Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

شبابُنا والصداقاتُ الافتراضيةُ

نعيشُ اليومَ حالةً فريدةً من التطوّرِ التكنولوجي  ، واستخدامٍ متنوِّعٍ لمنَصّاتِ التواصلِ الاجتماعي؛ لتحقيقِ فائدةٍ، والحصولِ على معلومةٍ أو ساعاتِ ترفيهٍ وتَواصُلٍ مع مَن نحِبُّ ، والحقيقةُ أنَّ التواصلَ التكنولوجي حقّقَ منافعَ كبيرةً؛  فَقدْ قرّبَ البعيدَ، وحقَّقَ المُرادَ ، ووَصَلَ المُنقطعينَ لنعيشَ معَ الأحِبَّةِ والأصدقاءِ تفاصيلَ حياتِهم.

لكِنْ من جهةٍ أخرى؛ تَسبَّبَ في كثيرٍ من الأضرارِ لَدَى شبابِنا؛ حينَ أساءَ الاستخدامَ والتوظيفَ؛  فساهَمَ في عزلةٍ لبعضِهم؛ وقَلَقٍ وأرَقٍ للبعضِ الآخَرِ؛  في حينٍ أنه تَسبَّبَ في قتلِ  وإضاعةِ الوقتِ لدَى الغالبيةِ العُظمَى؛  ففي دِراسةٍ حولَ ساعاتِ الاستخدامِ وموضوعاتِه؛  أكّدتْ أنّ متوسطَ الاستخدامِ يزيدُ عن أربعِ ساعاتٍ للشخصِ؛ يَقضيها عبرَ مواقعِ ترفيهٍ ورياضةٍ فقط؛   بالإضافةِ إلى ساعاتٍ أُخرى  لا تَقِلُّ عن ساعتَينِ؛ لتَصَفُحِ مواقعِ التواصلِ، ولِلدَّردشةٍ معَ الآخَرينَ . وفي الحقيقةِ، هنا يَكمُنُ الخوفُ؛ ووَجَبَ دَقُّ ناقوسِ الخطرِ لعلاقاتٍ و تَواصُلٍ غامضٍ لصداقاتٍ افتراضيةٍ غيرِ معلومةِ الهُويةِ؛ وغالبًا تَتَسَتَّرُ خلفَ أسماءٍ وهميةٍ جميلةٍ وناعمةٍ، أو صورةٍ مُبهِرةٍ.. وفي كُلِّ الأحوالِ  من غيرِ اللائقِ التواصلُ المَفتوحُ مع مَجهولي الهويةِ؛ لِما له من أثرٍ سَلبيٍّ على نفوسِنا ونفوسِ فتَياتِنا؛  فتُحلِّقُ الفتاةُ في آفاقٍ بعيدةٍ من خلالِ فارسٍ يَمتَطي جوادًا أبيضَ؛ ليسافرَ بها إلى مجهولٍ ووَهمٍ؛ يبدو مُنَمَّقَ الكلماتِ، ومَعسولَ الهمساتِ  وسطَ عَتمةِ الليلِ وسكونِه .

صديقي وبُنيّتي  : رغمَ تَحفُّظي على الصداقةِ بين الجِنسَينِ؛ إلَّا أنَّ رَفضيَ لها عبرَ المنصّاتِ والمواقعِ الافتراضيةِ؛  وبكلماتٍ أُخرى صداقاتٍ افتراضيةٍ في عالَمٍ أزرقَ تَبدو مُريبةً؛ وليتَنا نَبتعِدُ عنها من بابٍ أَولَى؛ فهي تَحمِلُ بينَ طيّاتِها الكثيرَ من المجهولِ والظلامِ؛ نحن في غِنَى عنه ، وببساطةٍ كبيرةٍ، من يختفي وراءَ أسماءٍ مُستعارَةٍ؛ لا حاجةَ لنا للتواصُلِ معهُ إلَّا بعدَ التعريفِ الكاملِ والواضحِ لشخصيتِه أو شخصيتِها .

أحِبَّتي : الأمرُ جدُّ خطيرٍ؛ والنتائجُ مُريبةٌ ومُقلِقةٌ ، وينبغي الحَذرُ الكاملُ، ومتابعةُ الأبناءِ لا مُراقبتُهم ، والتقرُّبُ منهم لا لومُهم ، وتحقيقُ البديلِ لا المُطالَبةُ بالمُقاطَعةِ .

كُوني قريبةً من فَتياتِكِ؛ وتَعرَّفي على صديقاتِها ، وتابِعي سلوكَها ومدَى قُربِها منكِ، وخوفَها من ملامسةِ جوّالِها ، وقلَقَها لانقطاعِ النِّت ، وانحباسَ أنفاسِها حينَ  تَتواصلُ .

همسةٌ أخيرةٌ : مواقعُ التواصلِ طيِّبُها طيٍّبٌ، وخَبيثُها خبيثٌ ؛ لكنَّ الانزلاقَ واردٌ، والمُتابَعةَ مطلوبةٌ، وانتِقاءَ الأصدقاءِ مطلوبٌ وبِشِدّةٍ ، فالانغماسُ في العالَمِ الافتراضي؛ يدعونا للحذَرِ خَشيَةَ الوقوعِ في خلوةٍ غيرِ شرعيةٍ؛ تَبِعاتُها مُخيفةٌ؛ وعَواقِبُها وخيمةٌ.. تُلقي بظلالِها على كُلِّ أفرادِ الأُسرةِ، فلا تَبحثوا عن خصوصيةٍ تَحمِلُ الكثيرَ من الخداعِ والضياعِ .

اجعلي من مواقعِ التواصلِ ومنَصّاتِه فرصةً للحصولِ على عملٍ أو معلومةٍ أو تحقيقِ تَواصُلٍ مع مغتربٍ أو صديقٍ مُقرَّبٍ نَعرِفُ أصلَه وفصْلَه ؛ لكنْ أنْ يكونَ لِمُجرَدِ قتلِ الوقتِ وإضاعتِه؛ فذلكَ هَمٌّ كبيرٌ ومَفسَدةٌ أَكبرُ..

الوقتُ أمانةٌ، وثِقةُ والدَيكَ أمانةٌ، ورَبُّكَ مُطَّلِعٌ على السرائرِ؛ ويَعلمُ تفاصيلَها ، فكونوا على قَدْرِ الثقةِ والمسئوليةِ ، حَفِظَكم اللهُ ورَعاكم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى