Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

بِنتُ الأصلِ سنَدٌ وقوةٌ وحياةٌ

لما بتكبر بنتي؛ وبتصير أطول مني؛ بفرح وبتباهى قُدّام الكل؛ حبيبة أمّها كبرت؛ وصارت صبية بتفرح القلب؛ صار باب الدار يدق؛ ويجوا الناس يخطبوها؛ وأنت بتسألي وبتستفسري عن العريس؛ “وضعه، وظيفته، وشقته”، ولو كانت المواصفات ممتازة؛ قلبك بِدّه يطير من الفرحة، حقّك كُلنا بنتمنى لبناتنا السعادة والفرح .

لكن السؤال المفروض؛ تسألي نفسك؛ هل بنتك جاهزة تكون زوجة؛ وتفتح بيت؟ وفجأة يصير لها عيلة ثانية؛ “حَماة، وبنات حماة، وسلاف، وسلفات، وعلاقات اجتماعية، وزيارات، ووقت صغير وبنتك تصير أم؛ يعني عالم واسع وكبير، وحياة مختلفة تمامًا عن حياة عاشتها في حنانك، وحُب ودلَع والدها، وضحكات، ومشاكسات خواتها، صار وقت الجد المفروض إنك تخبريها أن الحياة الزوجية أكبر من فستان أبيض، وخاتم، وحفلة، وطلعات، وفسحات،، عالم مختلف تمامًا عن عالمها وهي في بيت أهلها، مسؤولياته كبيرة، وتفاصيله أكبر، واحتياجاته ما بتخلَص، لازم تكون قد المسؤولية؛ وترفع راسك لأنك عرفتِ ترَبّي وتعَلّمي

 حتى تتباهي فيها، وتفرحي بزواجها وانتقالها لبيت زوجها وحماتها، وتبقى الفرحة ساكنة قلبك العمر، علّميها من صغرها؛ كيف تكون شخصية قوية فهمانة؛ لها حضورها وكيانها، علميها كيف تتحمل المسؤولية، وكيف تعرف تتصرف في المواقف الصعبة، كيف تحترم الكبير والصغير، كيف تكون سنَد وكتف؛ لَمّا تنحط بمواقف حياتية تحتاج تسند غيرها، وأنتِ بتربي بنتك؛ ربِّيها للعمر والحياة والتعامل من أجل تسمعي “الله يحفظ أمها عرفتْ تربيها وتعلّمها،الله يحيّي البيت إللي طلعت منه، وإنت بتربي بنتك؛ ربّيها عشان تفتح بيت؛ يكون مليان بالحب والحياة، وتعرف تكوّن أسرة، وتربّي أجيال.. كوني واثقة أنّ الأم هي الّلي بتربّي، وبتعلّم وبتفهم، وبتنصح، وبتوَعِّي .

علميها أنَّ بنت الأصل؛ بتعرف كيف تحافظ على بيتها وزوجها؛ وتكون سنَده في الحلوّة والمُرّة؛ لَما يميل تعرف كيف توَقَف في ضهره وتقوّيه وتأخد بإيده، مش تزوّدها عليه

علميها أنّ بنت الأصل بتفرِض احترامها وتقديرها للجميع، بتكون اجتماعية ومحبوبة، وبتعرف تكسب قلب الكُل، وبتفرِض وجودها ومحبّتها على الجميع؛ بأخلاقها وتربيتها، وما بتجيب لأهلها المَسَبّة .

علميها أنّ بنت الأصل بتخلّي بيتها جنة، وبتشوف متطلباته واحتياجاته، وما بتقصّر؛ ولو على حساب نفسها، الزوجة بتصنع الحياة جوَّه بيتها؛ بالفرح والحب والدفَى؛ رغم ضِيق الحال..

علميها أنَّ بنت الأصل ما بتشكي ولا بتبكي؛ وبتتحمّل وبتشيل مملكتها؛ وتحافظ عليها؛ وتحميها.. وَصِّيها أنَّ الحياة لها خصوصية وقُدسية؛ أي مشكلة بينك وبينه ما بتطلع برَّا بيتكم، ولا حتى إذا احتاجت المشورة والنصيحة .

علميها أنّ بنت الأصل ما بتفرِّق بين الابن وأمه، والأخ وإخوته، أنتِ مش داخلة على حرب، أنتِ بدِك تكوني أهل وعزوة وسند لعيلتك، فيها الحفيد بحب سِتو وسيدو، مرتبط بعمّه وعمته، ما تفرقي بينهم، فهميها الحياة بتحتاج للتجاوز، أحيانًا ولحسن الظن؛  ما تحلّلي كل كلمة على كيفِك ووجهة نظرِك.

علميها أنّ الحماة وبنتها مش “أُمنا الغولة”؛ هي أم ربّتْ، وعلّمتْ، وتعبتْ، وسهرتْ .. احترامها واجب، وما بنفع ضيعي تعبها وسنينها؛ بمُجرد ابنها اتزوج؛ وفتح بيت جاء الوقت المناسب حتى يبرّها، ويسأل عنها، ويرد لها جمايلها، وهنا دورك في دعمِك وتشجيعِك له؛ ذكّريه يزورها؛ ويتّصل فيها ويتفقدها.

علميها أن بنت الأصل ما بتقطع زوجها من خواته وصِلة رحمه، حتى ربنا يبارك في صحتك، ورزقك، وأولادك، ويضل بيتك عامر فيهم؛ خليه يزور خواته ويتفقدهم .

علميها أنّ بنت الأصل؛ بتحفظ خير زوجها، وما بتنكرُه، وبتذكرُه بالخير، وإذا جبلك إشي؛ إحكي منه، ما تنكريه وتقولي من إمي وأختي وأهلي .

علموا بناتكم كيف يفتحو بيوت عامرة بالخير، والسعادة، والرضا، والقناعة، والخصوصية، والتفاهم؛ من أجل حياة خالية من المناكفات، والمشاكل والجَفا والبعد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى