، وهنا دورُ الأسرةِ كبيرٌ_ أوَّلُه وآخِرُه_ بسببِ التدليلِ الزائدِ عن حدِّه الذي يحظَى به الطفلُ لسببٍ من الأسبابِ، مع الحمايةِ المُفرِطةِ، وإظهارِ الخوفِ والفزعِ عليه دائماً، وأحياناً كلُّ فعلٍ يقومُ به الطفلُ؛ يُقابَلُ بانتقاداتٍ مستمرةٍ؛ والنتيجةُ أنه يتوقفُ عن الاعتمادِ على نفسِه؛ حتى لا يُنتقَدَ.
طرُقٌ لعلاجِ الطفلِ الاتّكالي :
– اجمَعي في أسلوبِ تربيتِك بينَ القسوةِ والتدليلِ في المعاملةِ.
– لا تُسرفي في إظهارِ الحرصِ على طفلِك، ولا تُهمليهِ أيضاً لدرجةِ الإضرارِ بنفسِه.
– تَحاوَري مع ابنِك إنْ كان يستوعبُ معنى الاعتمادِ على النفسِ، ومزايا تفضيلِ الغيرِ، والتخفيفِ عن الناسِ.
– لا تلجئي للسخريةِ والانتقادِ اللاذعِ المباشرِ حينَ يُخطئُ في أداءِ مهمةٍ خاصةٍ به.
– لا تُكثري من توجيهِ الأوامرِ المباشرةِ الصارمةِ لطفلِك؛ فلا تقولي: افعلْ ولا تفعلْ، وقولي له: مار أيُّك لو فعلتَ كذا، أو أفضِّلُ أنْ تفعلَ ذلك.
– علّميهِ منذُ الصغرِ أنْ يتّخذَ قرارَه بنفسِه، وأنْ يعملَ ما عليه دونَ أنْ يُطلبَ منه، ولكنْ هذا لا يمنعُ من طلبِ الاستشارةِ.كافئيهِ مادياً أو معنوياً؛ إنْ قامَ بأداءٍ مميّزٍ لبعضِ المَهامِّ، وقومي بتوزيعِ الأدوارِ والمهامِّ الخفيفةِ بينَ أفرادِ البيتِ بوضوحٍ، حفّزيهِ على التعاونِ والحبِّ والإحساسِ بالإخوةِ الحقّيقةِ، مثلَ (ترتيبِ السريرِ بعدَ النومِ، وضعِ الألعابِ في مكانِها بعدَ اللعبِ، رمي المهملاتِ في سلّتِها، مذاكرةَ الدروسِ، وحلِّ الواجباتِ بنفسِه، أنْ يَحملَ أغراضَه وحدَه، معاونةِ إخوَتِه في إعدادِ مائدةِ الطعامِ.
– على الأبِ والأمِّ أنْ يكونا قدوةً للابنِ؛ بتقديمِ المساعدةِ والعَونِ في بعضِ المهامِّ في البيتِ، مع توضيحِ الأدوارِ الأخرى الكثيرةِ التي يقومانِ بها من عملٍ وطبخٍ وترتيبٍ.