Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

تربيةُ الأبناءِ تحتاجُ إلى تَرَوِّي

 

في زاويةِ بيوتٍ منوِّرةٍ لهذا العددِ؛ سَنُسلّطُ الضوءَ على الطريقةِ الصحيحةِ التي يُمكِنُ أنْ يتَّبِعَها الآباءُ والأمهاتُ من أجلِ تعزيزِ السلوكياتِ التربويةِ لدَى الأبناءِ،  فلا يَخفَى على أحدٍ؛ أنَّ التربيةَ عمليةٌ صعبةٌ ومُعقّدةٌ؛ وتحتاجُ لمتابعةٍ مستمرّةٍ، ولابدَّ أنْ يكونَ الأزواجُ على اطِّلاعٍ كافٍ حولَ العديدِ من المواضيعِ التربويةِ للتعاملِ مع أبناءِ المستقبلِ الذين يَقعُ على عاتقِهم بناءُ الوطنِ .

 لذلكَ، يجبُ على الزوجِ والزوجةِ أنْ يقوما بوَضعِ خُطَّةٍ واضحةٍ للتعاملُ مع الأطفالِ منذُ اليومِ الأولِ للوِلادةِ؛ حتى الوصولِ إلى المَدرسةِ؛ التي تُعَدُّ الحاضنةَ الثانيةَ للتنشِئةِ الاجتماعيةِ بعدَ الأُسرةِ، والتي يَكتسبُ فيها الطفلُ مجموعةً من السلوكياتِ التي تتحولُ فيما بعدُ وتتَشَكَّلُ؛ لِتكونَ عادةً ثُم تصبحُ قيمةً لدَى الطفلِ؛ لذلكَ مُهِمٌّ جِدًّا أنْ تكونَ هناكَ آليةٌ واضحةٌ لمراقبةِ تصرّفاتِ الأطفالِ بينَ الأزواجِ أنفُسِهم؛ حتى يتَسنَّى لهم تقييمُ السلوكياتِ التربويةِ غيرِ الصحيحةِ؛ من أجلِ تصحيحِها في الوقتِ المناسبِ؛ خصوصًا في ظِلِّ الحياةِ التي نعيشُها هذه الأيامَ، والتي يشتكي فيها معظمُ الأزواجِ من عدمِ قدرتِهم على التعاملِ مع الأبناءِ؛ وبالأخَصِّ عندما يكونُ هناك سلوكٌ تربويٌّ غيرَ صحيحٍ  يَظهرُ عليهم، وهنا في زاويةِ بيوتٍ مُنوِّرةٍ سنتَحدّثُ عن كيفيةِ تغييرِ السلوكياتِ التربويةِ الخاطئةِ عندَ الأبناءِ، وهنا لابدَّ من الإشارةِ إلى أهميةِ الخُطوةِ الأولَى التي تُستخدَمُ لتعديلِ  السلوكياتِ؛ ألا وهي الاتّفاقُ فيما بينَ الزوجينِ على ذلكَ، ووَضْعُ خُطّةٍ عمليةٍ للبدءِ بالتغييرِ، ولو تَطرَّقْنا بشكلٍ سريعٍ للتعرّفِ على بعضِ السلوكياتِ الخاطئةِ؛ فنَجِدُ منها _على سبيلِ المِثالِ_ الكذبَ، السرِقةَ ، إطلاقَ الألفاظِ البذيئةِ ، السُّخريةَ من الآخَرينَ، عدمَ احترامِ الآخَرينَ.. وغيرَهَا من السلوكياتِ الأُخرى؛ ولهذا يجبُ أنْ نقومَ بإعطاءِ الفرصةِ الكافيةِ للأزواجِ؛ للتعرُّفِ على المُدَّةِ التي يَستغرِقُها تعديلُ أيِّ سلوكٍ لدَى الأبناءِ في كافّةِ الأعمارِ؛ وهُنا يجبُ القولُ: إنَّ تعديلَ السلوكِ يأخذُ وقتًا طويلاً حتى يتَحقّقَ الهدفُ من تعديلِ السلوكِ المَرغوبِ؛ لذلكَ يجبُ أنْ يتَحلَّى الآباءُ والأُمّهاتُ بالصبرِ؛ بالإضافةِ إلى التقييمِ المستمرِّ لتصرُّفاتِ الطفلِ؛ وذلكَ لمَعرفةِ مدَى التقدُّمِ الذي تُحرِزُه الطريقةُ المُتَّبَعةُ؛ مع ضرورةِ معرفةِ أنّ هناكَ اختلافًا ما بينَ الأبناءِ في موضوعِ تغييرِ السلوكِ؛ بمَعنَى أنّ هناكَ طريقةً لتَعديلِ السلوكِ تُحقِّقُ نتائجَ مع طفلٍ؛ ولا تُحقّقُ نتائجَ مع طفلٍ آخَرَ بنفسِ العمرِ؛ تَبعًا للوسيلةِ المُتاحةِ، والقدرةِ على تنفيذِ  الإرشاداتِ بسهولةٍ؛ وبالتالي يَحدثُ التغييرُ للسلوكِ الخاطئِ سريعًا؛ بينَما هناكَ طفلٌ آخَرُ يحتاجُ إلى وقتٍ أكثرَ، وصبرٍ أكبرَ.. وهنا لابدَّ من الإشارةِ إلى أهميةِ أنْ يكونَ التغييرُ لسلوكٍ واحدٍ فقط؛ وهذا في حالةِ تَعدُّدِ المشاكلِ السلوكيةِ، التي يمكِنُ أنْ تكونَ لدَى الأبناءِ نتيجةَ ظروفٍ مُعيّنةٍ؛ قد تكونُ طرأتْ علي حياتِهم.

الجديرُ ذِكرُه هنا؛ أنَّ استخدامَ أساليبِ التعزيزِ الإيجابيةِ المختلفةِ؛ يُسَهِّلُ طريقةَ التغييرِ، ويساعدُ على إنجازِها؛ خصوصًا إذا اتَّفقَ الأزواجُ على  التعاونِ والمساعدةِ فيما بينَهم .

أطفالُنا أمانةٌ في أعناقِنا؛ فَهُم بناةُ المستقبلِ والوطنِ الذي نَنْشُدُ؛ لذلكَ يجبُ أنْ يتِمَّ إعدادُهم تربويًّا وسلوكيًّا؛  لِيَكونوا القوّةَ الدافعةَ لتحريرِ الوطنِ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى